فريد حفيض الدين ” هذا جهدي و هاذي فهامتي” “حل رمضان، رحل رمضان ….” ماذا تغير؟ “

فريد حفيض الدين

العدد (35)
24/04/2023
حل رمضان ورحل رمضان ، وعقارب الساعة الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب لا تزال عاجزة عن الدوران. توقف هذه العقارب لم يكن خاصا برمضان، بل على الأقل منذ زمن حكم البيجيدي على امتداد ولايتين ، واستمرار نفس الحال مع حكومة الأحرار بعد سنة ونصف ، على تحملها زمام تسيير الشأن العام.
الحزبان معا فشلا في تحريك عقارب هذه الساعة، وحل شفرتها الاقتصادية والاجتماعية ، بما يوفر للمواطن مناخا يوفر له نمط عيش ولو في حدوده الدنيا.
للأسف اختبأ الجميع وراء ظواهر طبيعية كالجفاف ، و أزمة كورونا ، وأخيرا وراء مخلفات الحرب الروسية الاوكرانية. صحيح ان لهذه الأزمات وقع كارثي على معظم اقتصاديات العالم. لكن ان نعلق شماعة فشلنا عليها ، أرى فيه شيء من الهروب من تحمل المسؤولية ، وإخلال بالميثاق السياسي والأخلاقي الذي يجمع الناخب والمنتخب. لماذا ؟
لأن دور الحكومة عند تدببر الشأن العام ، هو الاستشراف ، واستباق الأحداث ودراستها ، وتدبير الأزمات ، وابتكار حلول مناسبة لها ، أو الإنسحاب والاعتذار للناخب.
والسؤال الجوهري في نظري الشخصي ، يكمن في معضلة التوزيع الغير العادل للثروة بالمغرب. وهذا هو لب المشكل بل( أبوه وحتى أمه) غير هذا سنضل نجتر إلى ما لا نهاية
كل الأزمات ، ولن نخرج منها إلا بحل هذه الإشكالية. صحيح أن هذا يتطلب ثورة مجتمعية فكرية، وثقافية ، ونفسية ، وشجاعة سياسية، و أخلاقية ، وانخراطا كليا لجميع مكونات المجتمع ، وطبقاته الغنية والفقيرة ، والى نخب سياسية ، وحزبية ، ونقابية ومثقفة ، وإلى إيمان قوي من الكل بأن خلاصنا ، وخروجنا من إزدواجية الغنى الفاحش والذي يقابله الفقر المقذع ، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال ثورة وتغيير شامل للوصول إلى مفهوم الدولة الإجتماعية والمتضامنة بين كل مكوناتها…
هذا لا يعني اني أطالب بدولة عادلة مائة بالمائة ، أو إلى مدينة افلاطون الفاضلة. همي أن نتقاسم الثروة بشيء من العدل ، ولكل فرد نصيب ، يضمن له على الأقل مدرسة، ومستشفى يعالجه ، وبيتا يأويه هو وأولاده ، وعملا بحسب مؤهلاته ، و وسائل نقل عموميةفي المستوى ، وتغطية صحية شاملة ، وتقاعد مريح يريحه بعد سنوات من العمل ، ومقبرة تؤمن له قبرا لا يتبول عليه زوار المقابر من المتسكعين والجانحين….
يوم نصل إلى هذا المستوى من العيش الكريم للجميع ، أحياءا واموات ، حينها سنكون فعلا أمة تعيش داخل وطن يتسع لجميع أبنائه. الى ذلك الحين ، عيدكم مبارك سعيد…
هاذا جهدي و هاذي

فهامتي

 

Please follow and like us:
Pin Share

Related Posts

توقيف متورطين في سلسلة من السرقات بعد تدخل أمني ناجح بمراكش

مع الحدث براهيم افندي  شهد حي صوكوما بمراكش، يوم أمس، تدخلًا أمنيًا أسفر عن توقيف ثلاثة أشخاص يُشتبه في تورطهم في قضية سرقة من داخل سيارة، استهدفت مبلغا ماليا مهما.…

شاب ينجو من الغرق والبحث متواصل عن مرافقه

محي الدين البكوشي      تعيش منطقة قنطرة “أسكار” بضواحي تاونات، منذ مساء الثلاثاء 8 أبريل الجاري، على وقع حادث غرق مأساوي بعدما سقط شاب في مقتبل العمر وسط مياه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
YouTube
Instagram
Telegram