محسن جمال… رحيل صوت مغربي أصيل وذاكرة فنية لا تُنسى

بقلم: حسيك يوسف

فقدت الساحة الفنية المغربية، يومه، أحد أعمدتها البارزين برحيل الفنان **محسن جمال**، الذي وافته المنية بعد مسيرة فنية حافلة امتدت منذ مطلع الثمانينيات. برحيله، يطوي المغرب صفحة من صفحات الطرب الأصيل، ويغيب صوت طالما عبر بصدق عن نبض الناس وإحساسهم.

منذ انطلاقته سنة 1983، استطاع محسن جمال أن ينحت اسمه ضمن جيل الرواد الذين أغنوا الأغنية المغربية العصرية بروائع خالدة. أغانيه مثل “الزين فالثلاثين”، “سمع ليا نوصيك”، “أكيد أكيد”، “يا الغادي فطريق مولاي عبد السلام” لا تزال محفورة في ذاكرة عشاق الفن، بما تحمله من مشاعر صادقة وألحان مفعمة بالأصالة.

لم يكن الراحل مجرد مطرب، بل كان عاشقًا للطرب المغربي، وفنانًا ملتزمًا بجمالية الكلمة وصدق الأداء. تعامل خلال مسيرته مع عمالقة الطرب المغربي، من بينهم عبد الوهاب الدكالي، عبد الهادي بلخياط، محمد الحياني، نعيمة سميح، ولطيفة رأفت، إلى جانب نخبة من الملحنين المرموقين كعبد السلام عامر وعبد الرحيم السقاط.

تميز محسن جمال أيضًا بإتقانه للعزف على آلة العود، التي رافقته في جل محطاته الفنية، وكانت رمزًا لارتباطه الوثيق بجذور الموسيقى المغربية.

برحيل هذا الفنان الكبير، تفقد الأغنية المغربية أحد أبرز وجوهها الصادقة، لكن صوته سيبقى حيًّا في وجدان الجمهور، وذكرى فنه ستظل منقوشة في الذاكرة الجماعية.

وداعًا محسن جمال… رحلت الجسد وبقي الأثر.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)