شباب متطوع يكتبون فصلًا من الإيثار في أمسية اتحاد الأيادي لخدمة الأرض

مع الحدث: لحسن المرابطي

في مشهد يعيد للعمل التطوعي رونقه، وتحوّل إلى لوحة إنسانية نابضة بالحماس، شهدت قرية “تانفنيت”

بجماعة أم الربيع مساء أمس الثلاثاء، حملة تنظيف استثنائية طالت محيط موقع “المهرجان الثقافي الأول” الذي تستعد جماعة أم الربيع لاستضافته. الحملة التي انطلقت بعد زوال اليوم الإثنين 4 غشت 2025، اجتذبت متطوعين من شباب الجمعيات المشاركة في فعاليات المهرجان، في رسالة مجتمعية صادقة للحفاظ على الجمال ورفع راية المسؤولية البيئية.

تحت شعار :”بيئتنا جمالنا.. نحميها اليوم لنستمتع بها غدًا”، انتشر المتطوعون – حاملين أكياس القمامة. تحوّلت ساحات المهرجان المرتقب وأطراف الطرق المؤدية إليه إلى ورشة عمل مفتوحة، تختلط فيها رشاقة الشباب وبطء كبار السن، تتخللها لحظات من أجواء الضحك وتبادل النصائح، وأحاديث عن جمع العبوات البلاستيكية الفارغة، وحاجة القرية لمزيد من الاهتمام، نظافة، أضواء كاشفة، مسبح جواري، فضاءات للترفيه مجهزة بحاويات للفضلات، وشاحنة لإخلاء الأزبال… أحاديث وأحلام في صميم القرى الفاضلة… هذه الحيوية وهذه الهمم العالية، حوّلت المهمة إلى احتفالية بيئية عفوية.

– فاطمة العزاوي: “رأينا تحضيرات المهرجان فقررنا أن نكون شركاء في نجاحه. لا نريد أن يرى زوارنا قارورات المياه والأكياس البلاستيكية متناثرة في الموقع و بين الخيام!، كما نود من الزوار جمع فضلاتهم إذا غابت الحاويات عن الموقع”..

– محمد سوحسو: – “نفايات البلاستيك تشكل التحدي الأكبر، فكما ترون عن حجم التحدي البيئي في الموقع و في المناطق الريفية عموما، حيث تشكل النفايات البلاستيكية النسبة الأكبر من المخلفات”.

المتطوعون أكدوا ومن خلالهم أفاد الناشط محمد الحناوي على ضرورة توعية الزوار خلال المهرجان بأهمية استخدام حاويات قابلة لإعادة الاستخدام، ونصب حاويات فرز النفايات في كل زاوية.

من جهتهم ممثلو الجماعة أشادوا بالمبادرة، حيث أكد ح. الشادلي: “مثل هذه المبادرات تنسجم والوعي بأهمية النظافة و يجب جعلها سلوكا مستداما. و عبر عن أهمية تكثيف عمليات النظافة طيلة أيام المهرجان، مع حملات دورية بالشراكة مع الجمعيات المحلية.

حملة تانفنيت لم تكن مجرد تنظيف للأرض؛ بل كانت درسًا عمليًا في التضامن المجتمعي، وإعادة تعريف لجمال المكان عندما تتحول القلوب العامرة بالحب إلى أيادي عاملة. وهي تذكير بأن حماية البيئة ليست شعارات ترفع، بل أفعال تزرع الأمل وتجني الثقة.

“القرية النظيفة تعكس روحًا نقية.. وشباب تانفنيت أثبتوا أن التغيير يبدأ بحفنة من التراب تُرفع بأيادي وطن.”

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)