جاري التحميل الآن

أي تنمية لساكنة الجنوب الشرقي في غياب تمدرس الفتاة ؟.. نموذج قبائل تمزموط

هشام بامور
يتطلع كل تمزموطي غيور على تمزموط إلى أن يراها من بين الدواوير المتألقة على جميع الأصعدة وهي غيرة ذاتية تدفع التمزموطين إلى بذل كل الجهود للنهوض بالمنطقة وتنميتها بكل الوسائل المتاحة في وقت أصبح فيه مفهوم التنمية يفرض نفسه بشكل واسع , فلا يمكن تطوير تمزموط خارج إطار التنمية المستدامة إلا أن التنمية التي نصبوا إليها ونأمل في تحقيقها هي تنمية تشمل بناء القدرات الإنسانية للتمزموطين من قبل التمزموطين ومن أجل التمزموطين فالتنمية كمفهوم شامل يتضمن الوصول إلى الموارد اللازمة لمستوى معيشي لائق يوفر ظروف صحية جيدة , إضافة إلى اكتساب المعرفة من خلال التعليم وهنا نقف ونتسائل عن نوع التنمية التي نطمح لها – نحن التمزموطين- في غياب أحد أسس التنمية البشرية ألا وهو التعليم , فالتعليم أضحى عنصر رئيسي في الإنتاج والمحدد الرئيسي للإنتاجية ورأس المال البشري ومن ثم فلا وجود لقوة إنتاجية في غياب التعليم وعلى هذا الأساس فإن قلة التمدرس وركوده يحكم على أي مجتمع بضعف القدرة الإنتاجية وتضاؤل فرص التنمية خاصة إذا كان هذا الجانب يمس وبشكل كبير الفتاة التمزموطية , فكثيرة هي العوائل التمزموطية التي تفضل تعلم الفتى على حساب الفتاة فهذه الأخيرة عانت إلى حد كبير من الإقصاء والتهميش والغياب عن الكرسي المدرسي في حين أصبحت وسائل وظروف التمدرس أكثر حضور عن ذي قبل فعلى مستوى التعليم الابتدائي تتوفر تمزموط على مدرسة تمزموط المركزية إلى جانب مدرسة الزاوية وسط تمزموط كخطوة لتقريب التلاميذ من المدرسة , أما على مستوى التعليم الإعدادي فالمنطقة تتوفر على الثانوية الإعدادية ابن رشد بدوار ” إرشك” وهي مؤسسة تبعد بنحو كيلومترين من تمزموط وهي مسافة ليست بالبعيد عن تلاميذ المنطقة .
ولا يقتصر التعليم الإعدادي على الثانوية الإعدادية ابن رشد بل هناك إعداديات أخرى فرعية لها بكل من ” أفرا” ” وتنسيخت” , أما على المستوى التعليم الثانوي التأهيلي فقيادة تمزموط ككل تتوفر على ثانوية الجاحظ التأهيلية وهي مؤسسة تسع كل تلاميذ المنطقة فكل هذه المؤسسات تتوفر على بنيات وتجهيزات وتأطير كفيل بالارتقاء بالمستوى التعليمي بالمنطقة فأين العذر هنا إذ توفرت كل البنيات التحتية والموارد البشرية والتاطيرية لمنابع التعلم والمعرفة
فبالرغم من كل هذه الظروف والوسائل التعليمية المتوفرة يبقى إشكال غياب الفتاة التمزموطية عن التمدرس مطروح وان كنا نرجح الأمر إلى أسباب سوسيوثقافية تعتبر أن مستقبل الفتاة يكمن في زواجها وكأن دورها يقف في حدود الانتقال إلى بيت الزوجية , فحتى أمر الزواج في غياب التعلم يجعلنا نقف أمام مشاكل أسرية ترجع في كثير من الأحيان إلى اللاوعي والجهل , إننا لا ننكر أننا لا نزال لم نتخطى هذه المفاهيم التي تتناقض ومفهوم المجتمع المحافظ ” المتدين ” فإذا كنا محافظون ومتشبثون بالقيم الدينية فالأحرى أن نرتقي إلى ما يدعو إليه الدين من” فرض التعلم على كل مسلم ومسلمة ” وجعله من الأولويات باعتبار الدين يحفز على ذالك لأنه بلا شك طريق لتقدم أي امة فهذا التناقض داخل البيئة التمزموطية وجب إعادة النظر فيه لأن أساس تنمية تمزموط لن يكون إلى من خلال التعليم كركيزة لتنمية المنطقة وخاصة تعليم الفتاة لأنه يكتسي طابع مجتمعي فتعليم الفتى هو بمثابة تعليم فرد أما تعليم الفتاة فهو تعليم أمة بأكملها فنحن في أمس الحاجة إلى بناء أجيال مثقفة وواعية بالتطورات التي يعرفها العالم اليوم ولن يكون ذالك بطبيعة الحال إلى من خلال الفتاة التمزموطية التي هي الأم والمربية للأجيال المستقبل , وهنا يبدو دور الجمعيات بالمنطقة في توعية التمزموطين إلى ضرورة تشجيع إقبال الفتاة على التمدرس وإيجاد السبل الكفيلة بذالك لأننا لم نصل بعد إلى نسبة التعلم التي نطمح لها نحن التمزموطيون إذا نحن أمام تحذي واضح ومسؤولية كل تمزموطيى قادر على تغير الأفكار السائدة حول تمدرس الفتاة التمزموطية

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك