مقتل اللاعب السابق أسامة همام برصاص البحرية الجزائرية يعيد مأساة “قوارب الموت” إلى الواجهة

مع الحدث/ هيئة التحرير

 

شهدت المياه الحدودية المقابلة لمدينة السعيدية ، حادثًا مأساويًا أودى بحياة الشاب المغربي أسامة همام اللاعب السابق لفريق الأمل الرياضي العروي، إثر تعرضه لإطلاق نار مباشر من طرف عناصر تابعة للبحرية الجزائرية، وذلك خلال محاولته الهجرة غير النظامية على متن قارب سريع.

وحسب مصادر محلية متطابقة فإن الحادث وقع بعدما ضل القارب، الذي كان يقل عددًا من الشباب المغاربة، مساره داخل المنطقة البحرية الفاصلة بين المغرب والجزائر. وعوض الاكتفاء بتحذير الركاب أو توقيفهم، لجأت الدورية الجزائرية إلى استعمال السلاح، ما أسفر عن إصابة أسامة بشكل مباشر أرداه قتيلًا في الحين، بينما نجا رفاقه من موت محقق.

الواقعة خلفت صدمة عميقة في صفوف ساكنة جماعة العروي بإقليم الناظور، حيث كان الضحية معروفًا داخل الأوساط الرياضية والاجتماعية بأخلاقه العالية وحضوره الإيجابي، إلى جانب شغفه بكرة القدم التي مارسها في صفوف فريقه المحلي لعدة سنوات.

أسامة في ربيعه العشرين لم يكن سوى واحد من بين آلاف الشباب الذين دفعتهم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية القاسية إلى المجازفة بأرواحهم عبر ما بات يُعرف بـ”قوارب الموت”، بحثًا عن مستقبل أفضل في الضفة الأوروبية.

الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش الحاد حول خطورة الهجرة غير النظامية، وما يترتب عنها من مآسٍ بشرية على حدود البحر الأبيض المتوسط، خاصة في ظل تنامي التعامل الأمني العنيف من بعض الجهات مع المهاجرين، بدل تبني مقاربات إنسانية وتشاركية لمعالجة الظاهرة.

ويُطالب نشطاء وفاعلون مدنيون في الجهة الشرقية بضرورة فتح تحقيق دولي مستقل في ملابسات هذا الحادث، ومساءلة الجهات المسؤولة عن هذا التصعيد الخطير، تزامنًا مع دعوات لتكثيف جهود الحكومتين المغربية والجزائرية من أجل ضبط حدود آمنة تحفظ الأرواح وتمنع تكرار مثل هذه الوقائع المؤلمة.

كما يشدد المتتبعون على ضرورة إطلاق برامج تنموية واستيعابية مستدامة تستهدف الشباب في المناطق المهمشة، تفتح أمامهم آفاقًا جديدة داخل أوطانهم، وتقلل من هواجس الهجرة القسرية نحو المجهول.

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)