طنجة..انطلاق أشغال الدورة السابعة للمؤتمر الدولي للمدن والموانئ 2022
رفع الستار بطنجة أمس الأربعاء أشغال المؤتمر الدولي ال17 للمدن والموانئ ، تحت شعار “مستقبل أزرق ملهم” ، بمشاركة نخبة من صناع القرار السياسي والاقتصادي ، و باحثين وفاعلين في مجال التنمية المستدامة وخبراء مغاربة وأجانب.
و يهدف هذا الملتقى الدولي ، المنظم من طرف الجمعية الدولية لمدن الموانئ …بتنسيق مع شركة تهيئة ميناء طنجة المدينة الى غاية بعد غد الجمعة ، الى فتح نقاش دولي بين مختلف المتدخلين الحكوميين و المجالس المنتخبة و الهيئات المدنية و مؤسسات البحث حول سبل المزاوجة بين اكراهات التنمية و تطور المدن الساحلية وضرورات الحفاظ على المقدرات الطبيعية و البيئية ،والاستلهام من المشاريع النموذجية وتبادل الخبرات والتجارب المثلى .
ومن خلال مفهوم “مستقبل أزرق ملهم ” ،تسعى الجمعية الدولية لمدن الموانئ ، وهي منظمة غير حكومية جمعت على مدى 30 عاما الجهات الفاعلة في المناطق الحضرية والموانئ وشركائها في جميع أنحاء العالم ، الى التأكيد على الدور الأساسي الذي يتعين على مدن الموانئ أن تؤديه في هذه المهمة وفي القضايا الحاسمة من أجل مستقبل مجتمعاتنا واقتصادنا وبيئتنا.
وفي كلمة له بالمناسبة ، أكد وزير التجهيز والماء ، نزار بركة ، على أهمية الموضوع الذي تم اختياره لهذه الدورة ، والذي يدعو المتدخلين والمهتمين بوضوح إلى المشاركة والتبادل وإلهام بعضهم البعض من أجل مستقبل أفضل ، مستقبل يكون فيه الاقتصاد الأزرق شاملا ومستداما،وفي قلب اهتمامات مدن الموانئ.
و قال الوزير: “هذا الموضوع قريب بشكل خاص من قلبي ، حيث أنني ساهمت شخصيا في التفكير الوطني في الاقتصاد الأزرق باعتباره ركيزة لنموذج التنمية الجديد في المغرب” ، مبرزا أن المغرب يتمتع برأس مال بحري كبير ولديه مؤهلات حقيقية لتحقيق الاقتصاد الأزرق ، وذلك بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي ، وواجهته البحرية الممتدة لأكثر من 3500 كيلومتر ، وشواطئه و موارده البحرية والطاقية.
وأكد السيد نزار بركة أن المغرب يهدف إلى اعتماد استراتيجية وطنية لاقتصاد أزرق مستدام وشامل ، تتكيف مع التوجه الجهوي وتتمحور حول القطاعات الاقتصادية التقليدية (صيد الأسماك ، السياحة وأنشطة الموانئ) ، مع تطوير قطاعات جديدة ذات إمكانات نمو قوية (تربية الأحياء المائية ، السياحة البيئية ، والتقنيات الحيوية ، وبناء السفن ، وما إلى ذلك) ، مضيفا أن تنفيذ هذه الاستراتيجية سوف يمر بالتأكيد من خلال إنشاء حوكمة مناسبة ، وتعزيز دور مركز الجهات في تطوير قطاعات الاقتصاد الأزرق في إطار تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة.
وأشار إلى أن وزارته ، وكذلك سلطات الموانئ والجهات الفاعلة في القطاع ، على دراية بالدور الذي يمكن أن تطلع به الموانئ كمسرعات للانتقال البيئي والطاقي ، والمساهمة التي يمكن أن تقدمها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، من ذلك التكيف مع تغير المناخ ، والحد من غازات الدفيئة ، والوقاية من التلوث البحري ومكافحته والتدبير الجيد للنفايات ، معربا عن اقتناعه بأن النقاش البناء ، الذي تم إجراؤه خلال هذا المؤتمر المهم ، سيؤدي إلى طرح مقترحات وتوصيات سيكون لها ، بالتأكيد ، انعكاسات إيجابية على التنمية المستدامة للمدن والموانئ.
من جهته ، نوه رئيس الجمعية الدولية لمدن الموانئ ، إدوار فيليب ، بعقد هذا المؤتمر في مدينة طنجة ، بعد تأجيله مرتين بسبب تداعيات وباء “كوفيد -19 ” ، مقدما شكره للسلطات المغربية ، التي شرفت جميع أعضاء الجمعية باحتضان هذا المؤتمر العالمي لمدن الموانئ.
وقال السيد فيليب: “لقد التأمنا جميعا للتفكير معا ، على مدى ثلاثة أيام ، في مستقبل مدن الموانئ ” ، مضيفا أن “الهدف الذي نتشاركه واضح: ضمان ازدهار مدن الموانئ التي تعنينا ، والشروط النموذجية ذات البصمة البيئية ، مما يعني أن المدن والموانئ وجميع ذوي المصلحة والقرار يتفقون على أن أنشطة الموانئ يمكن أن تستمر في التطور لكن دون أن تهديد لرئتنا الزرقاء التي هي المحيط “.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق