مع الحدث وجدة
وسط حديقة للا عائشة، القلب النابض لمدينة وجدة، يرقد المسبح البلدي كجسد بلا روح، تحيط به أسوار الذكرى وتغلفه حسرة التهميش. قبل سنوات، كان هذا الفضاء متنفسًا حقيقيًا لساكنة المدينة، وملاذًا للأطفال والشباب خلال أشهر الصيف الحارقة. أما اليوم، فهو صامت، مغلق منذ 2019، كأن الزمن توقف بين جدرانه.
المسبح الذي عرف تأهيلاً ملكياً سنة 2008، ظل نموذجاً لمرفق عمومي ناجح، يجمع بين الرياضة والترفيه، ويُسهم في محاربة الإقصاء الاجتماعي عبر أسعار رمزية لا تتجاوز قدرة الأسر البسيطة. كان مشهد الأطفال وهم يتعلمون السباحة، والشباب وهم يتبارون في الرياضات المائية، جزءاً من الحياة اليومية لوجدة في صيفها الطويل.
لكن هذه الصورة لم تدم طويلاً. فقد أدى تآكل البنية التحتية، وظهور تسربات مائية ضخمة، إلى إغلاقه. ومع انتهاء عقد التدبير، دخل المسبح نفق الإهمال. مشاريع إعادة التأهيل طُرحت، وميزانيات خُصصت، لكن التنفيذ بقي مؤجلاً، يُجهضه الصراع داخل المجالس المنتخبة أو غياب إرادة حقيقية لإنقاذ هذا الفضاء العمومي.
أكثر من خمس سنوات مرت، والمسبح لا يزال مغلقًا. في كل صيف، تتكرر التساؤلات: إلى متى سيظل هذا المرفق رهين الحسابات السياسية؟ وهل يليق بمدينة بحجم وجدة أن تفتقر لمسبح عمومي يليق بتاريخها وساكنتها؟
اليوم، المطلب واضح: إعادة الحياة إلى هذا المرفق ليست ترفًا، بل ضرورة اجتماعية ورياضية وإنسانية. فالمسبح البلدي ليس مجرد حوض ماء، بل مرآة لكرامة المواطن الوجدي، وحقه في الترفيه والتكوين. فهل من مستجيب؟
تعليقات ( 0 )