ليلة الفوضى.. حين يغامر “جيل Z” بهدم منجزات وطن

#البشير الخريف 

# اسا الزاك

عاشت شوارع عدد من المدن المغربية ليلة الثلاء الماضي على وقع احداث لا يمكن وصفها احتجاجاً بالمعنى السلمي المشروع، بل انزلاقاً خطيراً إلى منطق التخريب والفوضى. مشاهد اقتحام المرافق العمومية، وإضرام النيران في سيارات الأمن، وتكسير الممتلكات الخاصة، ليست سوى مقامرة يائسة بمستقبل وطن دفع ثمن استقلاله ووحدته غالياً، ولا يمكن أن يُسمح لأحد –أيّاً كان– بجرّه إلى هاوية الفوضى.

هؤلاء الشباب الذين انساقوا وراء وهم القوة عليهم أن يعوا أن المغرب لم يصل إلى ما هو عليه اليوم إلا بفضل عقود من التضحيات والإنجازات التي حُققت بعرق الشعب وبدماء شهدائه. اللعب بالنار لن يحرق الدولة، بل سيحرق أولاً من يشعلها. وأي انجرار للعنف لن يفتح سوى أبواب المجهول، حيث يفرض “قانون الغاب” منطقه، ويصبح الحق مرادفاً للقوة لا للعدل.

إن تحويل الاحتجاج من فضاء سلمي يطالب بالتغيير إلى ساحة صدام مع مؤسسات الدولة هو أكبر خدمة لأعداء الوطن، وأول ضحية لهذا الخيار المدمر سيكون الشباب أنفسهم، الذين سيجدون أنفسهم في مواجهة آلة قانونية وأمنية لا ترحم.

الوطن ليس ملعباً للتجارب المتهورة، ولا منجزاته غنيمة سائبة للغضب الأعمى. المغرب ملك لجميع أبنائه، لكن وحدته واستقراره خط أحمر لا يقبل المساومة. ومن يظن أن العنف طريق إلى الإصلاح، فعليه أن يتأمل تجارب الشعوب التي فتكت بها الفوضى، ليدرك أن لا بديل عن السلمية والحوار والعقل.

إن ساعة الحزم قد دقت، والرسالة يجب أن تكون واضحة: الاحتجاج حق مشروع، لكن العنف جريمة، واللعب بمصير وطن خطيئة تاريخية لن تغتفر.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)