تحالفات جديدة في المجلس الجماعي لمدينة سطات: خطوة نحو تسيير فعال
سطات مع الحدث عماد وحيدال
في خطوة هامة نحو إعادة هيكلة التسيير الجماعي وتحقيق استقرار سياسي في مدينة سطات، تم الإعلان عن تحالفات جديدة بين الأغلبية والمعارضة داخل المجلس الجماعي. جاءت هذه التحالفات بعد أسابيع من المشاورات والنقاشات الحادة بين الأطراف السياسية المختلفة، التي قررت في نهاية المطاف وضع الخلافات جانبًا والاتحاد من أجل الصالح العام.
لقد تفاعل عدد من سكان المدينة والفاعلين الجمعويين مع هذه الخطوة بتفاؤل حذر. محمد العسري، أستاذ التعليم الثانوي، يرى أن “التحالفات الجديدة تمثل فرصة حقيقية لتجاوز التعثرات السابقة التي شهدها المجلس في تسيير الشأن المحلي”، مضيفًا أن “المدينة بحاجة ماسة إلى قرارات جريئة وحلول مبتكرة، خاصة في مجالات البنية التحتية والتعليم”.
أما فاطمة الزهراء بناني، ناشطة حقوقية، فتعتبر أن “هذا التحالف يعد اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفاعلين السياسيين على تجاوز المصالح الضيقة والتفكير في مصلحة المواطن”، مشيرة إلى أن “المواطنين فقدوا الثقة في السياسة بسبب الفشل المتكرر في تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الصحة، النقل، والنظافة”. وأضافت: “نتمنى أن تكون هذه التحالفات بداية جديدة للمدينة وأن تحقق الأهداف المرجوة منها”.
رشيد الخديري، عضو بإحدى الجمعيات التنموية، يؤكد على أهمية الاستفادة من هذه الفرصة لإطلاق مشاريع تنموية كانت معلقة بسبب النزاعات السابقة بين الأطراف السياسية. يقول رشيد: “لقد تأخرت المدينة كثيرًا في مشاريعها، ونأمل أن يسهم هذا التحالف في تفعيل تلك المشاريع التي ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر، سواء في تحسين الطرقات أو توفير فرص عمل للشباب العاطل”.
من جهة أخرى، عبرت نادية المحمدي، ربة بيت وأم لثلاثة أطفال، عن أملها في أن يتمكن هذا التحالف من تحسين الخدمات الأساسية. “نحن نعيش مشاكل يومية مع الماء والكهرباء، وهناك نقص كبير في وسائل النقل. نتمنى أن يروا معاناتنا ويعملوا على تحسين هذه الأوضاع في أسرع وقت”، تقول نادية.
حسن المسعودي، طالب جامعي، يعتبر أن التحالفات السياسية الجديدة قد تفتح الأبواب أمام تحسين أوضاع الشباب في المدينة. يقول حسن: “نحتاج إلى فرص عمل وتدريبات تساعدنا على الانخراط في سوق العمل بعد التخرج. أتمنى أن يتم إدراج هذه الملفات ضمن أولويات المجلس”.
يراهن المجلس الجماعي على هذه التحالفات الجديدة لإحداث نقلة نوعية في تدبير شؤون المدينة. فقد أكد عدد من المستشارين الجماعيين أن المرحلة القادمة ستشهد تركيزًا على تحسين الخدمات العامة، خاصة في مجالات النظافة، البنية التحتية، وتحديث المرافق العامة.
رغم الآمال المعقودة على هذه التحالفات، إلا أن الكثيرين من ساكنة سطات يتساءلون عما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي فعلاً إلى التغيير المأمول أم أنها ستكون مجرد محاولة لتجميل المشهد السياسي دون تأثير ملموس على أرض الواقع.
يبقى المواطنون في مدينة سطات في انتظار تحقيق الوعود وتحويل هذه التحالفات إلى نتائج ملموسة ترفع من مستوى حياتهم اليومية، وتجعل المدينة نموذجًا يحتذى به في التسيير الجماعي الفعال.
Share this content:
إرسال التعليق