بوسكورة متابعة فيصل باغا
يعتبر حي عين الجمعة الواقع في جماعة بوسكورة من الأحياء التي تشهد تهميشًا متزايدًا، حيث يعاني سكانه من غياب التنمية المستدامة ومجموعة من المشاكل الحضرية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة حياتهم. فقد تفاقمت معاناة السكان جراء نقص الخدمات الأساسية، مما أثار استياءً واسعًا ويدعو إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة، وعلى رأسها عامل إقليم النواصر.
من أكبر التحديات التي يواجهها سكان حي عين الجمعة هي مشكلة الصرف الصحي، إذ تعاني المنطقة من قنوات صرف صحي غير كافية أو غير منتظمة، مما يؤدي إلى تسرب المياه العادمة في الشوارع وأحيانا إلى انسدادات متكررة تُحدث روائح كريهة وانتشار الحشرات.
هذا الوضع يهدد الصحة العامة للسكان ويخلق بيئة غير صحية، خصوصًا مع اقتراب فصل الصيف، حيث تتكاثر الحشرات التي تنقل الأمراض.
يشكو أولياء الأمور في الحي من قلة عدد المدارس، الابتدائية والإعدادية ثانوي، مما يضطر الأطفال إلى التنقل لمسافات بعيدة للحصول على تعليم أساسي. هذا النقص في المؤسسات التعليمية يعكس إهمالًا واضحًا في التخطيط التنموي، ويؤثر سلبًا على تحصيل الأجيال الصاعدة ومستقبلهم.
تعاني شوارع حي عين الجمعة من سوء حالة الطريق، حيث توجد عدة طرق غير معبدة بشكل جيد، مما يصعب التنقل ويعرض السيارات وأرجل المارة للأذى، خصوصًا في أوقات الأمطار حيث تتحول الشوارع إلى مستنقعات طينية تعرقل حركة المرور.
بالرغم من أهمية المساحات الخضراء في تحسين جودة الحياة وإعطاء المدينة مظهرًا جماليًا، إلا أن حي عين الجمعة يعاني من ندرة أو غياب تام لهذه المساحات، مما يحرم السكان من أماكن للتنزه والترفيه.
أما دار الشباب في الحي، فهو يعاني من حالة من الإهمال وعدم الإصلاح، حيث تنتظر المنشأة إعادة تأهيل وتجهيز لتمكين الشباب من الاستفادة من أنشطة ثقافية ورياضية واجتماعية، وهو ما يشكل خسارة كبيرة لسكان المنطقة.
تغيب الإنارة العمومية عن عدة أحياء وشوارع رئيسية في عين الجمعة، مما يشكل خطرًا على حياة السكان، خصوصًا النساء والأطفال، ويسهل مظاهر الجريمة والاعتداءات الليلية. ضعف الإنارة يشكل أيضًا حاجزًا أمام الحركة الآمنة ويقلل من الشعور بالأمان.
في ظل هذه المعاناة المتعددة والمتداخلة، يوجه سكان حي عين الجمعة نداءً عاجلاً إلى السيد عامل إقليم النواصر، مطالبين إياه بالتدخل السريع والحاسم من أجل تحسين الظروف المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية.
ويؤكد السكان أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بتضافر الجهود بين السلطات المحلية والجهوية، مع إشراك المجتمع المدني وتوفير تمويل كافٍ لمشاريع تنموية مستدامة تلبي حاجياتهم.
يبقى حي عين الجمعة نموذجًا حيًا لكثير من الأحياء التي تفتقر إلى التنمية المستدامة، وما يزداد الطين بلة هو تراكم المشاكل التي تستدعي حلولًا عاجلة وعملية.
الساكنة تنتظر من الجهات المختصة أن تترجم وعودها إلى أفعال ملموسة، بدءًا بإصلاح شبكة الصرف الصحي، وتوسيع عدد المدارس، وتجهيز الطرق، وإعادة تأهيل دار الشباب، وتحسين الإنارة العمومية، وصولًا إلى إرساء تنمية مستدامة تحترم حقوق الإنسان وتلبي تطلعات المستقبل.
تعليقات ( 0 )