Categories
متفرقات

منصة البوابة الذهبية: آمال وآفاق جديدة لمتعلمي اللغة الإنجليزية 3B Golden Gate Platform: New Hopes and Horizons for English Language Learners

عبد الله بن أهنية

في عالم مترابط بشكل متزايد عبر الجسور الرقمية، فإن أهمية تعلم اللغة الإنجليزية تبدو وكأنها قد تتجاوز الحدود. فبالنسبة للمغرب، الدولة العريقة ذات التاريخ الغني والمعروفة بفتوة شبابها ومكانة رجالها ونسائها، لم يعد إتقان اللغة الإنجليزية مجرد مهارة؛ بل هو جواز سفر للعديد من الأفراد إلى الفرص العالمية. وكما قال اللغوي الشهير الدكتور ديفيد كريستال (Dr. David Crystal) ذات مرة، “لم تعد اللغة الإنجليزية ملكية حصرية للمتحدثين الأصليين لها؛ بل هي وسيلة الاتصال العالمية.” ولذلك نلاحظ بأن هناك تزايد مضطرد في عدد المؤسسات والمراكز التي تقدم خدمات تدريس اللغة الإنجليزية، من ضمنها منصة 3B Golden Gate التي تمت انطلاقتها هذا الأسبوع، وتعتمد على تدريس اللغة الإنجليزية عن بعد مما سيخدم وبشكل جيد عدد كبير من كل أطياف المجتمع المغربي. فما هي مقومات هذه المنصة وما هي أهم أهدافها وخدماتها؟ ذلك ما سوف نتطرق إلية بإيجاز.

اللغة العالمية وإمكانيات المغرب:

أصبحت اللغة الإنجليزية، المعروفة بشكل شائع باسم “اللغة العالمية”، لغة مشتركة للتواصل عبر الحدود، ولم يعد الأمر مقتصراَ على اللغة الفرنسية أو حكرا لها. وهكذا أصبح جليل للجميع بأنه في دولة قوية مثل المغرب، البلد الذي يتمتع بموقع استراتيجي على مفترق الطرق بين أفريقيا وأوروبا، فقد أضحى إتقان اللغة الإنجليزية بوابة للحوار العالمي الفعال. وتبعاَ لذلك فإن القدرة على التواصل باللغة الإنجليزية تفتح وبدون شك الأبواب أمام التبادل الثقافي والتعاون الدولي وفرص العمل العالمية، دون الاتكال على اللغة الفرنسية.

الفرص التعليمية: 

من المعلوم أيضاَ أن تعلم اللغة الإنجليزية لا يقتصر فقط على التواصل؛ بل يتعلق أيضًا بتحقيق المتعة الشخصية في تعلم اللغة والقدرة على اتقان النحو وقواعد والمصطلحات والكتابة والتعبير، وفن الخطابة والتواصل. ومن الملاحظ أن هنالك العديد من الجامعات الرائدة في العالم التي تقدم دورات تدريبية وتعليمية وفرص بحث باللغة الإنجليزية، وبحكم التنوع اللغوي المعروف في المغرب، فإن هذا البلد الجميل يتمتع طلابه بالقدرة على اتقان اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية بميزة تنافسية ملحوظة وذلك من أجل الوصول إلى التعليم العالي المتميز والمنح الدراسية والتعاون البحثي العالمي أو غير ذلك. وكما قال الرئيس نيلسون مانديلا ذات مرة: “إذا تحدثت إلى رجل بلغة يفهمها، فإن ذلك يذهب إلى رأسه. وإذا تحدثت إليه بلغته، فإن ذلك يذهب إلى قلبه.”

مساهمة تعلم اللغة الإنجليزية في زيادة فرص العمل:

يعد إتقان اللغة الإنجليزية أحد الأصول الهامة للتوظيف في عالم اليوم المتصل، خاصة في الصناعات ذات العلاقات الدولية. فقد أصبحت اللغة الإنجليزية لغة الأعمال أكثر من ذي قبل، بل إن التجربة قد أكدت بأن وأولئك الذين يستطيعون التعامل بها بنجاح، غالباَ ما يحققون النجاح في سوق العمل العالمي. وعلى حد تعبير مايا أنجيلو (Maya Angelou): “قد لا تتمكن من التحكم في جميع الأحداث التي تحدث لك، ولكن يمكنك أن تقرر ألا تقلل من شأنك بسببها.” ولهذا السبب نرى أن العديد من الشباب وحتى الكهول يبحثون عن مراكز ومؤسسات تقوم بتدريس اللغة الإنجليزية على الوجه الصحيح وبمهنية عالية واحتراف، غير أن ذلك ليس بالسهل، كون العديد من تلك المراكز هي مراكز ربحية تبحث عن كسب المال أكثر من أي شيء آخر. في خضم هذا الكم الهائل من المراكز التعليمية، ظهرت منصة متخصصة في تعليم اللغة الإنجليزية تسعى إلى خدمة جميع شرائح المجتمع بمواصفات وتقنيات جد متقدمة تماشياً مع متطلبات عالم التكنولوجيا المتقدم والمتطور وما يتطلبه هذا الجيل الجديد الذي يميل إلى البرامج التفاعلية والابتكار والمحاكاة ويسعى إلى ولوج عالم الذكاء الاصطناعي وعالم الأعمال بخطى ثابتة وثقة في النفس. 

