حسيك يوسف
كبرنا في حي شعبي، كبرنا بين جدران دار الشباب التي لم تكن مجرد فضاء، بل كانت منبعًا للنور وسط ما كان البعض يراه سوادًا.
كبرنا على حب الكلمة، على عشق الحرف، على شغف السينما والصحافة، وكبرنا على يد أستاذ وأخ، لم يكن مجرد مؤطر ومربي، بل كان صانع حكايات، موجّهًا، ملهمًا، وأبًا روحيًا للكثيرين منا.
اليوم، وأنا أسمع بفوزك، أستاذي وأخي و”ولد الدرب”، بجائزة المغرب للكتاب عن روايتك “حساء بمذاق الورد”، لم يكن الأمر مجرد خبر أدبي عابر، بل كان انتصارًا لكل كلمة زرعتها فينا، لكل فكرة حفّزتنا لنغوص أكثر في عوالم السرد، لكل نقاش أدبي شهدته موائدنا المستديرة ونحن ما زلنا صغارًا نحلم بالكلمات وننسج أحلامًا من الحروف.
“حساء بمذاق الورد”، عنوان يحمل أكثر من مجرد دلالة، هو نكهة الأدب حين يمزج بين الذاكرة والخيال، بين الحكاية والتاريخ، بين التجربة الشخصية والرؤية الفلسفية.
لم يكن غريبًا أن تستأثر الرواية باهتمام النقاد والقراء، فأسلوبك الذي يجمع بين الشعرية والعمق السردي، لطالما كان بصمتك الفريدة التي نعرفها جميعًا.
هنيئًا لك أستاذي، هنيئًا لنا بك، وهنيئًا للأدب المغربي بهذا التتويج المستحق.
سنظل تلاميذك الأوفياء، وسنظل نحمل حب الكلمة الذي غرسته فينا، تمامًا كما تحمل كلماتك عبق الورود في “حساء بمذاق الورد”.
تعليقات ( 0 )