“النخبة و القيم “موضوع لقاء مفتوح ينظمه مركز التنمية لجهة تانسيفت.

مع الحدث إبراهيم أفندي

في إطار أنشطته الثقافية، ينظم مركز التنمية لجهة تانسيفت، لقاء مفتوحا حول موضوع : النخبة و القيم ، بمشاركة : الأستاذة بشرى العاصمي محامية، الدكتور عبد الواحد طليمات أستاذ جامعي، الدكتور شكيب بنفضيل طبيب أخصائي، و المهندس إدريس جلولي مهندس زراعي،وذلك يوم السبت 22 مارس 2025 على الساعة التاسعة والنصف مساءا. بمدرج الشرقاوي إقبال بكلية اللغة العربية،بمدينة مراكش.

 

وفيما يلي ورقة تقديمية للقاء المذكور : ” في معرض حديثه عن النخبة السياسية، أثار عبد الله العروي موضوعة الأُمّية، وحددها قائلاً: “ترتفع الأمية لا بإتقان الكتابة والقراءة ولا بحفظ مقولات عن الكون والإنسان والماضي، بل عندما يستقل المرء بذاته ويرى فيها المادّة التي يشيّد بها الكيان “. كما أكد على أن الشخص الموصوف بالأُمّي هو المرء الذي لا يستطيع ذهنُهُ أن يتمثل الصالح العام. وبناء على ذلك، أوْمأ، غير ما مرة، إلى وصْف حاضِرنا ب “زمن الشؤْم”.

في ضوء استحضار أعضاء اللجنة الثقافية لمركز التنمية لجهة تانسيفت لكلام العروي، ارتأوْا دعْوتَكم إلى هذا اللقاء الثقافي المختلف والمتميّز، على الأقل، شكْلاً عمّا اعتاد المركز على تنظيمه من أنشطة ثقافية. إننا ندعوكم، بداية، إلى التفكير، معاً وجهْراً، في المُعضلات التي تعترض مسيرة إرساء قواعد التعايش الإنساني، لا سيما أن النسيج الاجتماعي يشهد في الزمن الحاضر تمزقات فكرية وتصدعات قيمية بفعل التزايد المُهول لحالات التنصل من صيغ الواجب المهني والمجتمعي والسياسي..، وبسبب تكاثر مشاهد الانكفاء على الذات والانجرار نحو مصالحها الضيقة دون مراعاة للمصالح العامة.

وإذا كان أحد مسوّغات تنظيم هذا اللقاء يكمن في تشخيص عوامل استفحال الانتكاسة والتراجعات القيمية التي خيّمت على مواقف نخبتنا على العموم وجثمت على جُلّ نفوس مواطنينا، فإن أعضاء اللجنة الثقافية يردّدون، عن تبصرٍ ووعي، أن “الطفرة من مجتمع أمي إلى مجتمع مدني هي دليل المروءة والرشد والهمّة” على حدّ تعبير العروي. وأنه بقدر ما قد نخسر الرهان، كأفراد وكمجتمع، في معركتنا ضد “أفول الواجب” (Crépuscule du devoir)، والتعبير هذه المرة لأحد السوسيولوجيين الفرنسيين، بقدر ما أن النجاح أيضا وارد، وإلاّ لما فكّر في الأمر أحدُ.

لذلك، ندعوكم، ثانيا وأخيرا، ألاّ تكتفوا بتشخيص واقعنا المتردّي … وبإنتاج ” لغة خشبية” وخطابات منمقة واصفة لهذا الواقع؛ وإنما أن تقتحموا مُعترك المساءلة النقدية للذات الفردية والجماعية، وأن تفحصوا منطق اشتغال الذهنية، وملابسات تشكّل الذاكرة، ومقتضيات الفعل الأخلاقي ومحددات نسق العلاقات الاجتماعية. إننا ندعوكم، أساساً، إلى أن تنفذوا إلى جذور المآزق الأخلاقية والفكرية، وأن تُلْقوا الضوء على عوامل استِنْباتها واكتساحها لفضاءاتنا العمومية. ونُرْفِق دعوتَنا بأن نقترح عليكم مطارحة بعض الإشكالات التي تؤرق تفكير أخواتكن وإخوتكم بالمركز :

-كيف نقرأ اسْتسلام نُخبِنا أمام موْجة تقزيم مكانة السؤال الأخلاقي؟

– كيف نتناول المسألة القيمية اليوم ؟

– ما السبيل إلى إحلال الإشكال الأخلاقي في قلب التفكير في الشأن العام وفي قضايا العيش المشترك ؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)