دور منصة   3B Golden Gate    للتعلم الإلكتروني عن بعد:

إدراكًا لأهمية إتقان اللغة الإنجليزية كما سبق أن أشرنا إليه، تبرز منصة 3B Golden Gate  للتعلم الإلكتروني عن بعد كمنارة أمل للشباب المغربي. تستفيد هذه المنصة التفاعلية الافتراضية المتطورة من التكنولوجيا المتقدمة والمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي لتوفير تجربة شاملة لتعلم اللغة الإنجليزية. ليس هذا فقط، بل إن منصة  3B Golden Gate   تقدم مجموعة متنوعة من الدورات، بما في ذلك اللغة الإنجليزية العامة (General English)، والإنجليزية للأعمال (Business English)، والإنجليزية الطبية (Medical English)، ومحاكاة الدخل والنتائج (Income-Outcome Simulation)، وورش العمل (Workshops)، والبرامج المخصصة (Tailored Programs)، كل منها مصمم لتلبية احتياجات محددة، بالإضافة إلى برنامج الدعم لطلاب الباكلوريا (Bac Preparation)، والتدريب على الاختبارات الدولية (IELTS & TOEFL Preparation).، المخيم الصيفي للأطغال (Summer Camp). ليس هذا فحسب، بل إن المتعلم يحصل على إرشادات المدرس وملاحظاته بشكل فوري، وبإمكان المتعلم، أو أي مسؤول الاطلاع على المعدل التراكمي أو التقرير الكامل للمتعلم (بما في ذلك تقرير الحضور والغياب) من خلال المنصة.

تبني التكنولوجيا من أجل التعلم الفعال:

 3B Golden Gate ليست مجرد منصة لغة أخرى؛ إنها بالفعل تجربة تعليمية فريدة من نوعها، غامرة مدعومة بوسائل التكنولوجيا الحديثة التي تخدم الشباب والكهول وذلك من خلال البرامج والتمارين التفاعلية، حيث يُطلب من المتعلم أن يدخل في دردشة مع أفراد مجموعته الدراسية ومعلمه عن بعد وبشكل انسيابي مريح. ليس هذا فحسب، بل إن الطالب يقوم بتسجيل وجهة نظره أو تعليقه على موضوع معين عبر خاصية الصوت أو الفيديو، ويتقاسم ذلك مع مدرسه وباقي أفراد مجموعته الذين يشاركونه في ذلك من خلال تعاليقهم الفورية، مما يذكي ويرفع من وثيرة النقاش. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم المنصة الأنشطة ومقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لتعزيز عملية التعلم وترسيخ المصطلحات والقواعد النحوية الواردة في كل وحدة دراسية، والتكيف مع أنماط التعلم الفردية والميول الشخصي لكل متعلم، مما يجعل التعلم جذابًا وفعالاً. ومن جهة أخرى تتيح عمليات المحاكاة التفاعلية والسيناريوهات الواقعية للمستخدمين تطبيق مهاراتهم في اللغة الإنجليزية بشكل عملي، وبناء الثقة والطلاقة، خاصة وأن المتعلمين هم من كل بقاع العالم ومن ثقافات مختلفة، لذلك ندعوك إلى الانضمام إلى رحلة تعلم اللغة الإنجليزية عبر منصة  3B Golden Gate  من أحل بناء الثقة في النفس والاحساس بنشوة التواصل مع العالم وبشكل جيد

والله ولي التوفيق،،،

*كاتب وباحث في مجال الشؤون التربوية والثقافية

       أحد مؤسسي منصة 3B Golden Gate لتعليم اللفة الإنجليزية عن بعد 

http//www.3b2gelearning.net

 

Categories
متفرقات

استكشاف أساليب التعلم الفعّالة: ما وراء عبء الكتب المدرسية

عبد الله بن أهنية

Exploring effective learning styles: Beyond the burden of textbooks

مع نهاية العطلة الصيفية (المكلفة أحياناً)، كثيراً ما نسمع النقاش يدور حول أسعار الكتب المدرسية وتنوعها، والعدد الهائل منها المخصص لكل مرحلة تعليمية، مما يلقي بظلال ثقيلة على التلاميذ الصغار(الغير قادرين عل سحب تلك الحقائب المدرسية المثقلة بالكتب والمقررات الدراسية). الأسعار المتصاعدة للمناهج الدراسية الجديدة تزيد، وبدون شك، من ذلك التحدي، خاصةً للطبقات الاجتماعية المعوزة، أو ذات الدخل المحدود أو المتوسط من المجتمع. وهناك ظروف أخرى قد تضاف إلى هذا التحدي، فإن بداية العام الدراسي تتزامن أحياناً مع مناسبات دينية كبيرة، وبدون شك مع نهاية العطلة الصيفية، مما يزيد من العبء المالي على العائلات الواقعة بين تلبية احتياجات التعليم الباهظة والالتزامات الاحتفالية أو الترفيهية.

وكما أشرنا آنفاً، فإن هذه المعادلة المعقدة تضع العائلات، وخاصةً تلك القادمة من طبقات معوزة أو محدودة الدخل، في حيرة. فالمدارس والمكتبات نادراً ما تخفض عبء الكتب أو أسعارها، والعامة من الناس يفحصون قدرة بعضهم البعض على تحمل تكاليف الكتب وحتى طقوس العيد والعطلة الصيفية. وبالتالي، تسعى العائلات من الطبقات المعوزة أو المحدودة الدخل والمتوسطة بشكل متواصل لتلبية طلبات أبنائها من كتب مدرسية ولوازم مدرسية وملابس، وتلبية باقي متطلبات العيش اليومي. هذا الصراع يزيد تعقيداً إذا ما حاولت العائلات أيضاً قضاء عطلة بسيطة لتوفير استراحة قصيرة من الروتين اليومي – وهذه الاستراحة غالباً ما تأتي بثمن.

