أظهر مقطع فيديو من داخل غرفة العناية المركزة في مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية المصرية حالة من الرعب، وأثار غضباً بين مصريين، بعدما قال مصور الفيديو إن جميع الذين كانوا بالغرفة وهم من مصابي كورونا توفوا جراء انقطاع الأوكسجين، في حين أن وكيل وزارة الصحة بالمحافظة نفى أن يكون السبب هو انقطاع الأوكسجين.
داخل مستشفى الحسينية
يُظهر الفيديو المصور الذي نُشر الأحد 3 يناير2021، وجود عدد من المرضى في غرفة العناية المركزة، وبينما كان التوتر يملأ أجواء المكان قال المصور وهو يتنقل بالكاميرا بين أسرة المرضى: “كل الناس ماتوا، كل ما هو في العناية مات”، مضيفاً أن السبب في ذلك هو فقدان الأوكسجين.
تُظهر اللقطات أيضاً عدداً من الممرضات وهن يحاولن إنعاش أحد المرضى، الذي بدا أنه بحاجة للأوكسجين، وكان يُسمع في الخلفية صوت لامرأة ليس معروفاً ما إذا كانت إحدى الممرضات، وكانت تقول: “مفيش أوكسجين“.
كما ظهرت ممرضة في الفيديو انتشرت صورتها بشكل واسع على شبكات التواصل، وكانت تجلس في زاوية الغرفة، وعلامات الرعب والحزن والعجز بادية عليها، وهي ترى أمامها تدهور أوضاع المرضى، دون أن تكون قادرة على فعل شيء لهم.
رد من وكيل الصحة
وعقب نشر الفيديو وردود الأفعال الواسعة التي صاحبته علّق وكيل وزارة الصحة في محافظة الشرقية، هشام مسعود، على ما جرى بغرفة العناية المركزة في مستشفى الحسينية، وأكد أن 4 مرضى توفوا فعلاً وهم من المصابين بفيروس كورونا.
لكن مسعود، نفى أن يكون سبب وفاتهم هو نقص الأوكسجين، وقال في تصريح لموقع “صدى البلد” المحلي، إن “عدد الحالات المحتجزة داخل عناية العزل 7 حالات، بالإضافة إلى 17 حالة داخل الحضانات، بخلاف الحالات المحتجزة الأخرى بالعناية العادية، وعدد الحالات المتوفاة 4 حالات بسبب فيروس كورونا المستجد“.
مسعود أضاف “أنه لا صحة لوجود نقص في الأوكسجين، خاصة أنه يوجد تنك الأكسجين بالمستشفى متصل بشبكة تغذي جميع الأقسام داخل المستشفى، وفي حالة النقص في الأسطوانات يتم تفعيل تلك الشبكة”، على حد قوله.
كذلك نشرت حسابات مصرية على موقع تويتر مقطع فيديو من داخل نفس غرفة العمليات في مستشفى الحسينية، وكان الرجل الذي صوَّر الفيديو قد قال إنه يتحدث مع أطباء مسؤولين عن الغرفة، وقال أحدهم إن حالات الوفيات هي لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة، إلى جانب إصابتهم بفيروس كورونا، نافياً أيضاً أن يكون نقص الأوكسجين هو سبب الوفاة، على حد زعمه.
غضب كبير بين مصريين
وأثار مقطع الفيديو من مستشفى الحسينية انتقادات وغضباً واسعين على شبكات التواصل بين المصريين، وتصدر هاشتاغ #العناية_المركزة قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في مصر حتى صباح الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2021.
انتقد مصريون في تغريداتهم ما وصفوه بتقصير وزارة الصحة، وهاجموا سوء الخدمات الطبية المقدمة في مستشفى الحسينية وبقية المستشفيات التي تستقبل مرضى كورونا، كما أبدوا تعاطفهم مع الصورة المؤثرة للمرضى التي كانت مذهولة بما يجري في غرفة العناية المركزة.
تشهد مصر حالياً الموجة الثانية لفيروس كورونا، وسجلت في الأيام الأخيرة ارتفاعاً في وتيرة الإصابات والوفيات اليومية.
وسجَّلت مصر حتى صباح الأحد، 3 يناير/كانون الثاني 2021، 140ألفاً و878 إصابة بكورونا، بينها 7 آلاف و741 وفاة، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز.
يُشار إلى أن إجمالي عدد المستشفيات في مصر (البالغ عدد سكانها 100 مليون) خلال عام 2018، كان 1848 مستشفى، من بينها 1157 مستشفى خاصاً، بنسبة 62.6%، في حين مثلت مستشفيات القطاع الحكومي 37.4%، ضمت كلاً من المستشفيات العامة والمركزية والتابعة لجهات حكومية، بإجمالي 691 مستشفى، وذلك وفقاً لأحدث أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في النشرة السنوية لإحصاء الخدمات الصحية الصادرة في نوفمبر 2019.
https://www.youtube.com/watch?v=SXaL4g9G0Ks&feature=emb_logo
Share this content:
إرسال التعليق