(هذا جهدي عليكم ) 25/06/2022 العدد(58) “دبلوماسية الرياضة و دبلوماسية العسكر”
فريد حفيض الدين
عسكر الجزائر يفشل ألعاب البحر الأبيض المتوسط حتى قبل انطلاقتها الرسميه مساء اليوم، وبذلك أعطى صورة مشوهة عن الجزائر بعد أن رفض دخول وفد إعلامي مغربي بلدهم بمبررات لا يقبلها عقل ومنطق.
مهزلة دبلوماسية أخرى، تضاف إلى مهازل هذا النظام العسكري الديكتاتوري الشمولي.
المغرب وبواقعية دبلوماسية رزينة، قرر المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط برغم قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وإغلاق مجالها الجوي في وجه الطيران المغربي. برغم كل هذا توجه الوفد الرياضي المغربي إلى وهران عن طريق تونس برغم بعدها جغرافيا عن المغرب متحملا مشاق سفر كان سيدوم ساعة عوض أكثر من ست ساعات وتغيير الطائرة في تونس، والاتجاه منها إلى الجزائر.
كل هذا لأن المغرب يؤمن بأن الدبلوماسية الرياضية بإمكانها خلق فرص تقريب وجهات النظر وفرص السلم والسلام بين الشعوب حتى في ظل الأزمات السياسية.
للأسف لم يفهم عسكرالجزائر رسالة المغرب حين قرر المشاركة والحضور بوفد رياضي يتجاوز المائة رياضي ورياضية.
هذه الطغمة العسكرية الحاكمة لا تؤمن بشئ إسمه الدبلوماسية الرياضية، أو أي نوع آخر من الدبلوماسية. ما يتفنن فيه العسكر هي إهانة شعبهم وحط كرامتهم، ولا تهمهم صورة بلدهم في الخارج. ما يهمهم هو البقاء في السلطة عن طريق خلق عدو خارجي، وهذه عقيدتهم منذ أن استولوا على الحكم سنة 1962.
العسكر يخاف من الحرية، والاختلاف، والواقع. لهذا قرر منع حضور إعلاميين مغاربة مخافة أن ينقلوا للعالم واقع هذا البلد الذي أصبح بلد طوابير بامتياز. كل المواد الغذائية الأساسية تلزم المواطن الاصطفاف في طوابير لا منتهية للحصول على كيس حليب مجفف أو قنينة زيت. حتى الماء الشروب، لا يصل إلى المواطن عبر جل مدن الجزائر غير ساعات محدودة في اليوم، وأحيانا ينقطع لأيام. هذه الحقيقة أكدها الرئيس الجزائري بنفسه البارحة من وهران حيث يتواجد. وفي اجتماع مع مسؤولي المدينة طلب الرئيس منهم العمل على إيصال الماء الشروب لسكان وهران ولو لساعات في اليوم. هذا ما قاله الرئيس ولست أنا( وشهد شاهد من أهلها) المصيبة هنا، أن الشاهد هو المسؤول الأول في البلد….
شهادة أخرى جاءت من رياضية إسبانيا مشاركة في الدورة المتوسطية. هذه الأخيرة في تدوينة لها أكدت لوالدتها أنها تفاجأت لغياب مسبح في القرية التي تأوي الرياصيبن. ( المسكينة لا تعلم أن سكان وهران لا يجدون الماء حتى بعد قضاء حاجياتهم الطبيعية )
واشارت إلى أن القرية المتوسطية لا تتوفر على المرافق الرياضية والترفيهية وأن ما يقدم لهم من وجبات غذائية يفتقر لمعايير ما تتطلبه تغدية الرياضيين من النخبة.
وفي صورة مليئة بالسخرية، قالت الرياضية الإسبانية في تدوينتها إلى والدتها أنها لا زالت على قيد الحياة.
أكثر من هذا الوصف، لا يوجد إلا في بلد الكابرانات.
في الجزائر لا وجود لشيء، كل ما يوجد هو العسكر والطوابير.
المضحك المبكي أن وزير التجارة الجزائري، في رده على سؤال بالرلمان عن معضلة الطوابير في البلد أجاب من أن لا عيب في وجودها لأنها ” فعل حضاري ”
أسيدي إلى كانوا الطوابير فعل حضاري، الله إدومهم عليكم…
هذا جهدي عليكم!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق