الرحمة دار بوعزة: شباب مُحاصر في ملعب خارج القانون!

بوشعيب مصليح دار بوعزة

رغم الحيوية الكبيرة التي تعرفها منطقة الرحمة بدار بوعزة، فإن البنية التحتية الرياضية تظل نقطة سوداء تُفرغ كل الطموحات من معناها، وعلى رأسها ما يعانيه شباب وفرق المنطقة من معاناة يومية بسبب ملعب وحيد لا يستوفي الشروط القانونية.

الحديث هنا عن ملعب “أليانس الرحمة”، الذي لا تتجاوز مساحته 90×45 مترًا، ما يجعله خارج المعايير التي تفرضها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الجهوية، وهو ما خلق اختناقًا حقيقيًا لدى الفرق المحلية، التي تجد نفسها محرومة من التباري بشكل رسمي.

التزام بالهزيمة قبل اللعب!

في سابقة مثيرة، اضطرت بعض الفرق إلى توقيع التزام بالهزيمة عند بداية المباريات، لأنها مجبرة على اللعب فوق أرضية لا يعترف بها القانون، في مشهد يعكس حجم الخلل والتهميش الذي يطال القطاع الرياضي بالرحمة.

ورغم كل هذا، ما زال صمت المسؤولين يخيم على الوضع، دون أي إجراءات ملموسة لتصحيح المسار أو تقديم بدائل معقولة.

إصلاح مرتقب.. ولكن بنفس الخطأ!

تداولت صفحات محلية أخبارًا عن قرب انطلاق إصلاح شامل للملعب بتكلفة تناهز 10 ملايين درهم، وهو ما أعاد الأمل إلى نفوس الشباب، قبل أن يتأكد أن المشروع المرتقب لن يُغيّر شيئًا في بنية الملعب، بل سيُكرّس الوضع نفسه من خلال تجميل الفضاء دون معالجة أصل المشكلة.

تساؤلات حول الجدوى والمحاسبة.

هذا المعطى فجّر موجة استياء وسط جمعيات وفاعلين رياضيين، الذين عبّروا عن غضبهم من تكرار سيناريو “الإصلاح الصوري”، متسائلين عن الجدوى من صرف أموال عمومية في مشاريع لا تستجيب للمعايير القانونية، متهمين بعض الجهات بالسعي فقط لربح النقاط السياسية على حساب مصلحة الشباب.

مطالب الشباب: ملعب قانوني وليس زينة شكلية

يطالب شباب الرحمة اليوم بـ:

إحداث ملعب مطابق للمعايير القانونية، يستوعب العدد الكبير من الممارسين.

وقف العبث المالي، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

إشراك المجتمع المدني في بلورة المشاريع الرياضية وتدبيرها.

في انتظار ذلك، تبقى الرياضة في الرحمة عنوانًا للخيبة لا للفرص، وصورة أخرى من صور الإقصاء الذي يعصف بأحلام جيل كامل.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)