البشير الخريف
#اسا الزاك
ألقى جلالة الملك محمد السادس نصره خطابا ساميا بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، أكد فيه على ضرورة تسريع وتيرة التنمية الترابية وإعطائها بعدا أكثر شمولا وعدالة، بما يضمن تحسين ظروف عيش المواطنين في مختلف ربوع المملكة.
وشدد جلالته على أنه “لا ينبغي أن يكون هناك أي تعارض أو تنافس بين المشاريع الوطنية الكبرى والبرامج الاجتماعية، ما دام الهدف الأسمى هو تنمية البلاد وتحسين ظروف عيش المواطنين على اختلاف فئاتهم”، في إشارة واضحة إلى وجوب التكامل بين الأوراش الكبرى والإصلاحات الاجتماعية، باعتبارهما وجهين لعملة واحدة في مسار بناء مغرب متوازن ومزدهر.
وفي تحليل للمضامين الملكية، يبرز أن الخطاب رسم معالم جيل جديد من برامج التنمية الترابية، مبني على رؤية بعيدة المدى تتجاوز الأجندات الحكومية والبرلمانية، إذ قال جلالته: “إن مسيرة المغرب الصاعد، وإطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية، تعد من القضايا الوطنية الكبرى التي تتجاوز الزمن الحكومي والبرلماني”.
هذه الإشارة الملكية تؤكد الطابع الاستراتيجي للمشاريع التنموية، باعتبارها أوراشا مستدامة تتطلب نفسا طويلا، وانخراطا جماعيا لمختلف الفاعلين، بما في ذلك الدولة والمؤسسات المنتخبة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
كما دعا جلالة الملك إلى اعتماد وتيرة أسرع وأثر أقوى لبرامج التنمية، من خلال مقاربة رابح / رابح بين المجالين الحضري والقروي، مع التركيز على التعليم والصحة والتأهيل الترابي وخلق فرص الشغل للشباب، وهي أولويات تعكس عمق التوجه الاجتماعي للنموذج التنموي المغربي.
وفي نفس السياق، دعا جلالته إلى الاهتمام بالمناطق الهشة، خاصة الجبلية والواحاتية، عبر تعزيز التضامن والتكامل بين الجهات، من أجل تحقيق تنمية ترابية منسجمة وشاملة تضمن الإنصاف المجالي وتحد من الفوارق بين المركز والأطراف.
إن خطاب جلالة الملك محمد السادس جاء ليجدد الدعوة إلى تسريع الانتقال من التخطيط إلى التنفيذ، ومن البرامج إلى النتائج الملموسة، وليذكر بأن التنمية الحقيقية لا تقاس بالمشاريع الكبرى فقط، بل أيضا بمدى انعكاسها على حياة المواطنين اليومية.
تعليقات ( 0 )