عماد وحيدال
يشهد قسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني بمدينة سطات أزمة حادة منذ مدة طويلة، تفاقمت بسبب مغادرة الطبيبة المتخصصة في العمليات القيصرية إلى مدينة أكادير، إضافة إلى عودة البعثة الطبية الصينية إلى بلادها. وقد أثّر هذا الوضع على الخدمات الصحية، ما أدى إلى ترحيل النساء الحوامل، خاصة من المناطق القروية مثل ابن أحمد والبروج، إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
آراء المواطنين؛ معاناة تضاعف الآلام
تحدثت فاطمة، القادمة من البروج، عن معاناتها قائلة: “الوضع كارثي. عندما شعرت بآلام المخاض، اضطررت للسفر إلى الدار البيضاء في ظروف صعبة، وكنت أخشى على حياتي وحياة طفلي بسبب غياب الخدمات الطبية بسطات.” أما حسن من ابن أحمد فقال: “لم يعد لدينا أي ثقة في النظام الصحي هنا. النساء الحوامل يعانين كثيرا، وهذا أمر لا يُحتمل.”
سكان مدينة سطات أنفسهم لم يكونوا بمعزل عن هذه الأزمة. تقول عائشة، القاطنة بالمدينة: “غياب الطبيبة وعدم وجود أطباء مداومين في المصحات الخاصة زاد الوضع سوءًا. في الليل، يصبح من المستحيل العثور على مساعدة طبية، وهذا أمر غير مقبول.”
كلمة المدير الإقليمي للصحة
وفي تصريح خاص، قال المدير الإقليمي للصحة بسطات: “ندرك تمامًا خطورة الوضع الحالي في قسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني. نسعى حاليًا إلى إيجاد حلول عاجلة من خلال التنسيق مع الوزارة لجلب أطباء متخصصين وتجهيزات إضافية. نأسف لما يمر به المواطنون، لكننا نعمل جاهدين لتجاوز هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن.”
وفي ظل هذه الأوضاع المتأزمة، أصدر المرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد بلاغًا يدعو فيه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى التدخل العاجل لتوفير الكوادر الطبية والتجهيزات اللازمة لضمان عودة الخدمات الصحية بقسم الولادة إلى طبيعتها. كما شدد البلاغ على ضرورة ضمان حق النساء الحوامل في الرعاية الصحية القريبة والآمنة، محذرًا من المخاطر التي تواجههن خلال عمليات الترحيل إلى مدن بعيدة.
إن الوضع الصحي في قسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني بسطات يعكس أزمة بنيوية تحتاج إلى حلول جذرية ومستعجلة. فالحق في الرعاية الصحية هو أحد حقوق الإنسان الأساسية، وأي تقصير في هذا المجال يضاعف من معاناة المواطنين، خصوصًا النساء الحوامل القاطنات بالمناطق القروية. يبقى الأمل معقودًا على تدخل فوري وفعال من الجهات المختصة لإنقاذ الأرواح وضمان حق المواطنين في خدمات صحية لائقة.
إرسال التعليق