بقلم: إبراهيم أفندي
في عالم يتسم بالتغيرات السريعة والتحديات المتزايدة، أصبح من الضروري فهم العلاقة العميقة بين المعرفة والسياقات السياسية والاقتصادية. في هذا الإطار، نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش ندوة فكرية تحت عنوان “مظاهر التفاعلات العميقة بين المعرفة والسياقات السياسية والاقتصادية”، حيث جمع هذا اللقاء نخبة من الباحثين والخبراء لمناقشة هذه القضية المحورية.
تتجاوز العلوم حدود البحث الأكاديمي لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الديناميات السياسية والاقتصادية. التاريخ يشهد أن الاكتشافات العلمية لم تكن مجرد نتاج للسياسات السائدة، بل شكلت أيضًا محركات قوية أثرت في موازين القوى العالمية. من سباق الفضاء إلى التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، تبين هذه الديناميات كيف يمكن للمعرفة أن تكون سلاحًا أو وسيلة للتعاون بين الأمم.
الدكتورة فاطمة الجبراتي، منسقة اللقاء، أكدت على أهمية فهم هذه التفاعلات لتعزيز الحوار بين الثقافات، مشددة على دور العلوم في توسيع آفاق الإمبراطوريات وفي تعزيز التفاهم بين الحضارات. كما أشار الدكتور حسن المازوني إلى كيفية استخدام الدول للعلوم كأداة لتعزيز قوتها السياسية والاقتصادية.
إن هذا اللقاء لم يكن مجرد منصة لتبادل الأفكار، بل كان دعوة لفتح آفاق جديدة لفهم التحديات التي تواجه عالمنا اليوم. من خلال دراسة هذه التفاعلات، يمكننا استشراف المستقبل وبناء قاعدة صلبة للتعاون الدولي في مواجهة التحديات العلمية والجيوسياسية الراهنة.
إن التفاعل بين المعرفة والسياقات المحيطة بها ليس مجرد موضوع أكاديمي، بل هو ضرورة ملحة لفهم عالمنا المعاصر بشكل أعمق.
تعليقات ( 0 )