 

السلوكيات التاريخية والتعاون الاجتماعي:

في الماضي، كانت العائلات تمرر الكتب المدرسية الأساسية من أخ أو أخت لآخر أو لأخرى، مما كان يزرع شعوراً بالتضامن الاجتماعي بين كل شرائح المجتمع. هذه الممارسة دعمت مسؤولية مشتركة للحفاظ على هذه الأدوات التعليمية، بحيث كان الطلاب لا يُقبلون على وضع أي علامات بالأقلام أو الألوان على صفحات تلك الكتب كي يمرروها لغيرهم وهي نظيفة وخالية من أي خدش. تُرجمت هذه القيم إلى ما هو أبعد من الكتب – فتعلم التلاميذ الاهتمام بمظهرهم الخارجي والنظافة الشخصية، وكذلك العناية بممتلكات المدرسة وممتلكات الغير، فكان التسامح والتعاون والتسابق في فعل الخيرات سمة ما نسميه الجيل الذهبي. هذه القيم أوجدت شعوراً بالفخر من خلال التحصيل العلمي الرائع، وشجعت الطلاب على تبادل المعرفة من خلال المتاجر المتواضعة لبيع الكتب المستعملة، مما أثرى القوة الفكرية والاقتصادية للمجتمع، وجعله رائداً في ميادين عديدة.

 

التحديات المعاصرة وتطور المشهد التعليمي:

في الوقت الحاضر، تغيرت طبيعة الكتب المدرسية والمناهج التعليمية بشكل كبير. تحولت الكتب من مصادر مشتركة إلى سلع استهلاكية مؤقتة يتم رميها ما ‘ن انتهت المنفعة منها كباقي السلع. هذا التحول أثقل كاهل الطلاب بشراء العديد من الكتب والدفاتر، كثير منها لا يستخدم إلا بشكل ضئيل. وبالإضافة إلى ذلك، تتطلب طبيعة الكتب الحديثة من الطلاب التفاعل المباشر مع الكتاب نفسه، من خلال حل تمارين في صفحاته أو ملء الفراغات المخصصة لكل درس. هذا يعيق عملية تبادل الكتب، ويجعلها مصدر استهلاك لمرة واحدة فقط، ناهيك عن الاضرار بمهنة بيع الكتب المستعملة التي كانت تشكل مصدر رزق للعديد من المواطنين والمواطنات.

وهكذا نلاحظ اليوم بأن الناشرين الهادفين للربح يغمرون السوق بكتب مكلفة، تأتي كل نسخة بألوان وتنسيقات جديدة، بينما يتمنى الأهالي العودة إلى أيام أبسط حيث كانت الدراسة تتطلب أقل عدد من الكتب، وكان ثمنها أخف بكثير مما نتصور على ميزانية الأسرة. ومما لا شك فيه، فإن مستقبل التعليم والتعلم في المغرب يعتمد على تحقيق توازن بين الجودة والتكلفة، ولذلك يجب أن تكون المناهج مبتكرة ومتجددة، تلبي احتياجات الطلاب وتوجهات العصر. وفي الوقت ذاته يجب أن تكون الكتب والمناهج الدراسية متاحة وميسرة للجميع، بغض النظر عن طبقتهم الاجتماعية. من خلال تجاوز تحديات الكتب المدرسية، يمكن أن يساهم المجتمع في بناء مستقبل أفضل للتعليم في المغرب، حيث يتمتع الجميع بفرصة تعليم متساوية وجودة تعليمية مميزة.

 

استكشاف أساليب التعلم الفعّالة:

يتضمن استكشاف أساليب التعلم الفعالة التعرف على الطرق المتنوعة التي يستخدمها الأفراد في فهم المعلومات والاحتفاظ بها في مختلف مراحل التعليم. وغلى سبيل المثال، دعا جون ديوي (John Dewey)، الباحث التربوي البارز، إلى التعلم التجريبي، مؤكدا على أن الطلاب يتعلمون بشكل أفضل من خلال التفاعل مع تجارب العالم الحقيقي. يعتقد ديوي أن التعليم يجب أن يتمحور حول الطالب ويكون تفاعليًا، ويشجع عللا ادماج التفكير النقدي (Critical Thinking) ومهارات حل المشكلات (Problem Solving). وبالمثل، دافعت ماريا مونتيسوري عن النهج العملي، حيث يتعلم الطلاب من خلال الاستكشاف الذاتي والتنوع في المواد التعليمية. تركز طريقة مونتيسوري (Maria Montessori) على تعزيز الاستقلال والتحفيز الداخلي، مما يسمح للأطفال بالتطور بالسرعة التي تناسبهم. ومع ذلك، فإن هذه الأفكار التقدمية تقف على النقيض من النهج التقليدي المتمثل في تحميل الطلاب كميات كبيرة من الكتب. يعتقد كل من ديوي ومونتيسوري أن التعليم لا ينبغي أن يتمحور حول الكتب المدرسية والحفظ عن ظهر قلب فقط. ومما لا شك فيه، يمكن أن يؤدي الوزن الزائد للكتب إلى إجهاد جسدي وإصابات طويلة الأمد للمتعلمين الصغار، مما يؤثر على صحتهم بشكل عام. علاوة على ذلك، فإن تكلفة الكتب المدرسية والمواد التعليمية يمكن أن تؤثر بشكل غير متناسب على الأسر المحرومة اقتصاديا. وقد يعيق هذا العبء المالي حصول الأطفال المنحدرين من أسر معوزة أو منخفضة الدخل على التعليم الجيد، مما يؤدي إلى إدامة عدم المساواة التعليمية. لذلك، من الضروري تبني أساليب التعلم التي تعطي الأولوية للمشاركة والتفاعل والوصول العادل إلى الموارد، بدلاً من الاعتماد فقط على الكتب المدرسية الثقيلة التي قد تعيق التعلم الفعال وتوسع الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين شرائح المجتمع.

