مشاريع معطلة بسيدي معروف أولاد حدو… الساكنة بين الانتظار وفوضى الواقع

مع الحدث

تحرير ✍️: ذ فيصل باغا

 

 

في قلب منطقة سيدي معروف أولاد حدو، حيث يمتزج الامتداد العمراني بتزايد الكثافة السكانية، يبرز مشهد مقلق يعكس واقعاً تنموياً مختلاً. مشاريع حيوية تم تشييدها، وأخرى وُعِد السكان بها مراراً، لكنها لا تزال تراوح مكانها دون تفعيل أو رؤية واضحة، ما جعل الساكنة تعيش على وقع الانتظار وسط فوضى يومية متفاقمة.

 

 

 

من أبرز الأمثلة الصارخة، السوق البلدي الذي انتهت أشغال بنائه منذ مدة، لكنه ظل موصداً أمام التجار والمرتادين. هذا الإغلاق غير المبرر دفع بعدد كبير من الباعة إلى التوجه نحو أسواق عشوائية تفتقر لأدنى شروط السلامة الصحية والتنظيم، ما ينعكس سلباً على البيئة والمشهد العام، ويزيد من الهشاشة الاقتصادية للفئات المعنية.

 

 

 

ملاعب القرب بالملعب البلدي سيدي معروف في المنطقة، حيث كان الأمل أن تصبح فضاءات مفعمة بالحيوية والنشاط للشباب، تفتح أمامهم مجالات الترفيه وتحميهم من الانزلاق نحو مسارات منحرفة. غير أن هذه المرافق تم اغلاقها ما السبب يا ترى وفاقدة لأي دور اجتماعي، لتتحول من أمل جماعي إلى خيبة أمل متكررة.

 

 

 

أزمة البنية التحتية لا تقل حدة. في دواوير سيدي معروف، تعاني الساكنة يومياً مع طرق غير مهيأة، مليئة بالحفر، تنقلب إلى مستنقعات في فصل الشتاء، فيما تزداد المعاناة مع غياب قنوات الصرف الصحي، ما يجعل من التنقل البسيط تحدياً حقيقياً، خاصة لكبار السن والمرضى والتلاميذ.

 

 

 

المنطقة، التي تعرف نمواً عمرانياً متسارعاً، لا تتوفر على مركز صحي متكامل يضمن خدمات طبية لائقة للسكان، ناهيك عن الغياب الكلي لفضاءات ثقافية أو ترفيهية يمكن أن تُساهم في تأطير الشباب وتحقيق إشعاع اجتماعي وثقافي يليق بطموحات المنطقة.

 

 

 

الطريق الرئيسية الرابطة بين سيدي معروف وأولاد مالك تمثل شرياناً حيوياً لحركة التنقل والربط الاقتصادي، لكنها تعيش وضعية متردية للغاية، تعكس الإهمال وغياب أي إرادة حقيقية لتأهيلها، رغم المطالب المستمرة للساكنة والفاعلين المحليين.

 

 

 

هذا الوضع المقلق يطرح أكثر من سؤال حول مدى جدية الفاعلين المحليين والجهات المسؤولة في التعاطي مع قضايا سيدي معروف أولاد حدو. فالمشاريع المعلقة، والمرافق المغلقة، والبنية التحتية المتآكلة، كلها مؤشرات على غياب المتابعة وضعف الإرادة السياسية.

 

يطالب السكان بتجاوز مرحلة الوعود، والانخراط الفعلي في تنفيذ مشاريع واقعية تُعيد الاعتبار للمنطقة، وتُخرجها من دائرة التهميش، نحو أفق تنموي حقيقي يُحسّن ظروف العيش، ويمنح الأمل لجيل يتوق لغدٍ أفضل.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)