بقلم : محمود حديدي
صدمت كما صدم الرأي العام المحلي و الوطني من تصريح رئيس جماعة المحبس بإقليم آسا الزاك ؛ و الذي قال خلال تسجيل صوتي مسرب بأن وباء كوفيد_19 أصاب فقط” أعداء الوطن” و أضاف ” الحمد لله ” .
تصريح تم خلال لقاء موسع بمقر عمالة إقليم آسا الزاك ؛ و بحضور عامل الاقليم و العديد من المسؤولين ، و مر مرور الكرام دون إعتراض أو تنبيه أو شجب من لدن الحاضرين .
تصريح ينم عن كراهية مطلقة لجنس البشر ؛ لأن الوباء و البلاء لا يتمناهما ذو ضمير حي لأي مخلوق في الكون ؛ و أن الشماعة التي نخرت جسم هذا الوطن ( الوطنية / الخيانة) هي من يتعلق بها هؤلاء الجهلة ؛ و أعداء الوطن و الإنسانية حقا .
لم أكن أتصور يوما و نحن الذين لازال جرحنا ينزف بسبب وفاة شهداءنا الأبرار ؛ و آخرون من بني جلدتنا يتماثلون للشفاء أن نتلقى صدمة كهذه من رجل كنا نراه أحد أعيان القبيلة ؛ لكن للأسف تبين أننا وضعناه في مقام أكبر منه ؛ و حملناه أمانة لم يقدر على حفظها .
رئيس جماعة المحبس بدل أن يترافع عن احداث مختبر ميداني أو متنقل لتسريع إجراء إختبارات الكشف عن فيروس كورونا ؛ و بدل أن يساهم في حل معضلة أخصائي قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي لاسا الزاك ؛ و بدل أن يواسي أهالي الشهداء ، و أن يدعم المصابين و يواكب حالاتهم المرضية ؛ ها هو يشهر لسانه و يحاول زعزعة استقرار نفسية المصابين ؛ و يدفعهم إلى اليأس و الإحباط خاصة و أن تصريحاته كانت أمام ممثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس .
أنا متأكد اليوم أن الحسرة التي نحاول ابتلاعها على مضض ؛ هي شيء طبيعي لأننا وضعنا ” الحمار” في المضمار و حاولنا أن نربح السباق ضد خيول أصيلة؛ في حين كان علينا أن نعيده ( الحمار ) إلى البيدر لدرس القمح .
Share this content:
إرسال التعليق