خلاصة:

إن كثرة اللغط حول موضوع أسعار الكتب والمناهج المدرسية والكمية المخصصة لكل مرحلة دراسية كلما اقترب موسم بداية السنة الدراسية، كما أشرنا إليه آنفاً، لا يأتي كل مرة من فراغ، بل هو انعكاس لمعاناة الطبقة الفقيرة وحتى المتوسطة من أبناء هذا المجتمع نظراً لارتفاع أسعار تلك الكتب، فيتجاذب الناس نفس الحديث ويطرحون نفس المقترحات والأفكار لكن لا يرون تغييرا. ومع ذلك يبقى الأمل دائما معقوداً في أن تلتفت الوزارة المعنية إلى موضوع غلاء الكتب المدرسية والمناهج والكمية المخصصة لكل مرحلة دراسية كي تخفف على الآباء والتلاميذ شيء من تلك المعاناة. كما نتمنى أن تتوجه انظار الحكومة الجديدة صوب انطلاقة واقلاع حقيقي لمشروع الاصلاح وبمنظور حديث بحيث يتم استدعاء الخبراء (وحتى خبراء من الجالية المغربية بالخارج الذين راكموا سنوات خبرة طويلة وعايشوا الحركة التعليمية في أمهات الجامعات الغربية المتقدمة)، وتكوين هيئة وطنية تُعنى بقضية المناهج والكتب المدرسية. كما يجب السعي نحو ربط المناهج بوسائط التعليم الحديثة والنظريات التي تجعل التلميذ في صلب عملية التعليم نفسها وتركز على تكوينه الشخصي والجسمي والعقلي دون الحياد عن معايير وأبعاد الجودة الشاملة في كل مرحلة من مسيرة الطفل التربوية والتعليمية. وكما يقال، فإن العبرة يجب أن تكون في “الكيف” وليس في “الكم”. وعلى الحكومة الموقرة الجديدة السير على درب وخطى صاحب الجلالة نصره الله الذي أعطى مثالا حيا وجميلا عن قضية التكافل والتضامن الاجتماعي من خلال برنامج توزيع “مليون حقيبة مدرسية” في بداية كل موسم دراسي. وقد كان ولا يزال لتلك المبادرة الأثار الحميدة على أبناء المواطنين وخاصة أولئك المنحدرين من الطبقة المعوزة من مجتمعنا. ولذلك نتمنى أن تتسع رقعة تلك المبادرة لينضم إليها الأغنياء والأسر الميسورة وأرباب الشركات وجمعيات المجتمع المدني للانخراط في عملية توفير الكتب للتلاميذ وللاعتناء بمرافق المدارس العمومية ومحيطها والانخراط في تزيين المدارس وتجديد وتحديث مظهرها وحدائقها لأن واجهتها وجودة مرافقها لا تُدخل السعادة على قلوب المعلمين والتلاميذ فحسب، بل حتى على الساكنة وعلى كل من يمر بجوار المدرسة، ناهيك عن الرفع من مستوى الجودة والمعنويات. ولا شك أن الكل يطمح إلى رؤية محيط مدرسي خالي من جميع المظاهر السيئة والموبقات وينعم فيه أبنائنا بالراحة والطمأنينة والسعادة والسلامة قبل كل شيء. وبما أن المناهج هي الأرضية التي ترتكز عليها العملية التربوية والتعليمية، فمن الضروري الخوض في هذا الموضوع بكل مصداقية وجعله في صلب عملية مشروع اصلاح منظومة التربية والتعليم متى ما أُخذ بجدية، بل ومتى ما شُرع في التخطيط له، علماً بأن الكثير من الخطب الملكية السامية ألحت على التعجيل بإيجاد حلول للرفع من مستوى التربية والتعليم في بلدنا، ما دمنا نسعى إلى مد الاشعاع الفكري والنموذج المغربي على كافة المستويات والقطاعات إلى افريقيا وغيرها. وأخيراً، لنتذكر جميعاً بأننا لن نعيد للتعليم هبته ومكانته ما لم نسعى إلى إعادة مكانة المعلم داخل المجتمع، وللمدرسة العمومية جماليتها ومكانتها وقوتها ومجدها.

والله ولي التوفيق،،،

 

*كاتب و باحث في الشؤون التربوية والثقافية أحد مؤسسي منصة 3B Golden Gate لتعليم اللغة الإنجليزية عن بعد http://www.3B2gelearning.net

 

 

 

 

 

Categories
متفرقات

نشر اللوائح النهائية للمترشحين الأحرار المقبولين لاجتياز امتحانات البكالوريا برسم دورة 2023

الرباطمع الحدث :

أفادت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أنه تم، يوم الاثنين (13 فبراير)، الإعلان عن اللوائح النهائية للمترشحين الأحرار المقبولين لاجتياز امتحانات البكالوريا برسم دورة 2023.

 

وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أنه تمت موافاة جميع المترشحات والمترشحين بنتيجة البت في طلبات ترشحهم، وكذا الشكايات الموضوعة بهذا الخصوص، وذلك عبر بوابة الترشيحات:

https://candidaturebac.men.gov.ma

 

وأضاف المصدر ذاته أنه يمكن للمترشحات والمترشحين المسجلين تتبع مسار ووضعية طلبات ترشيحهم، من خلال البوابة الإلكترونية المشار إليها أعلاه.

