أعلنت السلطات الفرنسية أمس الاثنين عن اجراءات جديدة تطبق اعتبارا من يومه الثلاثاء ولمدة أسبوعين لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد بشكل مقلق في العاصمة باريس وضواحيها، تشمل إغلاق الحانات وحظر المؤتمرات وإخضاع المطاعم لقواعد صحية أكثر تشددا.
وقال قائد شرطة باريس ديدييه لالمان للصحافيين “إنها تدابير عاجلة لأن الوباء يتفشى بسرعة كبيرة”.
وأضاف “اعتبارا من الغد، ستغلق جميع الحانات”.
وكان وزير الصحة أوليفييه فيران قد أعلن الأسبوع الماضي إن تراجعا في نسبة الإصابة بكوفيد-19 يمكنه فقط أن يحول دون إغلاق الحانات والمقاهي التي تشتهر بها العاصمة الفرنسية.
لكن فرنسا سجلت قرابة 17 ألف إصابة جديدة بالفيروس السبت وحده، في أعلى عدد إصابات يومية منذ بدأت السلطات حملة فحوص واسعة النطاق.
بالنسبة لباريس، يناهز عدد الإصابات 3500 حالة يوميا، علما بأنها سجلت 6 آلاف إصابة الإثنين الماضي، بحسب أوريليان روسو، مدير الوكالة الإقليمية للصحة إيه آر إس.
واستمرت الحانات في باريس في جذب أعداد كبيرة من الناس الذين كثيرا ما استخفوا بإجراءات التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات الواقية، ما يشكل إلى جانب خدمة نقل عام مكتظة مصدر قلق بالغ من احتمال تحولها بؤرة للفيروس.
وقال روسو إن نحو 40 بالمئة من بؤر الإصابات تشكلت في مدارس وجامعات، و26 بالمئة في أماكن عمل، و10 بالمئة في تجمعات خاصة، وهي أرقام ارتفعت بنسبة الضعف منذ الشهر الماضي.
وبإزاء ذلك حض مواطني باريس والضواحي المحيطة بها والتي تشكل منطقة إيل دو فرانس، على العودة لمزاولة العمل من المنزل قدر الإمكان.
– خطوات متوازنة –
لكن المطاعم يمكن أن تستمر في العمل شرط احترام البروتوكول الصحي الجديد.
ويتضمن ذلك إتاحة مطهر اليدين على كل الطاولات، وتحديد عدد الزبائن بستة لكل طاولة مع إبقاء مسافة متر على الأقل بين المقاعد والسماح للزبائن بنزع الكمامات الواقية فقط عند تناول الطعام.
وقال لالمان “إننا نتكيف باستمرار مع واقع هذا الوباء، واقع الفيروس، ويجب أن نحقق دائما التوازن بين صحة مواطنينا وواقع وضرورات الحياة الاقتصادية والاجتماعية”.
ولاحظ روسو ان باريس تخطت هذه الحدود المقلقة ما يحتم إعادة تصنيفها وإعلان حالة الإنذار القصوى.
وأوضح أن تلك الحدود تتعلق بالمعدلات العامة لوجود الفيروس وتفشيه بين الأكبر سنا بشكل يمثل خطرا أكبر من الأمراض الخطيرة، وعدد أسرة وحدات العناية المشددة التي يشغلها مرضى كورونا، والبالغة نسبتها حاليا 36 بالمئة.
وأكد وجود 203 “بؤر” نشطة بالفيروس في منطقة إيل دو فرانس.
وقال روسو إن “الضغط كبير وسنرصد الأيام ال15 المقبلة”، مضيفا “نعرف أننا سنصل إلى نسبة قريبة من 50 بالمئة من أسرّة العناية المشددة يشغلها مرضى كوفيد. الهدف هو وقف هذا المسار”.
وشدد روسو على أن التباعد الاجتماعي لا يزال الأداة الرئيسية لمنع تفشي الفيروس.
من جانبها حضت وزيرة العمل اليزابيت بورن في تغريدة، أرباب العمل والعمال في باريس ومناطق أخرى مشمولة بحالة الانذار القصوى على “العمل من المنزل قدر الإمكان لإبطاء تفشي الفيروس”.
واوضح لالمان أن أحواض السباحة والنوادي الرياضية ستبقى مغلقة باستثناء ما يتعلق بالأنشطة المدرسية، وستكون التجمعات العامة محصورة بعشرة أشخاص، ولن يسمح بحضور أكثر من ألف شخص فعاليات رياضية أو ثقافية في الملاعب المفتوحة.
ويمكن أن تستمر الزيارات لدور المسنين لكن فقط بموعد، ولشخصين فقط في الوقت نفسه.
وسيبقى بيع الكحول محظورا بعد العاشرة مساء، وكذلك إقامة الحفلات في القاعات فيما تقام المعارض أو المؤتمرات تحت خيم كبيرة.
وبالنسبة للمراكز التجارية سيسمح بأربعة زبائن لكل أربعة أمتار مربعة.
وستتم مراجعة التدابير مع نهاية فترة ال15 يوما، أي في 19 أكتوبر.
Share this content:
إرسال التعليق