الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي
رشفة من عسل معتق
تقربنا الأقدار والأيام المتقلبة بحلوها و مرها من الإدراك الحقيقي للتصالح مع الذات و إدارك التناغم الوجداني الذي يدفعنا بالنأي بروحنا و الأبتعاد عن كل ما من شأنه أن يشرخ شرخا عميقا في النفس كي لا تتمزق اربابا .
و تحملنا تلك الأقدار إلى عمق المكنونات الوجدانية فتسبر أغوار النفس الإنسانية الميالة إلى الخير و فعل الخير و حب الخير ،
حتى و إن أظهرت غلظتها و سدتها ، بل و قساوتها ، إلا أنه من الجدير ملامسة الجانب الخير من عمق الإنسانية في الانسان ، لأن أصل هذا الأنسان معجزة من الرحمن اجتمعت فيه كل معاني الأعجاز الإلهي ، فالله رحيم و أنزل الرحمة في الانسان و هو العادل و وضع العدل في هذا الانسان … ،
فما ترى هذا الإنسان إلا رأيت تجليات المولى الرحمن :” و في أنفسكم افلا تبصرون ” ” لقد خلقنا الأنسان في أحسن تقويم ”
فما عليك أيها الإنسان إلا ان تكون التجلي الحقيقي للرحمن حتى تنسب إليه بأحسن حال :” و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ”
فكن خير وكيل لما أوكلك به تحمل السلم و السلام لكل العوالم و الأكوان ، ماشيا باليسر و اللين بين الأركان .
ودبر فن التجاهل في جليل الآمر و السير هونا لا هوانا بينك و بين كل خلائق الرحمن
و اهمس بل و اصدح في كل الأركان أننا حقا خليفة الرحمن في الأرض بالخير و العمران
و لتكن في حياة الآخرين عسلا معتقا من عسل الجنان ، صافيا مصفا يترك لذة و شفاء في الأبدان ، حتى لو اختفيت يشتاق إليك كل إنسان
و لتكن إضائة نور في حيوات الأرواح التواقة للسمو و الأرتقاء بكلمتك الطيبة عند كل لقاء ، بابتسامتك الباعثة للأمل و المتدفقة بصدق الوجدان
ابتسِم لحياتك أولا ، ابتسم لروحك و ذاتك و نفسك كي تستطيع أن تبتسم لهم لأن فاقد الشئ لا يعطيه ، و ابتسم لكل ماهو حولك ، تزيل عنه وعتاء السفر الطويل .
لا تكثر التفكير فيما ينغص الجنان ، بل فكِر في كل مايسعد ولاتفكر في أمور قلقَك ،
كن متفائلا دائما و احيا بالأمل ، فالأمل دواء والقلق عناء و التفاؤل رجاءّ
قِدس قلبك بالذكر و الشكر ، فالقدسية ارتقاء بالقلوب إلى حضرة المحبوب ، و إجعلهُ سماوياً نجيا ، يناجي المنان في كل حين و ٱن
و اجعل من حياتك شكلا متميزا فريدا بك مختلفا عن كل الأخرينً ، و لا تكون نسخة من أحد ، فأنت أصلا فريد بشخصك و شخصيتك ، فتفرد إذن بنفسك ، واصنع لنفسك مجداً تفتخر به و يفتخر الأخرون من حولك بك و به
فحين تشرق شمس قلبي كل يوم مع بداية فجر جديد تحمل معها من الخير و الاستشراق و الإشراق على الكون كل جديد
تحمل ما لذ و طاب من تفاؤل وأمل ورضا وخير ، عفوا ، فهذا غذاء القلوب ، فما أجمل أن أستقبل الحياة و انا واثق كل الثقة انني لست الوحيد الذي يحمل هذا الخير لكنني فريد ، وأعلم ان هذا اليوم و كل يوم هو أصلا و اجعل من حولك مُبتسمين في وجه الحياه
و اجعل من ️المشاكل ماح حياتك تنسم بها مسار الطريق فلولا المشاكل لمتنا كمدا من الروتين و النمطية القاتلة ، و لولا لما كان النماء ، فالصعاب هي ما تجعلك في بوثقة إختبار لصبرك وثباتك ، كما هي امتحان لقوة ثقتك بخالقك ،ومدى حسن ظنك بالله عز وجل
و اجعل منا مرقاة للتطور و النحاح و مسلكا تصحيحيا للمسار و المسير ، فهي طريق لتغيير مسار حياتك ، وتصحيحاً لأخطاء الماضي
و كن على يقين ان ما اشتدت إلا لتفرج ، فمهما حلقت عليك الهموم ،ومهما تعاظمت المشاكل ،ومهما ذقت مرارة الحياة فالله كفيل بتذويبها و كأنها لم تكن قط .
اسلك درب اليقين و ارتقي بروحك و نفسك الى مصاف المتميزين و توجه للمسار الصحيح و وجه بوصلة سفنك و انشر اشرعة روحك على الخلائق ، وكن مع الله و بالله يطوي لك العوالم و يجعلها طوع بنانك و سلطانك
وتعلق بالله يتعلق بك و ينادي مناديه أن الله احب فلانا فأحبوه فتحبك كل الخلائق في كل العوالم و انت لا تدري و تسخر لك و أنت بين المد و الجزر ، والثقة بالله واليقين وحسن الظن نتائجها عظيمة ، وأجورها مضاعفة ،
فما خاب من ظن بالله خيراً ، وما دام والله وحده القادر
فبيده تغيير أحوالك وظروفك في لمح البصر
البعض يعيش حياته متمسكاً بأسوأ ذكرياته,يتذكر دوماً
من أساء له ، فلا تكن ممن يموت كمدا عل. الأساءة و يتحسر على الأمنيات التي لم تتحقق ، فلتطمئن فما كان لك ما كان ليخطئك و ما كان لغيرك ما كان ليصيبك
تخلص من سلبياتك و مساوئك ، فمهما كانت ظروفك لن تكون جيدة مادمت سالبا ، ومهما كنت ذكياًً, لن تعيش حياة سعيدة طالما تحمل معك أسوأ ذكرياتك .
اقبل واقعك و حاول أن تطوره و تجدد الحياة فيه وركز دوماً على مايفيدك ويتقدم بك نحو النجاح و الرضى وتذكر إيجابياتك ولا تحمل معك ما ينغص الفؤاد و يثقل الطريق
و ردد اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر و كٱبة المنظر و سوء المنقلب
ٱمين
الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي
Share this content:
إرسال التعليق