جاري التحميل الآن

(هاذي فهامتي ) عدد: (13) 22/08/2022 ” ورطة فرنسا “

بقلم فريد حفيض الدين.

كان الملك محمد السادس واضحا في خطابه بمناسبة ثورة الملك والشعب. خطاب صريح، واضح ولا يحتمل أي تأويل، في ما يخص قضية الصحراء المغربية. أكد الملك أن قضية وحدتنا الترابية هي المعيار الأساسي الذي يقيس به المغرب مصداقية شركائه التقليديين، والجدد. وفي سابقة ذكر جلالته بالإسم الدول الصديقة التي كانت مواقفها إيجابية تجاه قضيتنا الأولى واضحة . المثير هنا أن فرنسا غابت عن اللائحة، وهي من أهم شركاء المغرب التقليديين.
وصلت الرسالة الى العالم، وتوصلت بها فرنسا في حينها وبالتالي عليها فك شفرتها ولو انها لا تحتاج لتشفير.
فرنسا ومنذ ما يقارب السنتين لم تعد تخفي انزعاجها من التقارب المغربي الأمريكي والإسرائيلي ، والبريطاني، والصيني، وحتى الروسي. فرنسا قللت بشكل مثير عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة، بمن فيهم وزراء سابقين، وبرلمانيين، وأطباء، وفنانين، ورياضيين .كما جندت بعض أبواقها الإعلامية لمعاكسة المغرب بمن فيهم بعض المرتزقة المغاربة ،إضافة إلى قضية بيغسوس.
المغرب بدوره نوع شركائه في رسالة واضحة لقصر الإليزي بباريس. اللعبة إذا مفهومة للطرفين.
من سوء حظ ماكرون أن رسالة الملك اليه تزامنت والزيارة التي سيقوم بها يوم 25 من هذا الشهر إلى الجزائر.
ماكرون يعي جيدا أن أي تصريح مساند لمغربية الصحراء من قلب عاصمة الجزائر، قد يفسد عليه كعكة الحصول على الغاز الجزائري بأثمان بخسة كما فعلت إيطاليا. يعي جيدا كذلك مدى تعلق جنرالات فرنسا وهم في الوقت نفسه كابراناتها بقضية الصحراء المغربية، باعتبارها من تحدد مصيرهم، وبقائهم في الحكم، بل هم مستعدون لحرق بلدهم وتجويع شعبهم من أجلها.
ماكرون لا يستطيع كذلك إثارة سخط المغرب ولو بتلميح مشفر إلى مساندة موقف الجزائر الانفصالي…
ماكرون سيحاول الإبتعاد عن مشكل الصحراء المغربية، وأكيد سيتفهم حكام الجزائر هذا. المهم أن تظل فرنسا على مواقفها دون الإعلان صراحة عن مغربية الصحراء.
لكن المغرب لن ينتظر أكثر، ويريد من فرنسا موقفا كما ذهبت في ذلك امريكا واسبانيا وهولندا، ودول أخرى من مختلف القارات.
أظن إن كان هناك إعلان صريح من فرنسا بمغربية الصحراء، سيكون بعد
الزيارة. لكن وحتى لا نكون غير منصفين تجاه فرنسا، لزم التذكير هنا أن هذه الأخيرة كانت دائما في صف المغرب داخل أروقة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي…
هاذي هي فهامتي!!!

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك