حسن زغيدة: “الاهتمام بالتربية الموسيقية في المدارس والمؤسسات التعليمية يجب أن يكون جزءً من التعليم الشامل للأطفال”
متابعة حمزة حميدوش
إن الاهتمام بالتربية الموسيقية في المدارس والمؤسسات التعليمية والثقافية يجب أن يكون جزءً من التعليم الشامل للأطفال، فالموسيقى تساعد على تعزيز التعلم والتعبير الفني والتفاعل الاجتماعي والصحة النفسية والعاطفية للأطفال، كما أنها تعزز التذكر والتركيز لدى الأطفال، وهذا ما سيؤكده الأستاذ حسن زغيدة أستاذ التربية الموسيقية.
1/ بداية أستاذ حسن زغيدة، ما هي التربية الموسيقية للطفولة المبكرة؟
تعتبر التربية الموسيقية للطفولة المبكرة عملية تشمل تعليم الأطفال الموسيقى وتنمية مهاراتهم الموسيقية منذ الصغر. وتهدف هذه العملية إلى تنمية القدرات الإبداعية والفنية للأطفال، وتعزيز التواصل والتعاون بينهم، وتعزيز التفكير المنطقي والرياضي عند الأطفال.
وتشمل التربية الموسيقية للطفولة المبكرة عدة أنشطة تعليمية وترفيهية، مثل الغناء والرقص والعزف على الآلات الموسيقية البسيطة، والاستماع إلى الموسيقى بأنواعها المختلفة. كما تشمل هذه التربية تدريب الأطفال على مهارات الإيقاع والإيقاع الصوتي، والتعرف على النغمات والمقامات الموسيقية المختلفة.
وتعتبر التربية الموسيقية منذ الصغر أمر مفيد للأطفال، حيث تساعد على تنمية الذكاء العاطفي والاجتماعي لديهم، وتزيد من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بطريقة فنية وإبداعية. كما أنها تعزز التعلم والتذكر والتركيز لدى الأطفال، وتساعد على تنمية المهارات الحركية والإيقاعية والسمعية.
وينبغي أن تكون التربية الموسيقية للطفولة المبكرة مرحة ومليئة بالألعاب والأنشطة التفاعلية، وينبغي أن تتم بمرافقة وتوجيه المربين والآباء، الذين يلعبون دوراً مهماً في تشجيع الأطفال على التعلم والاستمتاع بالموسيقى.
2/ كيف ترون مستقبل التربية الموسيقية للطفولة المبكرة في المغرب؟
يعد تعليم الموسيقى للأطفال وخاصة التربية الموسيقية للطفولة المبكرة مجالًا متناميًا في المغرب، ويشهد اهتمامًا متزايدًا من الأهل والمربين والمؤسسات التعليمية. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا المجال لا يزال يواجه بعض التحديات والصعوبات في التطبيق العملي.
ومن أبرز التحديات التي تواجه التربية الموسيقية للطفولة المبكرة في المغرب هي نقص الكوادر التعليمية المؤهلة والمدربة في مجال التربية الموسيقية، ونقص الموارد المادية والتقنية المتاحة للمؤسسات التعليمية والثقافية. كما أن التركيز الكبير على التعليم الأكاديمي في المجالات الأخرى يمكن أن يؤدي إلى إهمال التربية الموسيقية في بعض المدارس والمؤسسات التعليمية.
ومع ذلك، فإن الجهود مبذولة حاليًا للترويج للتربية الموسيقية للطفولة المبكرة في المغرب، ولتعزيزها كجزء من التعليم الشامل للأطفال. وتشمل هذه الجهود إنشاء مدارس ومراكز خاصة بالموسيقى والفنون، وتوفير المواد التعليمية والتدريب للمدربين والمربين في هذا المجال، وتنظيم المهرجانات والفعاليات الموسيقية للأطفال.
ويمكن أن تساعد التقنيات الحديثة في تعزيز التربية الموسيقية للطفولة المبكرة في المغرب، من خلال استخدام التطبيقات والبرامج التعليمية الرقمية والموسيقية الإلكترونية لتعليم الأطفال الموسيقى وتنمية مهاراتهم الموسيقية.
بشكل عام، يمكن القول أن مستقبل التربية الموسيقية للطفولة المبكرة في المغرب مبشر، وستحتاج هذه الجهود إلى المزيد من الدعم والاهتمام في المستقبل لتعزيز دور الموسيقى في تعزيز التعليم والثقافة في المجتمع المغربي.
3/ ما أهمية التربية الموسيقية للطفولة المبكرة؟
تعد التربية الموسيقية للطفولة المبكرة مهمة لأنها تساعد على تنمية مجموعة واسعة من المهارات والقدرات التي تؤثر بشكل إيجابي على نمو وتطور الأطفال في المستقبل. وفيما يلي بعض الأسباب التي تجعل التربية الموسيقية مهمة للطفولة المبكرة:
أولا: تحسين التعلم والذاكرة فالدراسات تشير إلى أن التربية الموسيقية للطفولة المبكرة يمكن أن تحسن القدرة على التعلم والتذكر. فالعزف على الآلات الموسيقية يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين اليدين والعينين والأذنين والدماغ، مما يساعد على تطوير مهارات التنسيق والتركيز والذاكرة.
ثانيا: تنمية الإبداع والتعبير الفني، إذ يمكن للتربية الموسيقية أن تساعد الأطفال على تنمية الإبداع والتعبير الفني، وذلك من خلال تشجيعهم على العزف على الآلات الموسيقية والغناء والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الموسيقى.
ثالثا: تعزيز التواصل الاجتماعي، فالتربية الموسيقية تساعد الأطفال على تعزيز التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، حيث يتعاون الأطفال في العزف على الآلات الموسيقية والغناء والرقص معًا، مما يساعد على تطوير مهارات التعاون والتواصل الفعال.
رابعا: تعزيز التعبير اللغوي واللغة الثانية، فيمكن للتربية الموسيقية أن تساعد الأطفال على تعزيز التعبير اللغوي وتعلم اللغة الثانية، حيث يتعلم الأطفال كلمات وأنغام جديدة ويتعلمون كيفية التعبير عن أنفسهم بطريقة صحيحة من خلال الغناء والعزف على الآلات الموسيقية.
خامسا: تحسين الصحة النفسية والعاطفية، فالدراسات تشير إلى أن التربية الموسيقية يمكن أن تحسن الصحة النفسية والعاطفية للأطفال، حيث يساعد العزف على الآلات الموسيقية والغناء على تخفيف التوتر والقلق وتعزيز الشعور بالرضا والسعادة.
وبشكل عام، يمكن القول أن التربية الموسيقية للطفولة المبكرة تساعد على تنمية مجموعة واسعة من المهارات والقدرات المهمة لنمو الأطفال، وتعزز نموهم الشامل وتحسن صحتهم النفسية والعاطفية. ولذلك، فإن الاهتمام بالتربية الموسيقية في المدارس والمؤسسات التعليمية والثقافية يجب أن يكون جزءً من التعليم الشامل للأطفال، حيث يمكن للموسيقى أن تساعد في تعزيز التعلم والتعبير الفني والتفاعل الاجتماعي والصحة النفسية والعاطفية للأطفال.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق