فريد حفيض الدين(هذي فهامتي ) عدد : 32 15/11/2022″الديمقراطية على طريقة الأحزاب المغربية”
فريد حفيض الدين
فاز الرفيق نبيل بنعبدالله بولاية رابعة على رأس حزب التقدم والإشتراكية، وهو بهذا الفوز سيقضي على رأس الأمانة العامة لحزبه 16سنة. ( اللهم بارك وزد في ذلك )
للتذكير، يعتبر الرفيق بنعبدالله أول زعيم شيوعي في العالم دخل حكومة يرأسها أخ ينتمي لتيار الإسلام السياسي في شخص السيد عبد الإله بنكيران.
الرفيق نبيل بنعبدالله، وكباقي زعماء الأحزاب حين يطغون ويريدون إضافة ولاية انتخابية اخرى، غالبا ما يدعون أن قواعد ومناضلي الحزب، هم من أصروا على بقائهم على هرم الرآسة لولاية أخرى.
لكن دعونا نختصر الخطوات التي عبر منها بنعبدالله للفوز بولاية رابعة.
بداية دخل الزعيم مرحلة “التصفيات” على شاكلة البطولات الرياضية، وقام بتصفية وإبعاد خصومه من محترفي السياسة، حتى تخلو له الساحة الانتخابية. وتمكن الرفيق من ذلك من دون قلاقل،ولا شغب، اللهم من بعض المعارضين له الذين كانوا يمنون النفس باعتزال الرفيق العمل الحزبي، ليجربوا حظهم في الصعود إلى رآسة الأمانة العامة للحزب.
لهؤلاء قال لهم نبيل بنعبدالله ” بث شري هنا أنبث ”
وكان لزاما على الزعيم هنا أن يعمل على تعديل القانون الأساسي للحزب، حتى يدخل معركة الانتخابات لولاية رابعة .
هنا كذلك تفوق بنعبد الله على خصومه، ومرر التعديل بعد أن هيأ الأجواء داخل هياكل الحزب وتنظيماته.
انتقل بعد ذلك الرفيق لخوض غمار عقد المؤتمرات الإقليمية عبر تراب المملكة، لاختيار واعتماد الرفاق المؤهلين لخوص غمار انتخابات الرآسة. نجح كذلك هنا الزعيم، وهو العارف بخبايا الانتخابات، ومنح بطائق الاعتمادات، والكولسة، والضرب تحت الحزام من دون تدخل لتقنية ” الفار السياسي” .
هكذا مهد نبيل بنعبدالله الأجواء، والارضية للانتخابات رآسة الحزب بالمركز الوطني للشباب ببوزنيقة.
ودخل نبيل بنعبدالله هذه الانتخابات ، لوحده بعد أن هيأ كل شيء ليحمل على اكتاف رفاقه، وهو ماتم حيث فاز الرفيق بنعبد الله بمجموع 415 صوت، من أصل 432
مقابل 17صوت لاغي أو امتناع عن التصويت. كما عرف المؤتمر حضور زعماء الأحزاب المغربية ،بمن فيهم عزيز أخنوش، وسفراء عرب ونخبة من رجال المال والأعمال، ومثقفين. صفق الجميع للرفيق، وهنؤه بهذا الفوز” المستحق”
هكذا تمر الانتخابات داخل احزابنا، بمرشح وحيد في الغالب، من دون تجادبات سياسية، ولا برامج انتخابية، ولا نقاشات بين الفرقاء داخل الحزب حول خطة طريق، ولا آفاق مستقبليه تخول للشباب ولوج الزعامة، والتناوب على السلطة..
عندنا لا يفارق الزعيم كرسي الرآسة، إلا وهو محمولا على نعش من طرف رفاق دربه إلى دار لا انتخابات فيها ولا تصويت ولا كولسة، ولا مرقة.
حينها وحدها الأعمال الصالحة من تشفع لهذا أو ذاك….
هذي فهامتي!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق