بعد قمة ألاسكا… لقاء ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض يرسم ملامح سلام محتمل

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر 

 

بعد أيام قليلة من القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، احتضن البيت الأبيض اجتماعاً جديداً بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لحظة سياسية فارقة. اللقاء حمل في طياته شروطاً مثيرة للجدل، حيث طالب ترامب أوكرانيا بالتخلي عن شبه جزيرة القرم والتعهد بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، معتبراً أن هذه الخطوات أساسية لوقف الحرب التي تستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

قمة ألاسكا كانت قد مهدت الطريق لمسار تفاوضي جديد بعدما أبدى بوتين، وفق ما كشفه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، استعداداً لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا والتفكير في ترتيبات تخص تبادل أراضٍ، وهو ما اعتبره زيلينسكي غير كافٍ ما لم تكن الضمانات أقوى وأكثر مصداقية من تلك التي فشلت سابقاً، في وقت لم تعلن فيه موسكو رسمياً أي التزام من هذا النوع.

زيلينسكي دان الضربات الروسية الأخيرة التي خلفت عشرة قتلى على الأقل، واعتبرها محاولة واضحة لعرقلة المسار الدبلوماسي، مؤكداً أن بلاده بحاجة إلى ضمانات أمنية موثوقة.

أما ترامب، فقد فتح الباب أمام تحول كبير حين لم يستبعد إمكانية إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا دعماً لأي اتفاق سلام محتمل، موضحاً أن أوروبا ستكون في خط الدفاع الأول، لكن الولايات المتحدة ستظل منخرطة في العملية.

 

الرئيس الأمريكي تحدث أيضاً عن «فرصة معقولة» لإنهاء الحرب من خلال اجتماع ثلاثي يجمعه بزيلينسكي وبوتين، قائلاً إن العالم بأسره قد سئم من هذا الصراع وحان الوقت لإنهائه.

 

ورد زيلينسكي بالتأكيد على أن أوكرانيا تحتاج إلى سلام عادل ودائم، ليجيب ترامب بأن السلام سيتحقق وسيكون دائماً.

ورغم ثقل الملفات المطروحة، حمل اللقاء جانباً بروتوكولياً طريفاً حين سلّم زيلينسكي ترامب رسالة من زوجته موجهة إلى ميلانيا ترامب، ما أثار جواً من الدعابة داخل القاعة. وبين ما حملته قمة ألاسكا وما دار في لقاء البيت الأبيض، يبدو أن مسار المفاوضات دخل مرحلة جديدة قد تحدد مستقبل الحرب والسلام في أوكرانيا.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)