ذكرى استرجاع وادي الذهب… يوم انتصر التاريخ للوحدة الترابية

مع الحدث/ هيئة التحرير

 

في مثل هذا اليوم من 14 غشت 1979، دوّن المغرب إحدى أبهى صفحات تاريخه الحديث، حين استعاد إقليم وادي الذهب إلى حضن الوطن الأم، في حدث تاريخي حافل بالدلالات الوطنية والرمزية، ومليء بالدروس والعبر في مسار الدفاع عن الوحدة الترابية.

لم يكن ذلك اليوم محطة عابرة بل تتويجا لمسيرة كفاح طويلة ومريرة، خاضها المغاربة بقيادة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وبتضحيات جسيمة من أبناء الصحراء الأوفياء، الذين رفضوا الخضوع للاستعمار الإسباني، وظلوا أوفياء لبيعتهم العريقة للعرش العلوي المجيد.

بدأت مسيرة التحرير من طرفاية في 15 أبريل 1958، مرورا بسيدي إفني في 30 يونيو 1969، وصولا إلى الأقاليم الجنوبية التي التحقت بالوطن عقب المسيرة الخضراء المظفرة في 6 نونبر 1975، ثم جاء يوم النصر الكبير في وادي الذهب سنة 1979، ليكتمل عقد السيادة الوطنية على تراب المملكة.

يومها احتشد أعيان وشيوخ القبائل الصحراوية في قلب مدينة الداخلة، ليجددوا بيعتهم للعرش، في مشهد وطني مؤثر يجسد أسمى معاني الوفاء والانتماء، وسط أجواء من الفرح والفخر والاعتزاز. وكانت تلك اللحظة إعلاناً صريحاً بأن إرادة الشعب المغربي، المتجذرة في التاريخ، لا يمكن أن تنكسر أمام أي قوة استعمارية.

وها هي الذكرى اليوم بعد 46 سنة، تظل شاهدة على أن الوحدة الترابية للمغرب ليست خياراً سياسياً عابراً، بل عهد مقدس راسخ في وجدان الأمة، ومشروع أجيال متعاقبة تواصل البناء والتشبث بأرضها من طنجة إلى الكويرة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)