ثامطوث… حين يصبح العطاء هو اللغة التي توحّد القلوب

فاطمة الحرك

في كل مدينة وقرية، هناك جمعيات وفعاليات ومبادرات، لكن قلّما نجد من بينها جمعية تحمل في جوهرها معنى الإنسانية الحقيقية، لا شعاراً ولا تظاهراً، بل فعلاً يومياً متواصلاً ينبع من القلب.

جمعية ثامطوث واحدة من هذه النماذج النادرة التي استطاعت أن تخلق حولها هالة من الاحترام والثقة، لأنها اختارت منذ البداية أن تكون صوتاً للناس، ويداً تمتد للعون، ووجهاً من وجوه الأمل.

منذ تأسيسها، لم تكن ثامطوث تبحث عن المجد أو الشهرة، بل عن الأثر الإنساني العميق. كانت تدرك أن التغيير لا يأتي دفعة واحدة، بل يُبنى بجهود صغيرة متواصلة، وبحبٍّ لا ينطفئ. لذلك تراها اليوم حاضرة في كل مناسبة، وفي كل مبادرة تسعى إلى نشر الوعي، دعم الأسر، أو إشاعة روح التضامن بين أبناء الساكنة.

ما يميز هذه الجمعية هو أنها لا تعرف المستحيل. أمام كل عائق، تجدها تبتكر طريقاً جديداً. لا تشتكي قلة الموارد، ولا تتذرع بالعقبات، بل تؤمن أن الإرادة أقوى من أي حاجز، وأن النية الصافية قادرة على فتح الأبواب المغلقة.

أعضاؤها يعملون في صمت، بوجوه بشوشة، وقلوب مليئة بالإيمان. يجتمعون ليس لأن هناك تمويلاً أو مصلحة، بل لأنهم يجدون في العمل الجمعوي معنى للحياة. فيهم من يُنظم الأنشطة ومن يُرافق الأطفال ومن يُنسق مع الجمعيات الأخرى ومن يسهر على التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق الكبير.

أنشطتها متنوعة كألوان الحياة:

من حملات التبرع بالدم التي تنقذ الأرواح، إلى الأنشطة التحسيسية التي تنير العقول وتنشر الوعي الصحي والاجتماعي. ومن المبادرات التضامنية التي تُدخِل الدفء على الأسر المحتاجة، إلى الورشات الثقافية والفنية التي تمنح الشباب مساحة للتعبير والإبداع

كل نشاط يحمل بصمة “ثامطوث” الخاصة دفء إنساني وتنظيم دقيق وإصرار على النجاح

ولأنها تؤمن بقيمة الشراكة، فقد فتحت أبوابها لتعاون واسع مع جمعيات ذات مصداقية داخل المنطقة وخارجها، لتوحيد الجهود حول هدف مشترك خدمة الإنسان أينما كان هذه الشراكات ليست مجرد بروتوكولات، بل علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والإيمان العميق بأن العمل الجماعي هو السبيل الوحيد لصنع التغيير الحقيقي.

جمعية ثامطوث تحمل في داخلها رسالة نبيلة: أن الإنسان قادر على أن يكون فاعلاً في مجتمعه مهما كانت إمكانياته بسيطة. وأن التضامن ليس ترفاً، بل ضرورة.

حين تنظر إلى مسارها، تدرك أن هناك شيئاً مختلفاً في هذا الفريق… شيئاً يجعلهم يستمرون رغم التعب، يبتسمون رغم الصعوبات، ويحتفلون بكل نجاح كأنه ولادة جديدة للأمل.

هم لا ينتظرون الشكر، ولا يسعون إلى التصفيق. يكفيهم أن يروا نظرة امتنان في عين محتاج، أو بسمة طفل استفاد من نشاط، أو دمعة فرح لأمٍّ شعرت أنها ليست وحدها في مواجهة الحياة.

ثامطوث ليست مجرد جمعية… إنها روح تتحرك بين الناس.

إنها طاقة حبٍّ جماعية تصرّ على أن تُبقي شعلة الخير متقدة في زمنٍ كثرت فيه اللامبالاة.

هي رسالة لكل من يظن أن التغيير مستحيل، تقول له بثقة لا شيء مستحيل حين نعمل من القلب ولأنها تنتمي إلى الأرض وإلى الناس ستظل ثامطوث حاضرة ما دام في هذا الوطن من يؤمن بأن الإنسانية أكبر من كل حدود، وأن الخير حين يُزرع بالنية الصافية ويثمر في كل القلوب .

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)