قرية “أمكريو” بطرفاية: حلم التنمية الذي غرق في البحر منذ 2005

 

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

جنوب مدينة طرفاية، وعلى امتداد الساحل الأطلسي، تقع قرية الصيد التقليدي “أمكريو”، التابعة لجماعة الطاح بإقليم طرفاية، جهة العيون الساقية الحمراء. ورغم موقعها البحري الاستراتيجي، فإن هذه القرية التي تشكل مورد عيش لمئات البحارة، ما زالت ترزح تحت وطأة التهميش وغياب البنية التحتية الأساسية.

 

تُعتبر “أمكريو” من أبرز نقط الصيد بالمنطقة، حيث تحتضن 294 زورقًا للصيد التقليدي، ويشتغل بها ما بين 300 و600 صياد، منهم من يقطن بشكل دائم، وآخرون بشكل موسمي، بحثًا عن الرزق في أعماق البحر.

واقع صادم رغم مرور عقدين على التأسيس، ورغم أن قرية “أمكريو” أُحدثت سنة 2005 ضمن برنامج وطني طموح يهدف إلى تنمية قرى الصيد البحري وتعزيز البنيات التحتية على امتداد السواحل المغربية، إلا أن الواقع الحالي يعكس فشلًا واضحًا في بلوغ أهداف هذا المشروع.

 

فالقرية اليوم تفتقر إلى الكهرباء رغم وجود أعمدة مثبتة منذ سنوات، لكنها بلا توصيل فعلي.

بدون ماء صالح للشرب، ما يفرض على الساكنة الاعتماد على وسائل تقليدية وغير آمنة.

تعاني من العزلة بسبب غياب طريق معبدة تربطها بالطريق الساحلية بين طرفاية وفم الواد، حيث إن المسلك الحالي غير مجهز ويزداد تدهورًا مع مرور الوقت.

انتظار طويل لمشروع تأهيلي متكامل ، في السنوات الأخيرة شهد الإقليم عدة اجتماعات رسمية، ترأسها عامل طرفاية، بحضور مدير وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، وممثلي الوزارات والمنتخبين والمهنيين، إضافة إلى ممثلي الساكنة والصيادين. هذه اللقاءات خلصت إلى وضع تصور متكامل لتأهيل قرية الصيد “أمكريو” وإنقاذها من التدهور.

المشروع المرتقب يتضمن تهيئة منطقة صيد تشمل بناء 106 مخزنًا للوقود و104 مستودعات لمعدات الصيد، مع تركيب عدادات فردية.

إحداث وحدة لإنتاج الثلج وغرفة للتبريد.

بناء أربعة مرافق اجتماعية لفائدة البحارة.

تشييد 711 وحدة سكنية نواتية، مع توفير شبكة الكهرباء والإنارة العمومية.

تزويد القرية بالماء الصالح للشرب وربطها عبر ممر طرقي بالطريق الوطنية.

تهيئة تجزئة سكنية تضمن ظروف عيش إنسانية ولائقة.

“أمكريو”… إمكانيات بحرية كبيرة ومعاناة أكبر، تعرف المنطقة  بتنوع وغنى مصطاداتها، مما يجعلها من بين أهم مناطق الصيد التقليدي في الجنوب المغربي. ورغم هذه المؤهلات، ما تزال القرية تفتقر لأدنى شروط التنمية، لتظل نموذجًا صارخًا للتناقض بين التخطيط المركزي والواقع المحلي.

ويبقى سؤال الصيادين معلقًا: متى تتحول الوعود إلى إنجازات؟ ومتى يُكتب لـ”أمكريو” أن تتحول من “قرية منسية” إلى قطب بحري مزدهر يليق بتضحيات من يغامرون يوميًا بأرواحهم في عرض البحر؟.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)