الناظور في صيف صامت… كورنيش فارغ وأسعار ملتهبة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر 

في عز فصل الصيف، حيث اعتادت مدينة الناظور أن تضج بالحركة وتغص شواطئها بالمصطافين، بدت الصورة هذا العام مختلفة كلياً: شاطئ شبه فارغ، كورنيش هادئ بلا زوار، ومقاهٍ ومطاعم تشكو من ركود غير مسبوق.


أحد أرباب المقاهي المطلة على الكورنيش أكد في تصريح لجريدتنا أنّ “هذا الصيف كان صادماً، فقد عرفنا عزوفاً كبيراً، خاصة من طرف الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي كانت تُعتبر القلب النابض للحياة الاقتصادية بالمدينة خلال الموسم”. وأضاف أن النشاط التجاري تراجع بشكل واضح، مما انعكس سلباً على مداخيل العديد من الوحدات السياحية والخدماتية.
من جانبه، أوضح أحد المصطافين أن الارتفاع المبالغ فيه للأسعار وغياب المراقبة دفع عدداً كبيراً من أفراد الجالية المغربية بالخارج إلى البحث عن بدائل أخرى، خصوصاً في إسبانيا ودول أوروبية مجاورة، حيث يجدون جودة أعلى مقابل تكلفة أقل.

ويجمع متتبعون للشأن المحلي على أن التضخم فاقم الوضع أكثر، بعدما ارتفعت تكاليف السفر والإقامة والاستهلاك بشكل جعل عطلة الصيف بالمغرب عبئاً ثقيلاً على الكثير من الأسر، سواء من الجالية أو حتى من المقيمين داخل الوطن.

هذا الركود السياحي، وإن كان صادماً، يراه بعض المراقبين فرصة لمراجعة النموذج السياحي بالمنطقة، عبر تحسين جودة الخدمات وتنويع العرض، بما يتماشى مع تطلعات الزوار ويضمن تنافسية الناظور أمام الوجهات المتوسطية الأخرى.

و بين شاطئ فارغ وكورنيش صامت، يبقى السؤال مطروحاً بإلحاح: هل الأمر مجرد صيف عابر ، أم بداية لتحولات أعمق في مستقبل السياحة بمدينة الناظور؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)