لقجع يفتح ذراعيه للجماهير الجزائرية في الكان: ترحيب مغربي يعكس حكمة الدولة ونهج الملك

مع الحدث

المتابعة ✍️: لحبيب مسكر

 

في مشهد جديد يُجسد عمق الروابط بين الشعبين المغربي والجزائري، عبّر فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن ترحيب المغرب الصادق بالجماهير الجزائرية التي سترافق منتخبها خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي يحتضنها المغرب.

 

هذا الترحيب لم يكن مفاجئًا، بل هو استمرار لنهج دبلوماسي راسخ رسّخه جلالة الملك محمد السادس، القائم على حسن الجوار وتعزيز أواصر الأخوة بين الشعوب، وبخاصة الشعب الجزائري الشقيق.

 

 

كما أكد لقجع أن أبواب المغرب كانت وستظل مفتوحة أمام الأشقاء الجزائريين، وأن كرة القدم يجب أن تظل فضاءً للفرح والتقارب، لا مجالاً للتفرقة أو الاستغلال السياسي. وقد شدد على أن الترحيب بالجمهور الجزائري يأتي في إطار الروح الإفريقية التي يدعو إليها جلالة الملك، وتكريسًا لمكانة المغرب كأرض للسلام والتلاقي بين الشعوب.

 

فالشعب الجزائري ليس فقط جاراً للمغرب، بل أخ وصديق يتقاسم مع المغاربة التاريخ والثقافة والدين. لذلك، فإن حضورهم في مدرجات الملاعب المغربية سيُقابل بما يليق من حفاوة، وبما يعكس الضيافة المغربية التي يشهد لها القاصي والداني.

 

 

وفي الوقت الذي عبّر فيه لقجع عن اعتزازه بهذه اللحظة الأخوية، وجّه دعوة ضمنية للجميع لاحترام روح الرياضة والابتعاد عن أي سلوك قد يُفسد هذا العرس الإفريقي. فالمغرب حريص على أن تكون البطولة منصة للتقارب لا مطية للتوتر، ولكل من يريد أن يُقحم السياسة أو يُعكّر صفو الأجواء، فالرسالة واضحة: دعوا كرة القدم تجمع ولا تفرق.

 

إنها دعوة للحذر من بعض الأصوات المعزولة التي قد تحاول استغلال هذا الحدث الكروي لإثارة الفتنة، وهي لا تمثل بأي حال من الأحوال الشعوب.

 

بهذا التصريح يُجدد المغرب دعوته لفتح صفحة جديدة عنوانها المصالحة الشعبية، بعيداً عن توترات الأنظمة. فالمغاربة لا يحملون ضغينة تجاه أشقائهم الجزائريين، بل يتطلعون لرؤيتهم في شوارع مراكش والدار البيضاء وفاس وهم يهتفون لمنتخبهم بروح رياضية، وسط حماية ورعاية كاملة من الدولة المغربية.

 

أما الكرة فقد أصبحت في ملعب الجارة الجزائرية: هل ستلتقط هذه الإشارة الأخوية وتُسهل سفر جماهيرها إلى المغرب؟ أم ستُفوت على شعبها فرصة المشاركة في لحظة رياضية وإنسانية مميزة؟

تصريح لقجع لا يُمثل مجرد موقف رياضي، بل يعكس رؤية دولة ناضجة تعرف أن الشعوب لا تعادي بعضها، وأن الأعياد الرياضية يجب أن تجمع لا أن تفرق. فالمغرب، وهو يرحب بأشقائه الجزائريين، يبعث برسالة: “نحن نؤمن بالأخوة، وننتظر من الجميع أن يُقابلوا ذلك بما يليق”.

لذلك سيبقى شعار المغرب دائمًا: “الرياضة للتقارب، لا للعداء”، وستبقى يد المملكة ممدودة لكل من يُؤمن بقيم الاحترام والمحبة بين الشعوب.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)