في قلب جبال بني ملال… نظارات طبية ترسم الابتسامة على وجوه التلاميذ

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر

 

في مشهد إنساني مؤثر، اختتمت الجمعية الجهوية لدعم الصحة بجهة بني ملال – خنيفرة إحدى أبرز قوافلها الطبية لهذا الموسم، بتوزيع مئات النظارات الطبية على تلاميذ العالم القروي، الذين تم تشخيصهم بضعف في البصر، وذلك ضمن حملة صحية ميدانية متعددة التخصصات شملت طب العيون وطب الأسنان.

 

هذه المبادرة، التي نُظمت في إطار اتفاقية شراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ببني ملال، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، والجمعية الجهوية لدعم الصحة، استهدفت أكثر من 3000 تلميذ وتلميذة موزعين على 34 مدرسة ابتدائية بالمناطق الجبلية والنائية. وقد كشفت الفحوصات عن إصابة حوالي 600 تلميذ بضعف في البصر، ما يمثل حوالي 20% من المستفيدين.

 

لكن ما ميز هذه الحملة ليس فقط الجانب الصحي، بل روح التضحية والإصرار التي أظهرها طاقم الجمعية للوصول إلى أبعد النقاط رغم وعورة التضاريس، وغياب الطرق المعبدة، بل وحتى وسط الثلوج وبرودة المرتفعات. حيث لم تمنع قساوة الظروف فريق العمل من أداء مهامه، مدفوعًا برسالة إنسانية واضحة: الصحة حق للجميع، مهما بَعُد المكان أو صَعُب الوصول.

 

القافلة لم تقتصر على فحوصات العيون، بل ضمت أيضًا فحوصات وتدخلات في مجال طب الأسنان، بالإضافة إلى حصص توعية وتحسيس لفائدة التلاميذ حول أهمية النظافة والعناية بالفم والبصر، وذلك في إطار تعزيز برامج الصحة المدرسية.

 

وتأتي هذه القافلة لتؤكد مجددًا المسار الناجح للجمعية الجهوية لدعم الصحة، التي كانت قد لفتت الأنظار خلال الذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها نموذجًا رائدًا في خدمة الصحة بالعالم القروي. فبفضل اعتمادها على مواردها الذاتية وروح التطوع، إلى جانب دعم المبادرة، استطاعت الجمعية تنظيم تدخلات ميدانية فعالة، شملت آلاف المستفيدين خلال سنة 2025، تجاوز عددهم 16 ألف مستفيد، بزيادة بلغت 45% مقارنة مع السنة الماضية.

 

وبين صعوبة الوصول، وغياب أسماء محددة لبعض الفرعيات، وندرة التجهيزات، يستمر طاقم الجمعية في العمل بنفس العزيمة، إيمانًا منهم بأن بصيرة العلم تبدأ ببصرٍ سليم.

 

وفي ختام القافلة، كانت لحظة تسليم النظارات الطبية مشهداً لن يُنسى، حيث ارتسمت على وجوه الأطفال ابتسامات صادقة، تلخّص حكاية أمل زرعها الطب في عيون اعتادت الضباب، لتبصر دربها في العلم والحياة بشكل أوضح.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)