 

وخلص البلاغ إلى أن اختبارات مادة التربية البدنية، ستتم برمجتها لاحقا من طرف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بالنسبة للمترشحات والمترشحين الأحرار الذين لم يدلوا بملف طبي لإعفائهم من اجتياز اختبارات هذه المادة.

 

Categories
متفرقات

قلعة السراغنة ….مركز قدوتي للتدريب والاستشارات يعقد لقاءا تواصليا مع مجموعة من الفعاليات الجمعوية والاقتصادية والسياسية بالإقليم .

مع الحدث أيوب خليل

عقد مركز قدوتي للتدريب و الإستشارات مساء اليوم السبت لقاءا تواصليا تعريفيا مع مجموعة من الفعاليات الإجتماعية والسياسية والجمعوية والاقتصادية بإقليم قلعة السراغنة، حيث قدمت للحاضرين نبذة تقنية عن أهداف تأسيس هذا المركز وعن قيمة الخدمات التي يقدمها والمتمثلة أساسا في جميع أنواع الاستشارات المتعلقة بالمجلات الحياتية ، زيادة على تكوين كوتش استشاري و مدربين ، ودورات تدريبية ، مع مواكبة للمقاولات الحديثة التأسيس ، وفي الأخير قدم الحاضرون إرتسامتهم و آرائهم الإيجابية حول مركز قدوتي الذي يعد إضافة نوعية و فريدة للإقليم ، فمزيدا من التألق و النجاح خدمة للوطن.

Categories
متفرقات

أولادتايمة_تستاهل_أحسن

متابعة رشيد بن عبو

انعقد صباح اليوم الجمعة بمدينة أولاد تايمة لقاء تواصلي مع شباب المنطقة و يهدف هذا اللقاء بالأساس إلى التعريف بمضامين برنامج انطلاقة الهادف إلى إنشاء مشاريع وخطوات البداية للاستفادة من الدعم مبادرة انطلاقة لاعطاء دفعة قوية لإنجاز عدد مهم من هاته المشاريع
و قد أطر هذا اللقاء التواصلي الاستاد نورالدين الكازا مسير وصاحب شركة لايت كونسينتيل تخصص تكوينات والاستشارات وحلول معلوماتية و بحضور فاعلين جمعوين ورياضيين واصحاب محلات صغرى شباب وشابات بالمنطقة اولاد تايمة ونتمنى كذلك أن نستمر في هذا الدرب وأن يكون هناك تواصل اكتر .

فالشكر الموصول لمسؤول مدرسة جنى تايم للخدمات الأستاذ سعيد درهمين على كافة جهوده لإنجاح فعاليات هاته الورشات.

Categories
متفرقات

العطاوية تحتضن فعاليات الدورة التكوينية لفائدة شابات و شباب الإقليم بعنوان ” التمكين الاقتصادي للنساء والشباب رافعة للتنمية.”

متابعة أيوب خليل. / العطاوية

شهد فضاء تشغيل الشباب صبيحة اليوم تنظيم دورة تكوينية لفائدة الشباب و النساء في مجال التمكين الإقتصادي تحت إشراف مدير دار الشباب العطاوية و إدارة فضاء تشغيل الشباب العطاوية ،حيث ثم تأطير هذه الدورة التكوينية من قبل أطر فضاء التشغيل ، الذين قدموا مجموعة من العروض الخاصة المتعلقة بكيفية الإستعداد لمقابلة عمل و تقديم نصائح للمستفدين ، والإستماع إلى المشاكل التي تعيقهم في هذا المجال.
لتتختتم هاته الندوة بتوزيع مجموعة من الشواهد التقديرية على المشاركين الذين أسهموا بمداخلاتهم وأفكارهم في إنجاحها.

Categories
متفرقات

الممارسات الفضلى في مجال الأمن الرقمي محور دورة تكوينية بوجدة

وجدة _ مع الحدث

شكلت الممارسات الفضلى في مجال الأمن الرقمي، والتصدي للأخبار المضللة، محور دورة تدريبية لمدربين، انطلقت اليوم السبت بوجدة، بمبادرة من مؤسسة المستقبل للأوراش والتنمية.

 

وتندرج هذه الدورة التكوينية، المنظمة بشراكة مع دار أمريكا الدار البيضاء، و الفضاء الأمريكي بوجدة، في إطار برنامج صدى 2.0 (عمل مجتمعي ضد الأخبار المضللة)، الذي يروم تكوين حوالي 30 متدربا من جهة الشرق.

 

ويسعى هذا البرنامج، الأول من نوعه على المستوى الوطني، إلى تنمية فهم المشاركين بالممارسات الفضلى في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية بغية خلق وتمكين جيل جديد من المدربين الذين يمكنهم توعية مجتمعاتهم ليكونوا مستهلكين ومنتجين مسؤولين لوسائل الإعلام والمعلومات.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مدير مشروع صدى 2.0، سليمان الميموني، إن هذه المبادرة تهدف إلى مكافحة الأخبار المضللة ونشر المعلومات الزائفة، من خلال تكوين شباب (18- 30 سنة)، بغية تزويدهم بالمهارات الأساسية في هذا المجال، من أجل توعية محيطهم بهذه الآفة.

وأبرز أن “هذا التكوين، الذي يجمع بين النظري والتطبيقي، يتضمن أربعة جوانب متعلقة بالجانب التقني (الأمن الرقمي، حماية البيانات الشخصية…)، والقانوني (قوانين ونصوص تنظيمية…)، والنفسي (الصحة النفسية، التحرش، التنمر… )، وكذا جانب المهارات الشخصية”.

من جهتها، عبرت المشاركة هند غانم، عن رغبتها في الانخراط في هذه الدورة التكوينية المهمة التي سيكون لها أثر كبير على حياتها اليومية، خاصة الوقاية من العنف والتحرش في الفضاء الرقمي.

وقالت إنه “بفضل هذا التكوين، بإمكاني أن أصبح مدربة في هذا المجال، وأن أنقل خبرتي إلى المجتمع من أجل المساهمة في توعيته”.

وتتمحور الجلسات والورشات التطبيقية لهذه الدورة التكوينية، المنظمة على مدى أربعة أشهر، حول عدة مواضيع مرتبطة بالتربية الإعلامية والمعلوماتية، والأمن الرقمي، والصحة النفسية في الفضاء الرقمي، إلى جانب حماية البيانات الشخصية، والتصدي للأخبار الزائفة.

Categories
متفرقات

أي تنمية لساكنة الجنوب الشرقي في غياب تمدرس الفتاة ؟.. نموذج قبائل تمزموط

هشام بامور
يتطلع كل تمزموطي غيور على تمزموط إلى أن يراها من بين الدواوير المتألقة على جميع الأصعدة وهي غيرة ذاتية تدفع التمزموطين إلى بذل كل الجهود للنهوض بالمنطقة وتنميتها بكل الوسائل المتاحة في وقت أصبح فيه مفهوم التنمية يفرض نفسه بشكل واسع , فلا يمكن تطوير تمزموط خارج إطار التنمية المستدامة إلا أن التنمية التي نصبوا إليها ونأمل في تحقيقها هي تنمية تشمل بناء القدرات الإنسانية للتمزموطين من قبل التمزموطين ومن أجل التمزموطين فالتنمية كمفهوم شامل يتضمن الوصول إلى الموارد اللازمة لمستوى معيشي لائق يوفر ظروف صحية جيدة , إضافة إلى اكتساب المعرفة من خلال التعليم وهنا نقف ونتسائل عن نوع التنمية التي نطمح لها – نحن التمزموطين- في غياب أحد أسس التنمية البشرية ألا وهو التعليم , فالتعليم أضحى عنصر رئيسي في الإنتاج والمحدد الرئيسي للإنتاجية ورأس المال البشري ومن ثم فلا وجود لقوة إنتاجية في غياب التعليم وعلى هذا الأساس فإن قلة التمدرس وركوده يحكم على أي مجتمع بضعف القدرة الإنتاجية وتضاؤل فرص التنمية خاصة إذا كان هذا الجانب يمس وبشكل كبير الفتاة التمزموطية , فكثيرة هي العوائل التمزموطية التي تفضل تعلم الفتى على حساب الفتاة فهذه الأخيرة عانت إلى حد كبير من الإقصاء والتهميش والغياب عن الكرسي المدرسي في حين أصبحت وسائل وظروف التمدرس أكثر حضور عن ذي قبل فعلى مستوى التعليم الابتدائي تتوفر تمزموط على مدرسة تمزموط المركزية إلى جانب مدرسة الزاوية وسط تمزموط كخطوة لتقريب التلاميذ من المدرسة , أما على مستوى التعليم الإعدادي فالمنطقة تتوفر على الثانوية الإعدادية ابن رشد بدوار ” إرشك” وهي مؤسسة تبعد بنحو كيلومترين من تمزموط وهي مسافة ليست بالبعيد عن تلاميذ المنطقة .
ولا يقتصر التعليم الإعدادي على الثانوية الإعدادية ابن رشد بل هناك إعداديات أخرى فرعية لها بكل من ” أفرا” ” وتنسيخت” , أما على المستوى التعليم الثانوي التأهيلي فقيادة تمزموط ككل تتوفر على ثانوية الجاحظ التأهيلية وهي مؤسسة تسع كل تلاميذ المنطقة فكل هذه المؤسسات تتوفر على بنيات وتجهيزات وتأطير كفيل بالارتقاء بالمستوى التعليمي بالمنطقة فأين العذر هنا إذ توفرت كل البنيات التحتية والموارد البشرية والتاطيرية لمنابع التعلم والمعرفة
فبالرغم من كل هذه الظروف والوسائل التعليمية المتوفرة يبقى إشكال غياب الفتاة التمزموطية عن التمدرس مطروح وان كنا نرجح الأمر إلى أسباب سوسيوثقافية تعتبر أن مستقبل الفتاة يكمن في زواجها وكأن دورها يقف في حدود الانتقال إلى بيت الزوجية , فحتى أمر الزواج في غياب التعلم يجعلنا نقف أمام مشاكل أسرية ترجع في كثير من الأحيان إلى اللاوعي والجهل , إننا لا ننكر أننا لا نزال لم نتخطى هذه المفاهيم التي تتناقض ومفهوم المجتمع المحافظ ” المتدين ” فإذا كنا محافظون ومتشبثون بالقيم الدينية فالأحرى أن نرتقي إلى ما يدعو إليه الدين من” فرض التعلم على كل مسلم ومسلمة ” وجعله من الأولويات باعتبار الدين يحفز على ذالك لأنه بلا شك طريق لتقدم أي امة فهذا التناقض داخل البيئة التمزموطية وجب إعادة النظر فيه لأن أساس تنمية تمزموط لن يكون إلى من خلال التعليم كركيزة لتنمية المنطقة وخاصة تعليم الفتاة لأنه يكتسي طابع مجتمعي فتعليم الفتى هو بمثابة تعليم فرد أما تعليم الفتاة فهو تعليم أمة بأكملها فنحن في أمس الحاجة إلى بناء أجيال مثقفة وواعية بالتطورات التي يعرفها العالم اليوم ولن يكون ذالك بطبيعة الحال إلى من خلال الفتاة التمزموطية التي هي الأم والمربية للأجيال المستقبل , وهنا يبدو دور الجمعيات بالمنطقة في توعية التمزموطين إلى ضرورة تشجيع إقبال الفتاة على التمدرس وإيجاد السبل الكفيلة بذالك لأننا لم نصل بعد إلى نسبة التعلم التي نطمح لها نحن التمزموطيون إذا نحن أمام تحذي واضح ومسؤولية كل تمزموطيى قادر على تغير الأفكار السائدة حول تمدرس الفتاة التمزموطية

