مع الحدث : ذ لحبيب مسكر
في خضم موجات الحرّ التي تعرفها البلاد، يتحوّل شاطئ المهدية إلى وجهة مفضّلة للباحثين عن الاستجمام، حيث يشهد الشاطئ توافدًا كبيرًا من المصطافين من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية. وبينما يُفترض أن يواكب هذا الإقبال تعزيز الأمن والتوجيه، خاصة من طرف معلّمي السباحة، تفاجأ المواطنون بسلوكيات تفتقر إلى حسّ المسؤولية من بعض هؤلاء المكلّفين أساسًا بحماية الأرواح.
فبدل التركيز على توجيه المصطافين إلى المناطق الآمنة ومراقبة أي تهوّر أو ابتعاد عن الشاطئ، شوهد عدد من معلمي السباحة وهم ينهمكون في مباريات لكرة القدم على الشاطئ، غير آبهين بحرمة الفضاء العام، ومتجاهلين شكايات المواطنين الذين استغربوا هذا الإهمال المتعمّد، خاصة أن الراية الصفراء كانت مرفوعة، مما يعني أن البحر ليس في حالة هدوء تام.
ويتساءل عدد من رواد الشاطئ: من يراقب الأطفال الذين قد يتعرضون لتشنجات أو حوادث غرق مفاجئة؟ فالتدخل السريع في مثل هذه الحالات لا يحتمل التهاون أو الانشغال بأمور جانبية.
الأدهى من ذلك أن معدات الإنقاذ التي سلمتها الوقاية المدنية لمعلمي السباحة، شوهدت في أيدي أطفال من عائلاتهم، يلعبون بها كما لو كانت ألعابًا شاطئية، وهو ما يعكس درجة الاستهتار وعدم الجدية في التعامل مع هذه المهام الحيوية.
وما يزيد من قتامة الصورة، هو جلوس بعض المدمنين ومدخني الحشيش بجانب هؤلاء المعلمين، دون أي اكتراث بسمعة المهنة أو أمن المصطافين.
إن ما يجري في شاطئ المهدية يدق ناقوس الخطر، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول المتابعة والمراقبة، وضرورة تفعيل دور الجهات المسؤولة لوقف مثل هذه التصرفات التي قد تُكلّف أرواحًا بريئة ثمن هذا الإهمال.
تعليقات ( 0 )