صناعة التشرميل تعود إلى فضاءات وسائل التواصل الاجتماعي.
مع الحدث البيضاء
لم تأت ظاهرة “التشرميل” من المريخ، ولا هي بنتٌ شرعية لثقافة الشعب المغربي المتشبع بقيم الدين الإسلامي الحنيف. إذن فما هي أسباب نمو هذه النبة الخبيثة بهذه الأرض الطيبة؟
في نظري الجواب يكمن في الثقافة والإعلام، فالقضية لا تعالج بشن حملة أمنية هنا أو هناك، أو إلقاء القبض على بعض الضحايا المغرر بهم، الأمر أعمق من ذلك بكثير، فالمشكل يتداخل فيه التاريخ مع الجغرافيا. فكيف ننتصر على ظاهرة “التشرميل” وهي مساندة بإعلام وثقافة مضادين لتوجه الأمة المغربية؟
إن المغرب بموقعه الجغرافي يطل برأسه على أوروبا، وجذوره تضرب عميقا في إفريقيا، كما شكل منذ القدم منطقة عبور لحضارات عديدة تأثر بها وأثر فيها، وهو الرابط بين ثقافة الشمال الأوروبي وثقافة الجنوب الإفريقي، لأنه ليس فقط ممرا تجاريا للبضائع “المادية” بل هناك أفكار تواكب هذه التجارة وتحل معها حيث حلت، لهذا ففرضية التأثر سلبا وإيجابا واردة. إذن فموقعنا الجغرافي يفرض علينا تدابير وإجراءات صارمة لتحصين ثقافتنا دون انغلاق تام أو انفتاح تام، فهل نجحنا في هذا الإختبار؟ في نظري لا يمكن الجزم بجواب شافي كافي، ببساطة فالأمر معقد ونسبي، لقد ترك الإستعمار الفرنسي والإسباني نذوبا عميقة في الثقافة المغربية المحافظة، ومع الأسف هناك من ينوب عنه في رعايتها بعد طرده من البلاد بعد مقاومة شرسة ضحت بالروح من أجل استقلال المغرب، لحسن حظ المغاربة لم يمكث الإستعمار الفعلي للمغرب إلا 44 سنة، لكنه استطاع تربية نخبة متغربة تسعى بكل قوة للحفاظ على مصالحه، وطبعا لا نقصد بالمصالح هنا المادية فقط، بل تتعداها إلى الأمور الثقافية وهذا أخطر.
لهذا فهذه النخبه لها نفوذ مالي وإعلامي كبير تستطيع من خلاله نشر ثقافة مضادة للموروث الثقافي للشعب المغربي، لقد حاولوا تخريب الأسرة التقليدية بنشر ثقافة “خطة إدماج المرأة في التنمية”، التي كانت “خطة” محكمة لمسخ هوية المغاربة بتشجيع الإنجاب خارج الضوابط الشرعية “المرأة العازبة” طبعا هذا يستوجب أبا “عازبا” لنصل إلى عائلة “عازبة” ثم في النهاية لنصل إلى شعب”عازب”. ومن مشتقات الخطة “الجندر” وهو الزواج المثلي” ثم الإرتباط “الحر” على وزن السقوط الحر طبعا في مستنقع الرذيلة. فبالله عليكم عندما نصل إلى هذه الفوضى الجنسية “الخلاقة”، فهل سننعم بالإستقرار النفسي أو المادي؟ إنها الشرارة التي ستفجر الأسرة والبلاد معها بعد ذلك، وبذلك سيصبح “التشرميل” مجرد نقطة في بحر الإعصار الذي سيُغرق الجميع.
ففي نظري كلما توجهنا صوب ثقافة الشمال الأوروبي سنجد حقوق الإنسان ولا نجد” الإنسان” أمثلة على ذلك؛ شرعنة زواج الرجل بالرجل، والمرأة بالمرأة، كما تم توفير شواطئ للعراة وحدائق للعراة حيث يحق لراغبين في التعري ممارسة هواياتهم دون قيود، فالإنسان الأوروبي وصل إلى درجة أصيب فيها” بثخمة” الحقوق ليفقد في الأخر آدميته، إنه العبث فحتى الحيوان لم يصل إلى هذا المستوى من الإنحدار. وفي المقابل كلما توجهنا صوب الجنوب إفريقيا إلا ووجندنا الإنسان ولا نجد له حقوق، أمثلة؛ نجد الرجولة، المروئة الغيرة، فعلى الأقل لازال هناك الرجل”رجل” والمرأة “مرأة” أي الفطرة لازالت سليمة، لكن مع الأسف ليست لهم حقوق لا مادية ولا معنوية.
إن ظاهرة” التشرميل” ليست بسبب الثقافة وحدها، بل هناك مساند رسمي إنها صناعة إعلامية كذلك، فالقناة الثانية “دوزيم” مثلا تقوم بمجهود لابأس به لتحسين أداء الشباب المقبلين على هذا النشاط، ولو بطريقة غير مباشرة أوحتى دون”قصد” منها، كيف ذلك؟ الجواب يكمن في البرنامج الرائع “أخطر المجرمين” والذي أعتبره بمثابة دروس الدعم والتقوية في ميدان الإجرام، وكذلك البرنامج الممتاز”مداولة” حيث أن هذه البرامج “مشكورة” تقدم جرائم وقعت وكيف تم إلقاء القبض على المجرم بسبب أخطاء ارتكبها، ولسان حال البرنامج يقول:”أيها المجرم الشاب إحذر هذه الهفوات وكن أذكى من هذا المجرم “الكامبو” لتفلت من العقاب وتستطيع محو أثار الجريمة..بالتوفيق..” إن مثل هذه البرامج عندما تلتقي بثقافة الخمور والقرقوبي فهي الطريق المعبد للإجرام. رجاء أوقفوا هذه البرامج واليقم الإعلام بدوره الحقيقي في ربط الشباب بثقافتهم الحقيقية الأصيلة دون توجيه من مراكز الإستعمار.
وابالمعطي أش ظهرليك فالتشرميل بغيت ليهم لهريسة، أو الله يهدي ما خلق.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق