قالب مع الحدث |أعمدة الرآي

حين تتحول المياه إلى خصم إضافي: قرار مدرب الوداد بين التكتيك والمجازفة!

65ece11032198.jpg

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

تعيش جماهير كرة القدم مساء اليوم على إيقاع مباراة قوية ضمن منافسات دوري أبطال إفريقيا، بين الوداد الرياضي المغربي و Asante Kotoko، في لقاء بدا منذ انطلاقه مختلفًا… ليس فقط فوق العشب، بل في العشب نفسه!

فقد لاحظ المتابعون منذ الدقائق الأولى أن أرضية الملعب مبللة بشكل مفرط، وتغطيها بقع مائية واضحة تعيق انسيابية الكرة، وتُحدث في بعض اللحظات ما يشبه الحفر الطينية الصغيرة، وهو ما فتح باب الجدل واسعًا حول قرار الطاقم التقني للوداد بإغراق أرضية الميدان بالماء قبل المباراة.

قرار تكتيكي أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟

يبدو أن المدرب حاول من خلال هذا الخيار فرض أسلوب لعب معين، مستفيدًا من معرفة دقيقة بخصائص لاعبيه مقارنة بخصمه الإفريقي القادم من منطقة ذات طقس مختلف.
فالملعب المبلل يُبطئ حركة الكرة، ويُصعّب على الفرق التي تعتمد على السرعة والتمريرات القصيرة المتقنة، ما قد يمنح الأفضلية لفريق معتاد على اللعب البدني والالتحامات.

لكن هذا القرار، وإن كان يحمل لمسة تكتيكية محسوبة، إلا أنه تحوّل تدريجيًا إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، بعدما بدأت آثار المياه تظهر بوضوح على الأداء وعلى أرضية الملعب نفسها.

الأضرار التقنية على العشب وسلامة اللاعبين

اللعب فوق أرضية غارقة بالمياه يُعتبر ضارًا بالعشب الطبيعي، حيث يؤدي إلى:

اختناق الجذور بسبب انعدام التهوية تحت التربة.

تمزق البساط الأخضر عند كل احتكاك أو انزلاق.

تكوّن بقع طينية قد تتحول إلى حفر خطيرة على المدى القريب.

زيادة احتمالية إصابات اللاعبين بسبب فقدان التوازن أو تغير اتجاه الكرة المفاجئ.

ويُجمع خبراء العشب الرياضي على أن مباراة واحدة في مثل هذه الظروف يمكن أن تتلف الملعب لأسابيع، وتستلزم عمليات صيانة مكلفة لإعادة التهيئة.

ما بين الرؤية الفنية والمسؤولية التقنية

من الناحية التكتيكية، لا يُلام المدرب إن سعى لتكييف الملعب مع أسلوب فريقه، فكل فريق يحاول استغلال تفاصيل صغيرة لصالحه في المباريات الكبرى.
غير أن المسؤولية تمتد إلى الحفاظ على البنية التحتية الرياضية، التي تُعدّ ملكًا جماعيًا ومكسبًا وطنيًا. فالمدرب قد يربح رهان مباراة، لكنه بالمقابل يخسر جودة أرضية ملعبه لمباريات قادمة.

بين الرغبة في تحقيق الانتصار، وضرورة الحفاظ على الملعب، يبرز سؤال مشروع:
هل تستحق المكاسب التكتيكية اللحظية تخريب أرضية ميدان هي رأس مال الفريق في كل موسم؟

في نهاية المطاف، يبقى المطر رحمة من السماء، لكن إغراق العشب بالماء قرار بشري يحتاج إلى قدر كبير من التوازن والعقلانية… قبل أن تتحول الرطوبة من عنصر مفيد إلى خصم خفي يُربك اللاعبين ويعاقب الفريق ذاته!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي m3aalhadet مع الحدث