تغيرات مهمة في الخريطة الجيوسياسية للعالم
إدريس بوكيس
من يدقق في الخريطة الجيوسياسية للعالم
لايمكن ان يمر عليها ، الا وقد لاحظ التغيرات
المهمة والتحالفات الجديدة ،والتي من شأنها ان تحدث تغيرات جذرية في العالم وفي جميع المجالات خاصة الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
ففي مطلع سنة 2020 وبعد تطبيع العديد من دول الشرق الاوسط وشمال إفريقيا مع اسرائيل،
ورفع مستوى التعامل معها من السر الى العلن .
شهدت ايضا منطقة اسيا تغيرات لا تقل اهمية من حيث نوعيتها ،والتي تتجلى في سيطرت طالبان على افغانستان وبشكل مفاجئ وانهيار النظام الذي اقامته امريكا هناك منذ 2001 واستمر لمدة 20 عام
وصرفت على دعمه مليارات الدلارات ،ولجيشه معدلت من احدث انواع العتاد العسكري،
وانسحاب الجيش الامركي من مقبرة الامبراطوريات افغانستان.
من شرق جنوب اسيا الى جنوب غربها وبالظبط علاقات إيران بالصين وروسيا الحليفين الاستراتيجيين لها،والذين ادخلاها الى نادي منظمة شانغهاي للتعاون ،وهي منظمة دولية للتعاون الامني والسياسي والاقتصادي الاوراسية وقد انشأت سنة 2001 ،هذه المنظمة تعني الشيئ الكثير لايران .
وغير بعيد عن الموقع الجغرافي وتحديدا بسوريا الجريحة واحداتها التي تتجلى في تفاهمات بين نظام الاسد ومجموعات المعارضة المسلحة ،
وكذا بين الاطراف الدولية المتدخلة في الازمة السورية وبالظبط روسيا وتركيا حول إعادة تمركز قواتهما ونفوذهما هناك.
وموقع سوريا المحادي للبنان وفلسطين لن تمر احداتها دون تحريك المياه في الاقليم .
وإنتقالا الى القارة العجوز الشقراء بالظبط التطور الحاصل في الاعلاقات الفرنسية من جهةو الامركية
الاسترالية من جهة اخرى والتي تخلت القارة الاسترالية عن اتفاق تزويدها بغواصات فرنسية
وتعويضها بالامركية ،هذا النقظ احدث شرخا واضحا في العلاقات الفرنسية بهذه الدول والذي دفعها الى البحث عن سوق جديد لمنتجاتها العسكرية.
وما زاد الطين بلة تحت اقدام فرنسا هو توتر علاقاتها بالعديد من مستعمراتها القديمة وخاصة شمال افريقيا .وعلى ذكر شمال القارة السمراء،فهو ايضا شهد احداث مهمة نظرا لموقعه الاستراتيجي ،
فالمغرب منذ مطلع 2020 شهد احداث الكركرات ومناوشات مع عناصر البولساريو التي بين الفينة والاخرى تحاول إختراق الجدار الامني العازل .
وكذا إعتراف امريكا بمغربية الصحراء
وفتح قنصليتها العامة فيها وتبعتها في ذلك العديد
من دول العالم في خطوتها الجريئة ،ومشاركة دول جديدة في مناورات الاسد الافريقي لسنة 2021.
زيادة على ذللك توقيع اتفاقيات اقتصادية مهمة مع المملكة المتحدة ومنها تزويد بربطانيا بالكهرباء المغربي عبر خط بحري.
وفي جارته الجزائر التي فقدت جنرالا ورئيسها السابق وتقهقرها مع صنيعتها البوليساريو امام المغرب في العديد من نقاط التماس .
عموما الخريطة الجيوسياسية الجديدة للعالم بدأت في التشكل وتأخذ منحى جديد ستغير وجه العالم .
فكل دولة تعيد تموقعها الجيوسياسي وتغير تحالفاتها الاقتصادية والعسكرية .
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق