على الجانب الآخر.. جنود الاحتلال ينهارون تباعا.
رضا البوكيلي.
رغم التوجه الاعلامي المنحاز للرواية الصهيونية، خلال تغطيته لعملية طوفان الأقصى، والعمليات الإرهابية التي يقودها الاحتلال ودول الغرب. بالترويج لكون جيش الاحتلال يسيطر على الوضع، وماض في طريقه لاجتثات المقاومة الفلسطينية.
إلا أن جزء كبير من الصورة غير بارز بالشكل الكافي، ويتعلق الأمر بالانهيار الذي يمر به الكيان.
بغض النظر عن الخسائر الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية والعسكرية، التي يتكبدها الكيان الصهيوني، سنركز هنا على الجانب البشري، فجيش الاحتلال اليوم في أسوء حالاته.
حيث عقدت مؤخرا لجنة الكنيست الخاصة باليهود المصابون بصدمة حرب، جلسة نقاش طارئة لتتبع الوضع النفسي فكانت الكارثة، حيث أعرب الجنود الحاضرون عن سخطهم مما يجري ومن إهمال وضعيتهم الصحية والنفسية، وعدم توفير العلاج.
فيما صرح أحد الجنود، أن 20 جندي انتحروا، لكونهم يعانون من صدمة ما بعد الحرب.. فقط منذ طوفان الأقصى.
بينما اشتكى آخرون من القلق، نوبات الهلع، الأرق، التبول اللاإرادي.. لكون “الضحايا يلاحقونهم في المنام”.
هذا الوضع النفسي الهش ليس جديدا، أجريت سابقا عدة دراسات في هذا الباب، تحت عنوان “كرب الحرب” أو “إضطراب ما بعد الصدمة” عند الجنود..
لكن الظاهرة في تصاعد مستمر خاصة مع طوفان الأقصى التي شكلت عملية نوعية يوم السبت 7 أكتوبر الجاري، مخلفة صدمة كبيرة وجرح نفسي عم الكيان، إذ كيف لجيش مصنف هو الرابع عالميا ويُعٓرّٓف بأنه “لا يقهر” بقبة حديدية وأسلحة تتبع استراتيجي.. يفشل استخباراتيا ولم يستطع احتواء الوضع لحدود اللحظة!!!
هذا غير وارد في ذهن أفراد الجيش، لطالما تم تلقينهم أسطوانة التفوق التقني المادي الجاف، المرتبط بالتداريب المكثفة على أشكال الاقتحام والاشتباك، والأسلحة بكل أنواعها، والعدد الكبير مقارنة بعناصر المقاومة، بالإضافة للمواكبة النفسية، وتصوير الأمر على أنه مجرد “نزهة”.
لكن على أرض المعركة الواقع مختلف، يجد الجيش نفسه يتكبد خسائر بشرية فادحة، تزعزع ثقته وتأثر على حالته المعنوية سلبيا، ويصيب مستشعر الخطر بالاضطراب، حتى أنهم سقطوا في حوادث إطلاق نار بينهم وعمليات دهس.
فيسقطون ضحايا لتضخم الأنا الراجع للدعاية الصهيونية، مايعود بأضرار كبيرة، تتمثل في اضطرابات نفسية تلاحقهم مدى الحياة، ما يضمن لهم عدم الالتحاق بالجيش وطلب الإعفاء من الخدمات العسكرية، والهروب من الخدمة العسكرية فـ”إسرائيل” لا تمثل لهم شيئا يستدعي الموت من أجله -خاصة مع الأجيال الأخيرة-، وهي ظواهر متفشية ومقلقة لقادة الكيان.
وأخيرا، بعد سقوطهم ضحايا الدعاية الصهيونية وغيرها..، يصطدمون على أرض المعركة بعناصر لديها عقيدة وإيمان قوي بقضيتها العادلة، فتنقلب الموازين، الفلسطينيين أقوى نفسيا، وصلابتهم مبهرة لكونها منبثقة أساسا من الخطاب القرآني الممتلئ بالعزة مصداقا لقوله عز وجل: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)}.
والأمر عند الفلسطينيين “جهاد إما نصر أو استشهاد”.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق