ندوة بمراكش تناقش معجزة الماء في المدينة الحمراء
● مراكش _ مع الحدث:
نظم متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب- أمان بمراكش، أمس الخميس، ندوة – مناقشة حول كتاب “معجزة الماء – مراكش مدينة البساتين المثالية”، لمؤلفته سعاد بلقزيز، تلاها حفل توقيع هذا العمل الذي يتناول تاريخ هذه المعجزة في المدينة الحمراء.
ويعالج هذا الكتاب، الواقع في 366 صفحة، “التنمية العمرانية لمدينة مراكش خلال قرون عاشتها الدول التي حكمت المغرب من قبل، وهو حينئذ أرض جرداء”، مبرزا أن “هذه التنمية كانت تساير الماء وهو يقاد من جبال الأطلس الكبير نحو المدينة بمعونة طريقة ذكية للغاية من أجل إنباطه، هي الخطارات، فكانت هذه مصدر معجزة الماء”.
وقالت مؤلفة الكتاب، في تصريح صحفي، إن “فكرة الكتاب نشأت في ذهني إبان إنجاز الدراسة المعمارية لإنقاذ المدينة العتيقة بمراكش سنة 2000، حيث ارتبطت هذه الأخيرة بالتحليل العمراني، وكذا بتطوره، وبتحديد التراث، وبالعديد من الأعمال الرامية إلى تثمين هذه المدينة”، مبرزة أن هذا المؤلف “يسعى إلى أن يكون تكميليا ويدرج معطى جديدا، لكنه أساسي، ألا وهو الماء”.
وأضافت السيدة بلقزيز، في هذا الاتجاه، أن “للماء طابعا قدسيا في الثقافة العربية – الإسلامية”، موضحة أنه “الرابط المباشر بين السماء والأرض، وهبة من الله، حتى يستفيد منها كل من يعيش على الأرض”.
وذكرت بأن “المدينة العتيقة هي، من جهة أخرى، فضاء روحاني يتشكل من عدد كبير من الأولياء (سبعة رجال). فالمقدس حاضر في كل مكان بها، بما في ذلك فن الزخرفة الموجود في النافورات”، مبرزة دور المساجد، باعتبارها “حارسة لماء المدينة العتيقة بما أنها كانت تحتضن الصهاريج الواقعة داخل صحونها”.
وأكد مختلف المتدخلين، خلال هذه الندوة، ومن بينهم مؤرخون، وكتاب، وعلماء الدين، ومهندسون معماريون، وجامعيون، وممثلو القطاعات المعنية، أهمية هذا المؤلف، الذي يسلط الضوء على العلاقة بين العمران والماء، مبرزين أنه يوضح كيف أن الأسر التي حكمت المغرب كيفت سياستها العمرانية وفق النظام المائي.
كما يبرز هذا المؤلف “التنظيم المجالي لأحياء المدينة ولبنية النسيج العمراني، حسب نمط عمراني يصل بذكاء بين البعد المقدس والماء والفن، حيث يفسر هذه العلاقة بين هذه الأجزاء المركبة للنمط باعتباره كلا”.
ونظم عقب الندوة، حفل لتوقيع الكتاب، ولقاء مع مؤلفته، التي حصلت عام 1979 على دبلوم في الهندسة المعمارية من المدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس، وعلى دبلوم في التعمير من جامعة فينسين وعلى دبلوم آخر في إعداد التراب من معهد الجغرافيا بجامعة السوربون بباريس.
وسعاد بلقزيز بالإضافة إلى كونها مهندسة معمارية، فهي مخططة، وعالمة في الجغرافيا وخبيرة لدى المحاكم. وأنجزت عدة تصاميم للإنقاذ والتهيئة، منها تصميم إنقاذ المدن العتيقة بمراكش، وتارودانت، واليوسفية، وآسفي، وهي أيضا خبيرة في الأنسجة العتيقة وفي التراث، حيث ساهمت في العديد من المشاريع الخاصة بالترميم.
وفي مجال إصلاح المناظر الطبيعية، أنجزت عدة مشاريع حدائق ذات أهمية كبيرة، مثل حديقة الحارثي بمراكش، وحدائق حول أسوار المدينة بمراكش، حيث تم دمج متحف مخصص للخطّارات. ومن مشاريعها في هذا الباب إعادة تأهيل حديقة “أكدال بّا احماد” بمدينة مراكش، وعدة مشاريع أخرى لنافورات ضخمة.
Share this content:
إرسال التعليق