الوطية… من شاطئ هادئ إلى وجهة سياحية وطنية/ تحوّل لافت في المشهد السياحي خلال السنوات الأخيرة

مع الحدث/ طانطان

المتابعة ✍️: ذ عابدين الرزكي

 

 

 

تحوّلت جماعة الوطية الشاطئية بإقليم طانطان من منطقة هادئة محدودة الإقبال إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في الجنوب المغربي. هذا التحوّل لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تضافر عوامل طبيعية، وبنية تحتية حديثة، وجهود متواصلة من المجلس الجماعي وشركائه.

يتميّز شاطئ الوطية برماله الذهبية ومياهه النقية، إضافة إلى مناخ معتدل يجعل منه ملاذًا صيفيًا مثاليًا. كما يسهّل موقعه الجغرافي القريب من مدينة طانطان الوصول إليه، ما يجعله خيارًا مفضّلًا لآلاف المصطافين من مختلف مناطق المغرب وحتى من الخارج.

شهدت الوطية خلال الفترة الأخيرة طفرة في المشاريع التنموية، شملت تهيئة الشوارع والأرصفة، تعزيز الإنارة العمومية، إنشاء مساحات خضراء، وتأهيل كورنيش الشاطئ ليصبح فضاءً متكاملًا للتنزه والترفيه. كما تم تطوير شبكة الماء الصالح للشرب والتطهير، وبناء مرافق عمومية كدار الشباب، ومركز تكوين نسائي، ومركز استقبال، فضلاً عن ترميم السوق المغطى وتوسعة الطرق الرابطة.

مشروع تهيئة كورنيش الوطية يمثل نقطة تحول كبرى، حيث يشمل مساحات خضراء، ساحات عامة، فضاءات للرياضة والترفيه، ومرافق أمنية وخدماتية تضمن راحة المصطافين، بما يعكس رؤية لتحويل الوطية إلى وجهة سياحية دائمة، وليس موسمية فقط.

المهرجان الصيفي للوطية أصبح حدثًا بارزًا يجذب آلاف الزوار، ببرامج فنية وثقافية ورياضية متنوعة، تساهم في تنشيط الحركة السياحية وتعزيز صورة المدينة. وتشمل الفعاليات سهرات موسيقية، مسابقات رياضية كركوب الأمواج وكرة القدم الشاطئية، وفضاءات للطفل والعائلات.

الإقبال المتزايد على الوطية ينعكس إيجابًا على ساكنتها من خلال فرص الشغل الموسمية، وتنشيط قطاعات الإيواء، المطاعم، النقل، والصيد البحري. كما يفتح المجال أمام استثمارات جديدة في مجالات السياحة والخدمات.

رغم هذه الإنجازات الملموسة، تحاول بعض الجهات عبر صفحات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي التقليل من قيمة ما تحقق، خدمةً لأجندات انتخابية ضيقة. غير أن الواقع على الأرض، والمشاريع المنجزة، والحركية السياحية الواضحة، تكذب هذه المزاعم وتؤكد أن الوطية تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية نموذجية.

تعمل جماعة الوطية على بلورة مشاريع مستقبلية تهم إنشاء منتجعات ومرافق ترفيهية جديدة، بما يطيل مدة إقامة الزوار ويعزز الاقتصاد المحلي. هذه الرؤية تستند إلى شراكات قوية مع مؤسسات محلية وجهوية ووطنية، ما يضمن استدامة التنمية وجودتها.

ختاما الوطية اليوم ليست مجرد شاطئ جميل، بل قصة نجاح في التخطيط الحضري والسياحي، حيث تجتمع الطبيعة الساحرة مع المشاريع التنموية والخدمات العصرية، لتقدم تجربة سياحية متكاملة ترضي السائح والمقيم على حد سواء. إنها نموذج لمدينة تستثمر في حاضرها لتصنع مستقبلًا أفضل.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)