حافلة الأمل.. رحلة نحو مستقبل أكثر إنصافًا

الرباط – متابعة عادل الحصار

في زحام الدار البيضاء، حيث تتشابك قصص الحياة اليومية، انطلقت حافلة الأمل لتكون أكثر من مجرد وسيلة نقل، إنها رمز للتحول نحو مجتمع أكثر شمولا وإنسانية، بفضل مبادرة كريمة من عامل صاحب الجلالة على عمالة مقاطعة عين الشق، وبدعم سخي من أحد المحسنين، أصبح لدى الأطفال في وضعية إعاقة وسيلة نقل توفر لهم الأمان، وتفتح أمامهم آفاق الإدماج والمشاركة الفعالة في المجتمع.

استلام جمعية “التدخل المبكر للأسرة والطفل” لهذه الحافلة لم يكن مجرد حدث بروتوكولي، بل لحظة محورية تعكس التزاما جماعيا بحقوق الأطفال في وضعية إعاقة، هؤلاء الأطفال الذين يواجهون تحديات يومية تتجاوز حدود الفهم العادي، لا يحتاجون فقط إلى خدمات متخصصة، بل إلى فرص حقيقية تضمن لهم حقهم في حياة كريمة ومستقلة.

لطالما شكل التنقل تحديا كبيرا لأسر الأطفال ذوي الإعاقة، حيث يجدون أنفسهم أمام معركة يومية لإيصال أبنائهم إلى المراكز المتخصصة، ومع وصول هذه الحافلة، يتغير المشهد: تنقل أكثر أمانا، راحة للأسر، واستقرار في حياة الأطفال، هذه الخطوة ليست فقط حلا عمليا، بل رسالة بأن الإدماج يبدأ من إزالة العوائق التي تعترض طريق هؤلاء الأطفال نحو حياة طبيعية.

دور جمعية “التدخل المبكر للأسرة والطفل” لا يتوقف عند توفير النقل، بل يمتد إلى دعم الأطفال داخل ثلاثة مراكز متخصصة، حيث يتلقى كل طفل الرعاية اللازمة لتنمية مهاراته وتعزيز استقلاليته، تحت إشراف مختصين، يتم إعدادهم للاندماج في بيئتهم المدرسية والمهنية، مع التركيز على تطوير التواصل، واكتشاف المواهب، وتعزيز الثقة بالنفس.

لا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون توجيه أسمى عبارات الشكر والتقدير لعامل صاحب الجلالة على عمالة مقاطعة عين الشق، الذي كان داعما لهذه المبادرة بكل إخلاص، كما نثمن عطاء المحسن الكريم، الذي تجسد من خلاله معنى التكافل الحقيقي، فكان سببا في رسم البسمة على وجوه الأطفال وأسرهم، اليوم تجوب هذه الحافلة شوارع الدار البيضاء، ليس فقط كوسيلة نقل، بل كرمز للأمل، وكدليل على أن المجتمع العادل هو الذي يفسح المجال لكل أفراده دون تمييز، إنها خطوة صغيرة نحو مستقبل أكثر احتواءً، حيث يصبح الإدماج حقيقة وليس مجرد شعار.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)