Categories
متفرقات

دار المنتخب تقوي عرضها لتقوية القدرات والمواكبة في مجال التكوين. من خلال”تكوين المكونين “

متابعة ياسين تاج ياسين

نظمت دار المنتخب خلال الفترة من 09 شتنبر إلى 01 من أكتوبر لسنة 2022. سلكا تكوينيا لفائدة أطر الجماعات الترابية لجهة مراكش آسفي. والذي تميز في دورته النهائية حضور السيدة زبيدة الرويجل نائبة رئيس الجهة المكلفة بالتكوين والتكوين المستمر والتي أشرفت على توزيع شواهد الاستفادة على المشاركين، وبالمناسبة ألقت كلمة مقتضبة نوهت من خلالها بالانخراط الفعلي لأطر الجماعات طيلة هاته الأيام التكوينية مما ينم عن حرصهم على الانخراط في إنجاح هذا الورش الذي تدشنه الجهة عبر دار المنتخب إيمانا منها بالدور الأساسي والمحوري الذي يلعبه الرأسمال البشري داخل الجماعات الترابية في إنجاح الأوراش الرامية إلى التنزيل الأمثل للجهوية المتقدمة وكذلك الدور الذي يلعبه التكوين في تقوية قدرات الأطر والمنتخبين لمواجهة التحديات والحاجيات المتزايدة للجماعات الترابية ولمواكبة تطلعات المواطنين.
وفي إطار الاختصاصات المخولة لها تسهر الجهة على المحافظة على الدور الريادي الذي تلعبه دار المنتخب في هذا الإطار. تقول السيدة زبيدة الرويجل نائبة رئيس الجهة.
ولعل هذه الدورة التكوينية خير دليل على تطلعات ورغبة الجهة في الاستثمار في الكفاءات التي تتوفر عليها الجهة داخل أقاليمها.
كما أن هذا التكوين سيدشن لمرحلة جديدة في المسار المهني للأطر الجماعية المستفيدة منه، وسيساهم في إغناء رصيد جهتنا من الأطر والكفاءات المكونة. وهذا ما سيكون له لا محال الأثر الإيجابي داخل محيطهم العملي وعلى صعيد الجهة ككل.
ومن جهة أخرى تقول السيدة زبيدة فآن دار المنتخب نعول كذلك على دور هؤلاء الأطر في مواكبة المنتخبين والأطر العاملة داخل تراب جمعاتهم .
كما أكدت خلال كلمتها على أن دار المنتخب ستسهر على برمجة المزيد من برامج التكوين في هذا المجال من أجل مواكبة جميع الأطر الجماعية التي راكمت تجربة في التسيير وتلراغبة في ولوج مجال التكوين وتقوية القدرات من جهة وضمان استمرار هذا الورش من جهة أخرى.
وفي إطار الدراسة التي تقوم بها الجهة من أجل إعداد التصميم المديري للتكوين لجهة مراكش آسفي والذي يستهدف حسب القوانين المؤطرة له فئة المنتخبين. ألحت السيدة النائبة
على أن تكون للاطر الجماعية المساهمة المباشرة في تحديد حاجيات هاته الفئة في مجال التكوين وتقوية القدرات.

وفي ختام كلمتها نوهت السيدة نائبة الرئيس بالعمل والمجهودات التي يقوم بها الاطار الحسين احميدوش لتدبير برامج وأنشطة دار المنتخب و على العناية التي أعطاها لهذه الدورة التكوينية المتميزة من حيث المضمون والاهداف.

كما تقدمت بالشكر أيضا للأستاذ الهاشمي الذي أشرف على تأطير وتنشيط محاور هذه الدورة التكوينية. وفي الختام تم توزيع شواهد الاستفادة على المشاركين.

