برهيش الحسين… نموذج للكفاءة في زمن الحاجة إلى رؤوس نظيفة

مع الحدث / ذ. سيداتي بيدا 

 

 

في خطاب بليغ لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، وردت عبارة ذات دلالة عميقة:

« فإن أنتم وضعتم على رؤوسكم فاسدين في مدنكم وقراكم، فلا تنتظروا أن تُقبل شكاياتكم، لأنكم أنتم المسؤولون عن تدهور حقوقكم وحقوق وطنكم.»

 

هذه الكلمات ليست مجرد توجيه، بل دعوة صريحة لتحمل المسؤولية في اختيار من يتولى قيادة الشأن المحلي. فالمنتخب الذي تمنحه صوتك يصبح رأسًا فوق رأسك، ومصير منطقتك مرتبطًا بقراراته، سواء أكانت صائبة أم غير ذلك.

 

في عالم المؤسسات الكبرى، كلما ارتفع المنصب زادت صرامة شروط الاختيار: مؤهلات علمية عالية، خبرات عملية قوية، ورؤية واضحة. وإذا كان ذلك معيارًا لإدارة مصنع أو شركة، فكيف لا يكون شرطًا أساسيًا لإدارة مدينة أو قرية بأكملها؟

 

التجربة المغربية أظهرت أن المناطق التي منحت الثقة لأشخاص ذوي كفاءة حقيقية، حققت قفزات تنموية واضحة، بينما مناطق أخرى ما زالت تواجه بطئًا شديدًا في التطوير، مع استمرار تراكم الشكايات، وهو ما يعكس ضعف النجاعة في التسيير.

 

من بين النماذج المشرفة التي تستحق أن تكون في مواقع القرار، يبرز اسم برهيش الحسين، الشاب المغربي الذي حصل على شهادة الباكالوريا من ثانوية محمد السادس التقنية شعبة العلوم الاقتصادية، قبل أن ينتقل إلى فرنسا لاستكمال دراسته العليا. هناك، حصل على شهادات أكاديمية مرموقة معترف بها دوليًا، واكتسب خبرات ميدانية عالية في الإدارة والتدبير. عاد إلى بلدته وهو يحمل طموحًا صادقًا للمساهمة في تنمية منطقته، إيمانًا منه بأن التغيير الإيجابي يحتاج إلى علم وخبرة، لا إلى شعارات مؤقتة.

 

المعيار لقياس جودة القيادة المحلية بسيط: انظر إلى سرعة تطور مدينتك أو قريتك مقارنة بمناطق أخرى في المغرب. إذا كان الإيقاع متقاربًا، فهذا مؤشر إيجابي، أما إذا كان الفرق كبيرًا، فذلك يستدعي إعادة تقييم اختياراتنا.

 

إن الرؤية الملكية واضحة: التنمية تحتاج إلى كفاءات نظيفة وفعّالة، والسياسة الرشيدة لا تتحقق إلا بوجوه تحمل العلم والخبرة والنزاهة. الكرة الآن في ملعب المواطن؛ فاختيار الرأس المناسب اليوم هو استثمار في مستقبل الأجيال غدًا.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)