حين يلتقي الذهب باللون: عبد الإله الشاهدي يخلّد إبداع حسن عليش على القماش
✍️ هند بومديان
في عالم تتقاطع فيه الحرفية العالية مع الإبداع التشكيلي، يولد عمل فني يختصر فلسفة الجمال في أرقى صورها. الفنان التشكيلي المغربي عبد الإله الشاهدي، المعروف بقدرته على تحويل التفاصيل إلى عوالم من الضوء واللون، يقدم لنا اليوم تجربة بصرية استثنائية: لوحة تجسّد إحدى تحف الصائغ المصري العالمي حسن عليش، صانع المجوهرات الراقية وصاحب البصمة المميزة في صياغة الذهب والأحجار الكريمة.
التحفة التي استوقفت الشاهدي لم تكن مجرد قطعة زينة؛ بل كانت سلسلة “كولي” مصنوعة من الذهب الخالص، مرصعة بالزمرد الطبيعي ومحاطة بلمسات من اللؤلؤ، من تصميم عليش وتنفيذ شركة “بلانكا كايرو”، التي تُعد من أبرز الشركات المصرية في عالم صياغة المجوهرات الفاخرة. لكن ما فعله الشاهدي تجاوز حدود الإعجاب ليصبح فعلًا إبداعيًا: أعاد صياغة الكولي في فضاء اللوحة، مانحًا له حياة جديدة بين الألوان والظلال، وحوله من تحفة ملموسة إلى أثر بصري خالد.
هذا الحوار الفني بين الذهب واللون، بين القماش والمعدن، يطرح رؤية جمالية عميقة: الفن لا يقف عند حدود مادته، بل يتجاوزها ليمنحها بعدًا جديدًا من الخلود. فكما يقول النقاد، ما يخلّده الرسم لا يصدأ ولا يزول، لأنه يحوّل اللحظة إلى ذاكرة أبدية.
إن ما قام به عبد الإله الشاهدي ليس مجرد رسم لقطعة مجوهرات، بل هو تجسيد لفلسفة الامتزاج بين الفنون، حيث تتحاور الحرفية الدقيقة مع التشكيل، فيتحول الذهب إلى ظل، والزمرد إلى بريق لوني يلمع في فضاء اللوحة. إنها رسالة بصرية تقول إن الجمال لا يعرف الحدود، وإن الإبداع الحقيقي هو ذاك الذي يجمع بين العوالم، ويوحد بين الخيال والواقع.
تعليقات ( 0 )