فيصل باغا
رغم مرور سنوات على تشييد السوق البلدي بمنطقة سيدي معروف أولاد حدو، ما زال حلم افتتاحه وتأهيله لخدمة الساكنة والمواطنين يراوح مكانه، في ظل وعود متكررة من بعض المسؤولين المحليين، ظلت للأسف حبيسة الخطابات دون أن تترجم إلى واقع ملموس.
فمنذ الإعلان عن المشروع الذي كان من المفترض أن يضع حداً لمعاناة الباعة الجائلين وينظم النشاط التجاري بالمنطقة، عاش المواطنون على أمل أن يروا سوقاً بلدية حديثة، تحترم شروط الصحة والسلامة وتوفر فضاءً لائقاً للبيع والشراء. غير أن هذا الحلم، إلى حدود الساعة، لم يتحقق، مما جعل التساؤلات تتصاعد يوماً بعد يوم: متى سيتم افتتاح السوق؟ ومن المسؤول عن هذا التأخير؟
الواقع اليوم يُظهر معاناة فئة واسعة من الباعة الجائلين الذين يضطرون إلى عرض سلعهم في الشوارع والأزقة، معرضين أنفسهم وممتلكاتهم لمخاطر عديدة، من بينها حملات السلطات المحلية، وضيق المكان، وانعدام شروط النظافة والتنظيم. وبين البحث عن لقمة العيش اليومية والخوف من تطبيق القانون، يعيش هؤلاء وضعاً صعباً لا يليق بمنطقة تعرف توسعاً عمرانياً واقتصادياً مثل سيدي معروف.
وفي المقابل، يعبر سكان المنطقة عن استيائهم من الفوضى التي تعرفها بعض الشوارع بسبب انتشار الباعة المتجولين، وما يترتب عن ذلك من ازدحام، تراكم الأزبال، وعرقلة السير، في غياب حلول واقعية ومستدامة من طرف المنتخبين المحليين والسلطات المعنية.
ويتساءل المواطنون عن دور رئيس المقاطعة عين الشق وباقي المسؤولين الذين تعهدوا، أكثر من مرة، بإعادة النظام للمنطقة عبر تفعيل السوق البلدي، لكن الوعود بقيت وعوداً فقط!
المؤسف في الأمر أن السوق البلدي الذي صرفت عليه ميزانية مهمة ما يزال مغلقاً أمام التجار، في وقت تتحدث فيه الخطابات الرسمية عن تشجيع الاقتصاد المحلي ومحاربة الهشاشة وتأهيل البنية التحتية في المناطق الحضرية. فهل يعقل أن يظل مشروع بهذا الحجم رهين الانتظار، دون مبررات واضحة للرأي العام المحلي؟
إن سكان سيدي معروف أولاد حدو يطالبون اليوم بتدخل عاجل من السلطات الإقليمية والجهوية، وعلى رأسها عاملة عمالة مقاطعة عين الشق من أجل تفعيل هذا المشروع المتوقف، وتمكين الباعة من أماكنهم القانونية، وإعادة النظام للفضاء العام.
كما يناشدون المنتخبين المحليين بأن يتحملوا مسؤولياتهم أمام الناخبين الذين وضعوا فيهم الثقة، وأن يُفعّلوا أدوارهم الرقابية والاقتراحية، عوض الاكتفاء بالوعود والشعارات.
لقد آن الأوان لأن يتحقق هذا الحلم، وأن يرى السوق البلدي بسيدي معروف أولاد حدو النور، لأنه لم يعد مجرد مشروع اقتصادي، بل أصبح رمزاً لتأخر الوعود التنموية واختباراً حقيقياً لمصداقية الخطاب المحلي.
وفي انتظار تحرك الجهات المعنية، تبقى أصوات الساكنة تتعالى:
“كفى انتظاراً… السوق البلدي يجب أن يُفتح اليوم قبل الغد!”
تعليقات ( 0 )