Categories
متفرقات

كيف نربي ابنائنا ؟

هشام بانور

كثيرا ما يثار سؤال حول كيف نربي ابنائنا ؟ في زمن تعالت فيه صيحات “الحرية الطفولية ” وتعددت فيه النظريات والمفاهيم البيداغوجية , حتى أصبح الواحد منا يحتار في إختيار طرق التربية الصحيحة لأبنائه في خضم التحولات التي تعرفها البشرية والانفتاح الغير المقيد .
لكن المتأمل في جل هذه المدارس البيداغوجية على رغم إختلاف اتجهاتها ومفاهيمها فإنها تبقى دون ما جاءت به الشريعة الإسلامية في حفاوتها بالطفل وحرصها على سلامة نشأه فالإسلام أتى بالكمال الذي يفوق كل تصور بشري محدود أدل بدلوه في هذا المجال فالإسلام اهتم بالطفولة إلى ما قبل وجود الطفل من خلال الانتقاء السليم لمنابع هذه الطفولة فوجه الشاب إلى اختيار زوجة صالحة ذات خلق ودين , فقال النبي صلى الله عليه وسلم “تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك ” وهنا يرجح الإسلام من مميزات إختيار الزوجة “الدين والخلق ” لأنها بهذه الصفات تكون المؤمونة على حفظ الزوج وكذا الأبناء , وللأسف أن تتغير في عصرنا الحالي هذه المفاهيم وتصبح متجاوزتا لدى الشاب فهو ينظر إلى جمال شريكة الحياة أكثر ما ينظر إلى دينها وخلقها في حين أن مثل هذه الزوجة هي التي يجد معها الرجل السكينة والرحمة لأنها متأصلة على دين وخلق كما جاء في قوله تعالى ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” الروم 21وكما رواه الترمذي وابن حبان ” الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة “
فسبحان الله الإسلام لا يهيئ السبيل إلى متعة الرجل وسكينته فقط بل يرتب لحفظ حقوق الطفل القادم فالأم المتدينة والمتخلقة هي الجديرة بإنبات أطفال أسوياء تربويا , ولكمال الشريعة الإسلامية لم تقف في حدود توجيه الشباب إلى اختيار الزوجة الصالحة بل حرصت كذالك على توجيه نظر الفتيات إلى اختيار وترجيح صاحب الدين والخلق الفاضل كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد عريض” فالأب المتخلق والمتدين هو النموذج والقدوة لأبنائه فلا توجد تربية بدون قدوة وكما قال الشاعر : ” وينشا ناشئ الفتيان منا على ماكان عوده أبوه”
فكيف يمكن الحديث عن تربية صحيحة ونحن نتجاوز هذه الخطوات السالفة التي رسمتها الشريعة الإسلامية في الإختيار الصحيح قبل عقد “الميثاق الغليظ”إن الشريعة الإسلامية ليست عبثية في تحديد هذا الاختيار الدقيق للزوجين لأن مسؤولية تربية الأبناء لا يمكن تحديدها والتحكم فيها بين يوم وليلة بل هي بناء يلزم تشيده لبنة لبنة , فأبنائنا نعمة ربانية وأشهى ثمرات الحياة إلى الإنسان كما قال عز وجل “المال والبنون زينة الحياة الدنيا ” الكهف الآية 6 لذا كان من مقاصد الزواج الأولى إنجاب الأولاد فبهم يسعد المرء وبهم يحس بلذة الحياة , لذلك كان من قبيل دعاء الأنبياء الذرية الصالحة لقول إبراهيم عليه السلام “ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” الفرقان 74 فالمتأمل في الشريعة يجدها قد أحاطت بتربية الطفل بدءا من حمل المرأة والرضاعة والحضانة ثم التربية فلم تقتصر الشريعة الإسلامية على الدعوة إلى الرعاية الوجدانية بل تعدت ذلك إلى التكليف كما جاء في قوله تعالى ” والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ” البقرة 233 وقوله جل وشأنه ” وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف” البقرة 233 فمن المعلوم أن الرضاعة الطبيعية لها من الايجابيات على صحة الرضيع ما أكدته جميع الأبحاث العلمية فبها ينشأ الطفل سليم الجسم قوية البنية إلى جانب توفير ظروف العيش الكريم وهذا الذي لم تغفل عنه الشريعة السمحة التي اعتبرت أن الطفولة المبكرة من أهم المراحل العمرية , فدعت إلى إحياء فطرة الإسلام في قلب المولود فقال صلى الله عليه وسلم ” كل مولود يولد على فطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ” رواه البخاري ومسلم فمن هنا تتبلور أسس التربية السليمة من خلال التربية على التوحيد وإشباع حاجيات الطفل السيكولوجية من لعب وتقدير وحب وأمن واطمئنان وقبول اجتماعي , فإذا ما بلغ الصبي سبع سنين فإننا ندخل بالصبي مرحلة تعويده على الصلاة وان كان من الأفضل تدريبه عليها قبل ذلك قال صلى الله عليه وسلم ” امروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ” فالغريب أن ترى آباء يشتكون من ترك أبنائهم للصلاة أو التقصير في أدائها فالأحرى أن يسأ ل الآباء أنفسهم هل سن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهل اشبع حاجات طفله وقام بتزكية مواهبه بمختلف الرياضات والمهارات ,فإذا كانت الطفولة هي أساس البناء الصحيح لأجيال المستقبل فهي في حاجة إلى غرس وإنبات في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل ثم التهذيب والتأديب مابين السنة الرابعة إلى السابعة ثم الدخول إلى مرحلة المراهقة المبكرة التي تحتاج إلى أسلوب الترغيب والترهيب بعد الأخذ باللين والحسنى , فمشوار تربية الأبناء يلزمه قواعد مستقاة من الشريعة الإسلامية وهنا دعوة إلى كل من احتار في كيفية تربية أبنائه إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة فهما الحل لتربية سليمة متوازنة وان كنت أرى أن الحاجة أصبحت ملحة الآن في تربية الآباء على كيفية تربية الأبناء وهذا ليس من الغريب إذا كانت الرغبة من الآباء في اكتساب المزيد من المهارات التربوية

المراجع
سورة البقرة الآية 233
سورة الكهف الآية 6
سورة الروم 21
الفرقان 74
صحيح الشيخين البخاري ومسلم
سنن الترمذي وابن حبان