معاناة مستمرة: أعوان السلطة بعمالة مقاطعة عين الشق يطالبون بتوفير دراجات نارية للتنقل وأداء المهام

متابعة فيصل باغا 

في ظل التطور السريع الذي تشهده مدينة الدار البيضاء، وبخاصة في مقاطعة عين الشق، تستمر معاناة أعوان السلطة الذين يمثلون العمود الفقري للجهاز الإداري المحلي، والذين يواجهون يوميًا تحديات كبيرة في تأدية مهامهم الميدانية. هذه المعاناة وصلت إلى حد المطالبة العلنية بتوفير وسائل نقل مناسبة وخاصة الدراجات النارية، التي تعتبر أداة حيوية لتمكينهم من التنقل السريع والفعال.

تعتبر مهام أعوان السلطة في مقاطعة عين الشق متعددة ومتنوعة، فهي تتطلب حضورًا ميدانيًا مستمرًا لمتابعة شؤون المواطنين، ضبط المخالفات، تنفيذ قرارات السلطات، والوقوف على واقع الأحياء، خاصة في مناطق تتسم بالكثافة السكانية والتداخلات الاجتماعية المعقدة.

لكن التحدي الأكبر الذي يواجه هؤلاء الأعوان هو ضعف وسائل النقل المتاحة لهم، حيث يعتمد معظمهم على السير على الأقدام لمسافات طويلة أو على وسائل نقل غير ملائمة، مما يحد من قدرتهم على الوصول إلى النقاط الحيوية في الوقت المناسب، وتأدية مهامهم بفعالية. ومن هنا جاء مطلبهم المشروع بتوفير دراجات نارية، التي تمنحهم القدرة على التنقل السريع عبر أزقة وشوارع مقاطعة عين الشق الضيقة، مما يسهل عليهم أداء واجباتهم الإدارية والأمنية بشكل أفضل.

المطالبة بتوفير الدراجات النارية ليست رفاهية أو طلبًا غير ضروري، بل هي استجابة لمتطلبات العمل الميداني الفعلي، وقد أصبح إلحاح هذا الطلب ملموسًا نظرًا للأوضاع الراهنة، التي تتطلب سرعة في التدخل وحضور دائم في مختلف أحياء المقاطعة.

في المقابل، لا يزال التردد سيد الموقف لدى الجهات المعنية، ما يفاقم من معاناة الأعوان ويؤثر سلبًا على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. كما أن تأخر توفير هذه الوسائل يزيد من الضغط النفسي والبدني على الأعوان، الذين يسعون بكل جدية لتحسين الوضع العام، لكن دون أدوات مناسبة تساندهم في ذلك.

ومع تزايد حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق أعوان السلطة، فإن التجاهل المتكرر لهذا المطلب قد ينعكس على القدرة التنظيمية للمقاطعة بشكل عام، ويعيق تنفيذ الخطط التنموية والقرارات الإدارية المهمة.

لذلك، من المنتظر أن تتحرك السلطات الإدارية المختصة بعمالة مقاطعة عين الشق على وجه السرعة لتلبية هذا المطلب، وتوفير الإمكانيات اللازمة التي تساعد أعوان السلطة على أداء مهامهم بفعالية، وبالتالي خدمة المواطنين بشكل أفضل.

في النهاية، فإن نجاح أي إدارة محلية يرتبط بشكل مباشر بمدى تأهيل وتجهيز كوادرها الميدانية، فكيف والأعوان هم العين الساهرة على تطبيق القانون وحماية النظام العام؟!

تتابع هذا الملف عن كثب، و ندعو الجهات المسؤولة إلى الاستجابة السريعة لمطالب أعوان السلطة، لضمان استمرارية العمل الإداري في ظروف جيدة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لسكان مقاطعة عين الشق.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)