حين غاب الكبش… ولم تغب فرحة العيد: ذكريات لا تُنسى من عيد 1996

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

قرار الإعفاء يعيد إلى الأذهان محطات من الذاكرة المغربية

مع صدور القرار الرسمي بإعفاء المغاربة من ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لسنة 2025، بسبب الجفاف وارتفاع الأسعار وقلة العرض، تعود إلى الأذهان محطات مشابهة من تاريخ المغرب، حين واجهت البلاد ظروفًا قاسية دفعت إلى اتخاذ قرارات مماثلة.

 

فقد سبق للمملكة أن شهدت إعفاء شعيرة الأضحية في سنوات 1963، 1981، 1996، إلا أن سنة 1996 تبقى الأكثر حضورًا في وجدان المغاربة، نظرًا لكونها ماثلة في ذاكرة الأجيال الحالية، بخلاف السنوات الأخرى التي لم يعشها كثيرون منا.

 

1996… سنة الجفاف والقرار الصعب

في تلك السنة، عانى المغرب من جفاف شديد ألحق أضرارًا كبيرة بالقطاع الفلاحي والثروة الحيوانية. ومع قلة رؤوس الأغنام وارتفاع التكاليف، جاء القرار الملكي من الراحل الملك الحسن الثاني بإعفاء المواطنين من شعيرة الذبح، وهو قرار شجاع وإنساني استقبله المغاربة بتفهم كبير وروح تضامنية نادرة.

 

العيد الذي لم تُذبح فيه الأضاحي… لكن الفرح كان حاضراً

رغم غياب طقس الذبح، لم يكن العيد ناقصًا. لم نشعر بغياب أو نقصان في الفرحة، فالأطفال حصلوا على ملابس جديدة، والبيوت تزينت كعادتها، والزيارات العائلية تبادلت التهاني وصِلة الرحم. بل إن الذاكرة لا تزال تحتفظ بمشاهد الأطفال الذين كانوا قبل العيد يخرجون إلى الأزقة يقلدون أصوات الخرفان، ومنهم من كان يرتدي “هيضورة” صغيرة في تقليد عفوي يعكس براءة واحتفالًا خاصًا.

 

في الأسواق، أقبل البعض على شراء كميات محدودة من اللحم من الجزارين، لتحضير أطباق رمزية تبقي على نكهة العيد، في حين ركّز آخرون على المعنى الروحي والاجتماعي للمناسبة، في زمن كانت فيه البساطة عنوانًا للتعايش مع الظروف.

 

2025… استرجاع لدرس قديم في ثوب جديد

واليوم، ونحن نعيش إعفاءً جديدًا في سنة 2025، تختلف المعطيات ولكن تتكرر الحكمة: التضحية ليست دائمًا ذبحًا، والفرحة لا ترتبط فقط بالكبش. بل إن الأزمات تعلّمنا أن عيد الأضحى في المغرب هو مناسبة للتراحم، للفرح الجماعي، وللتشبث بالقيم الأصيلة، مهما تغيرت الظروف.

 

عيد لا ننساه… لأنه عرّفنا على معنى آخر للبهجة

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)