مشروع “الباطمات” بسيدي معروف.. بين الهدم وانتظار البدائل

مع الحدث/ أولاد حدود 

المتابعة ✍️: ذ.فيصل باغا

 

منذ أكثر من ثلاثة عقود، ظل مشروع “الباطمات” بمنطقة سيدي معروف أولاد حدو حكاية ناقصة تثير التساؤلات وتغذي معاناة الساكنة. فقد بدأت الأشغال قبل 34 سنة، لكن سرعان ما توقفت لأسباب غامضة، تاركة وراءها بنايات إسمنتية غير مكتملة، تحولت مع مرور الزمن إلى مصدر قلق أمني وصحي واجتماعي.

 

جريدة مع الحدث كانت من بين الأصوات الإعلامية التي واكبت هذا الملف منذ بدايته، حيث وجهت عدة نداءات للجهات المسؤولة قصد الكشف عن مصير المشروع والبحث عن حلول عملية. وبعد هذا التراكم من التساؤلات، جاء أخيرا التفاعل المنتظر من طرف السلطات المعنية، التي أعطت الضوء الأخضر لانطلاق عملية هدم المباني المهجورة تحت إشراف شركة مختصة في هذا المجال.

وقد تمت عملية الهدم باحترافية كبيرة، وبمراقبة دقيقة من طرف المصالح المختصة، وهو ما لقي ارتياحا نسبيا لدى الساكنة التي عانت لسنوات من هذا الوضع الشاذ. غير أن التساؤل الكبير الذي يطرح نفسه اليوم بإلحاح: ماذا بعد الهدم؟

إن البقعة الأرضية التي كانت تحتضن المشروع غير المكتمل تمثل فرصة جديدة لإعادة التفكير في حاجيات الساكنة. فالمواطنون بسيدي معروف أولاد حدو لا يطالبون سوى بمشاريع تنموية تعود بالنفع المباشر عليهم، من قبيل إحداث مرافق عمومية، ومساحات خضراء، ومؤسسات تعليمية وصحية، إلى جانب بنية تحتية تليق بمستوى النمو العمراني والديمغرافي الذي تعرفه المنطقة.

اليوم، يمكن القول إن الكرة أصبحت بين يدي المسؤولين، الذين تقع على عاتقهم مهمة تحويل هذا الملف من صفحة سوداء في تاريخ التعمير إلى تجربة ناجحة في التنمية المحلية. فهل ستستجيب السلطات لتطلعات الساكنة؟ وهل ستُعتمد رؤية تشاركية تستمع إلى صوت المواطن وتترجم حاجاته إلى مشاريع ملموسة؟

 

الجواب ينتظر من داخل مكاتب القرار، لكن الأمل يبقى قائما في أن يشكل هدم “الباطمات” بداية جديدة لنهضة تنموية في سيدي معروف أولاد حدو، بدل أن يكون مجرد نهاية لقصة طويلة من الإهمال.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)