(هذي فهامتي ) العدد (06) 29/07/2022 “تخييمة أو تسخسيخة”
بقلم فريد حفيض الدين.
حسب علمي يبلغ طول الشواطئ المغربية 3500 كلم مربع، وهي مساحة تخول لملايين المغاربة من استغلال شواطئهم في أريحية وراحة بال. لكن الواقع شيء مغاير، إذ يظطر الراغب في الاصطياف بالمدن الساحلية إلى اختيار وجهات معينة ومحددة، جلها بالمدن الشمالية للمملكة، خاصة بين مدينة مارتيل والفنيدق في مسافة لا تتعدى الأربعين كلم. اطلعت هذا الصباح على خبر يقول أن عدد المصطافين بمرتيل وصل إلى مليون ونصف زائر.
ليتحول الشاطئ إلى سجن مفتوح.
في حين هناك مئات الكلومترات من الشواطئ المهجورة، والتي لا تتطلب سوى تجهيزات ضرورية بإمكان الجماعات المحلية التي تتبع لترابها هذه الشواطئ من تجهيزها بالمرافق الضرورية، وتصبح مصدر دخل هام لهذه الجماعات. المشكل هنا هو أن الشواطئ المجهزة لاستقبال الزوار هي بدورها تفتقد في معظمها للبنيات التحتية الخاصة بالاصطياف، كالمطاعم، والمقاهي، ووحدات إيواء خاصة بالعائلات، ومرافق صحية، وأمن، ومراقبة وسلامة جودة ما يقدم للزوار من وجبات غذائية، ومرافق ترفيهية وثقافية.
كل ما تعرفه هذه الشواطئ، هي الفوضى في تدبيرها، والتسيير العشوائي لمرافقها. وهكذا نجد اشخاصا يبتزون المصطافين وإجبارهم على كراء الكراسي والطاولات، والمظلات الشمسية في حين يحتل البعض المرفق العمومي للشاطئ ويصبح استغلاله يخضع لتسعيرة حسب مزاج المحتل للملك. ناهيك عن ابتزازات وعنف أصحاب
” الجيليات ” الصفراء، وغلاء أسعار الوجبات الغدائية، والتنقل، واثمنة الفنادق والشقق المفروشة، والتجارة في المخدرات، وانعدام الأمن.
وهكذا تصبح العطلة الصيفية عبارة عن سجن وتعذيب للنفس، عوض العكس.
المشكل للأسف يتكرر كل موسم اصطياف وبنفس الوجهات، ولا شيء يبدو أن الأمور قابلة للتحسن في الأعوام القريبة القادمة على الأقل.
هنآك حلول ناجعة وبأقل التكاليف. يكفي أن تتكلف كل جماعة ترابية ومعها السلطه المحلية بتجهيز الشاطئ التابع لمجالها الجغرافي بأبسط التجهيزات والمرافق الضرورية للاصطياف، وستجني من وراء ذلك ميزانية إضافية تعيد استثمارها من جديد حتى يصبح لها شاطئ يعيد على خزينتها فائضا ماليا مهما يساعدها على تجويد حياة ناخببها…
هذا واقع من يستغل عطلته الصيفية بشواطئ المملكة، اما من لهم ما يكفي كن المال، يختارون وجهات سياحية أخرى لا مجال فيها لابتزاز ومكر أحد. هؤلاء يختارون شواطئ جنوب فرنسا وإسبانيا.
” راه كاين اللي كا يخيم وكاين اللي كا يتسخسخ ”
هذي فهامتي!!!
Share this content:
إرسال التعليق