واشنطن تدرس تجاوز نزع سلاح حماس وإسرائيل غاضبة – سكاي نيوز عربية
واشنطن تدرس تجاوز نزع سلاح حماس وإسرائيل غاضبة سكاي نيوز عربيةردود فعل إسرائيلية وفلسطينية قبل التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعم خطة ترامب BBCمجلس الأمن يعتمد مشروع القرار الأميركي بشأن غزة سكاي نيوز عربيةمصدر إسرائيلي: أميركا قد تتجاوز بند نزع سلاح غزة العربيةمندوب أمريكا لدى مجلس الأمن: القرار الأمريكى يضمن خلو غزة من الإرهاب اليوم السابع
Category: متفرقات
حماس والفصائل: النموذج العربي-الإسلامي لإدارة غزة هو الأكثر قبولا – العربية
حماس والفصائل: النموذج العربي-الإسلامي لإدارة غزة هو الأكثر قبولا العربيةبيان فلسطيني يحذر من “الوصاية الأميركية” على قطاع غزة سكاي نيوز عربيةحماس تحذر من “وصاية بديلة” وتطالب بقرار أممي لحماية وقف إطلاق النار الجزيرة نتالفصائل الفلسطينية: نرفض أي وصاية أو وجود عسكري أجنبي في غزة الجزيرة نتنشأت الديهي يكشف تفاصيل سعي أمريكا لتمرير خطة ترامب في مجلس الأمن اليوم السابع
مدينة العيون
في أجواء يسودها دفء التواصل وروح الانتماء الوطني، نظمت جمعية بيت السلامة للتنمية المستدامة بالعيون استقبالًا رسميًا لوفد جمعية سيدي عبد الرحمان الركاز للتضامن والتواصل بأولماس – إقليم الخميسات، إلى جانب فعاليات من المنطقة، في زيارة تميزت بالتفاعل الإيجابي والتقدير المتبادل.

وقد استُهل برنامج الزيارة بمدينة كلميم، حيث خصّص مجلس قبيلة تركز في شخص رئيسه وأعضائه استقبالًا تقليديًا للوفد، عكس عمق الروابط الاجتماعية والوطنية التي تجمع أبناء الوطن من مختلف الجهات.

بعدها حلّ الوفد بمدينة الطاح، حيث كان في استقباله رئيس الجماعة المحلية رفقة المنتخبين والأطر الإدارية، الذين عبروا عن ترحيبهم بهذه المبادرة التي تكرس روح التعاون والشراكة بين جمعيات المجتمع المدني.

أما في مدينة العيون فقد كان الاستقبال كبيرًا ومعبّرًا ، من طرف جمعية بيت السلامة للتنمية المستدامة، التي أعدت برنامجًا غنيًا شمل زيارات ميدانية لمعالم المدينة، أبرزها زيارة لتعاونية حليب الساقية بجماعة فم الواد، بحضور المدير الجهوي لمكتب تنمية التعاون بجهة العيون إلى جانب أعضاء وأطر التعاونية، حيث اطلع الوفد على تجربة التعاونيات المحلية في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة.

وفي اليوم الثاني من الزيارة، أقيم حفل ختامي تخلله تسليم شواهد شكر وتقدير من طرف جمعية بيت السلامة للتنمية المستدامة، وقبيلة شرفاء تركز، وعرش أولاد ملك، وعرش أولاد مومن، تقديرًا للمجهودات التي تبذلها الجمعيات الزائرة في مجالات التضامن والعمل الاجتماعي.

كما تم خلال الحفل التنويه بالقرار الأممي رقم 2797 الصادر بتاريخ 31 أكتوبر 2025، والذي جدد التأكيد على وجاهة مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وهو ما اعتبره الحاضرون تتويجًا للرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
واختتمت الزيارة برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تجديدًا للعهد على خدمة القضايا الوطنية والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، ومواصلة الانخراط في مسيرة التنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية.

في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، شهدت منطقة بوسكورة كولف سيتي يوم الأربعاء 6 نونبر 2025، احتفالات مميزة تخليدًا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي تظل حدثًا خالدًا في ذاكرة الشعب المغربي.

وقد تميز هذا الحدث الوطني بحضور باشا بوسكورة إلى جانب عدد من المنتخبين والفعاليات الجمعوية، الذين شاركوا الساكنة أجواء الفرح والاعتزاز بهذه المناسبة الغالية، في تجسيد واضح لقيم الوحدة الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب.
وشهد برنامج الاحتفال تنظيم مجموعة من الأنشطة الرياضية والثقافية المتنوعة، من أبرزها ماراثون شارك فيه أكثر من 400 متسابقًا ومتسابقة من مختلف الأعمار، جابوا شوارع المنطقة في أجواء من الحماس والروح الوطنية. كما أقيم دوري في كرة القدم ومباراة في الكرة الحديدية، أبان خلالها المشاركون عن روح رياضية عالية وتنافس شريف.
ولتعزيز الوعي الوطني لدى الناشئة، احتضنت المناسبة ورشات تربوية وتثقيفية حول موضوع المسيرة الخضراء، تم خلالها تعريف الأطفال بدلالات هذا الحدث التاريخي، وغرس قيم المواطنة والانتماء في نفوسهم.
كما عرف الحفل استعراضات في الفنون القتالية، أظهرت الانضباط والتفاني، إلى جانب فقرات فنية وأناشيد وطنية تجاوب معها الحضور بحماس كبير، في أجواء وطنية مميزة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد السيد عبد الرحيم نوري، النائب الأول لرئيس جماعة بوسكورة، أن هذا الحدث “يُجسد روح الوطنية الصادقة والارتباط العميق بثوابت الأمة المغربية”، مشيدًا بانخراط الساكنة، الجمعيات و السلطة المحلية في إنجاح هذه المبادرة.
كما صرّح السيد سعيد أمغدير، رئيس مجلس اتحاد الملاك ببوسكورة كولف سيتي، أن “مثل هذا الاحتفال يزرع روح المواطنة والانتماء لدى الساكنة، ويعزز قيم التضامن والعمل الجماعي خدمةً للوطن والمجتمع المحلي”.
واختُتم الحفل بالدعاء الصالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبالتأكيد على العهد المتجدد بمواصلة مسيرة البناء والتنمية تحت القيادة الرشيدة لجلالته.
في زمنٍ تتناسل فيه الأخبار القاتمة وتُثقلنا قصص الأنانية واللامبالاة، بزغ اسم مغربي من عمق الجالية ليعيد للإنسانية بريقها، وليذكّر العالم أن البطولة لا تُقاس بالجنسية ولا بالأصل، بل بالفعل النبيل حين يُختبر المرء في لحظة الخطر.
إنه نورالدين، مهاجر مغربي يقيم منذ سنوات بالديار الإيطالية، لم يكن يومًا نجمًا ولا صاحب شهرة، لكنه في لحظة واحدة، حين دوّى الاصطدام واشتعلت ألسنة النار في حافلة مدرسية تقلّ أكثر من خمسين تلميذًا، تحوّل إلى رمز عالمي للشجاعة والإنسانية.
فبينما هرع المارة في ذهول، كان نورالدين يركض باتجاه اللهيب، لا مبتعدًا عنه. بيديه العاريتين كسر الزجاج، وبصوته المليء بالعزم هدّأ روع الأطفال، يسحبهم واحدًا تلو الآخر، في سباق مع الزمن والموت. دقائق معدودة فصلت بين كارثة كانت ستُفجع فيها مدينة بأكملها، وبين معجزة صنعها رجل مغربي بسيط، آمن أن إنقاذ الأرواح لا يعرف حدودًا ولا ألوانًا.
الصحافة الإيطالية لم تتأخر في التقاط المشهد البطولي. عناوينها تصدّرت باسم “البطل المغربي”، ومواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بصور نورالدين، والناس تتحدث بإعجاب وانبهار عن شجاعته النادرة. كتب أحد المعلقين الإيطاليين: “نورالدين أنقذ أطفالنا، لكنه أيضًا أنقذ إنسانيتنا التي كدنا ننساها.”
ما فعله هذا المهاجر المغربي لم يكن مجرد عمل إنقاذ جسدي، بل رسالة حضارية قوية عن أخلاق وثقافة المهاجر العربي المسلم، الذي مهما ضاقت به الغربة، يظل يحمل في قلبه قيماً إنسانية عميقة من الشهامة والنجدة والرحمة.
وفي زمن تتعرض فيه صورة المهاجر العربي أحيانًا للتشويه، جاء نورالدين ليقلب الموازين، وليثبت بالفعل لا بالكلام، أن الكرامة والشجاعة لا تحتاج إلى أوراق إقامة ولا إلى اعتراف رسمي، بل إلى قلب حيّ وضمير يقظ.
اليوم، صار نورالدين حديث الصحافة الإيطالية، ووسائل الإعلام الأوروبية تتسابق لنقل قصته، فيما تتعالى أصوات المواطنين الإيطاليين للمطالبة بتكريمه رسميًا. لكنه، ببساطة المتواضعين، قال في أول تصريح له: “ما قمت به واجب إنساني، لم أكن أبحث عن المجد، كنت فقط أسمع نداء الضمير.”
وهكذا، علّمنا هذا المغربي البطل درسًا بليغًا: أن البطولة لا تُصنع في المختبرات، ولا تُمنح بالألقاب، بل تولد في لحظة صدق، حين يختار الإنسان أن يكون نورًا في وجه النار.
يشهد دوار أولاد يحيى التابع لجماعة تمصلوحت حالة من التذمر في صفوف الساكنة، عقب توقف شاحنات جمع النفايات التابعة للجماعة عن المرور لمدة يومين متتاليين، مما تسبب في تكدس الأزبال وانتشار الروائح الكريهة بشكل لافت.
وأفادت مصادر محلية أن هذا الانقطاع المفاجئ في عملية جمع النفايات أدى إلى تراكم أكوام القمامة وسط الأزقة والممرات، محدثًا وضعًا بيئيًا مقلقًا يهدد صحة السكان ويشوه المنظر العام للدوار.
من جانبها، عبّرت جمعيات المجتمع المدني عن استنكارها لما وصفته بـ“الإهمال الجماعي المتكرر”، محذّرة من العواقب الصحية والبيئية الناتجة عن هذا التراكم، ومطالبة السلطات المحلية والجماعة بالتدخل العاجل لإعادة انتظام خدمات النظافة ووضع خطة مستدامة لتدبير النفايات بالمنطقة.
وأكد عدد من المواطنين أن أزمة الأزبال أصبحت ظاهرة متكررة كلما توقفت شاحنات الجماعة، داعين إلى توفير وسائل لوجستية كافية وتنسيق أفضل بين المصالح المعنية حفاظًا على نظافة الدوار وصحة سكانه.
مع الحدث سيدي بنور
احتضن مقر عمالة إقليم سيدي بنور، صباح اليوم الثلاثاء، لقاءً تشاورياً ترأسه عامل الإقليم السيد منير الهواري، خُصص لتدارس سبل تنزيل الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة.
ويأتي هذا اللقاء في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية التي دعا من خلالها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى إطلاق مرحلة جديدة من المبادرات التنموية، كما ورد في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز الماضي، والخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية الحادية عشرة، والرامية إلى تحقيق العدالة المجالية وتعزيز تنافسية الأقاليم.

وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد السيد العامل أن هذا اللقاء يندرج ضمن مقاربة تشاركية تهدف إلى إشراك مختلف الفاعلين المحليين والمنتخبين ومكونات المجتمع المدني، من أجل بلورة تصور جماعي وبرنامج تنموي ترابي متكامل يستجيب لانتظارات الساكنة ويأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الإقليم.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية تقتضي تعبئة جماعية للخبرات والكفاءات المحلية لإعداد تشخيص واقعي ودقيق للحاجيات التنموية، يكون منطلقاً لإطلاق مشاريع مهيكلة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة والرفع من مؤشرات العيش الكريم.
كما قدّم السيد العامل عرضاً تفصيلياً حول الوضعية الراهنة لعدد من القطاعات الحيوية بالإقليم، شمل البنيات التحتية والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مبرزاً الدينامية التنموية التي يعرفها الإقليم والمؤهلات التي يتوفر عليها.

وقد شهد اللقاء مشاركة وازنة لممثلي السلطات المحلية والمنتخبين والمصالح الخارجية والمؤسسات العمومية، إلى جانب الفاعلين الاقتصاديين والشباب ومكونات المجتمع المدني، في أجواء من النقاش البنّاء وتبادل الرؤى.
ويُعتبر هذا اللقاء الانطلاقة الفعلية لمسلسل إعداد البرنامج التنموي المندمج لإقليم سيدي بنور، الذي يسعى إلى وضع رؤية استراتيجية شاملة ومشاريع مندمجة تستجيب لتطلعات الساكنة، وتنسجم مع الرؤية الملكية السامية الهادفة إلى تنمية ترابية عادلة ومتوازنة.
في واحدة من أكثر القصص دلالة على حجم الانتهاك الإنساني الذي يُمارس داخل مخيمات ” تندوف ” ، يبرز اسم موديبو دومبيا، الشاب المنحدر من النيجر، الذي وجد نفسه دون وعي منه جزءًا من آلة دعائية وعسكرية تُديرها السلطات الجزائرية وما يسمى جبهة البوليساريو، تحت هوية مزوّرة حملت اسم “ماء العينين بلال”.
لاجئ هارب من الحرب… يتحول إلى مقاتل تحت راية الوهم.
فحسب معطيات اعلامية، فقد ولد موديبو دومبيا في إحدى القرى القريبة من إقليم ” ديفا” جنوب شرق النيجر، المنطقة التي كانت مسرحًا لعمليات إرهابية وصراعات مسلحة منذ عام 2015، تسببت في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين. فرّ موديبو مع عائلته نحو الجنوب الجزائري بحثًا عن الأمان، لكن ” الملاذ” الذي وعدوا به تحوّل سريعًا إلى مخيم مغلق تحت السيطرة الكاملة لما يسمى البوليساريو والجيش الجزائري. وهناك، داخل تندوف، جرى ما يشبه ” غسل الهوية”.
تعلّم الشاب اللغة الحسانية، حُمِّل باسمٍ مغربيٍ مزور، وأُدرج ضمن لوائح ” المقاتلين الصحراويين” . لم يكن اللاجئ الإفريقي يدرك أنه تحوّل إلى أداة في مشروع سياسي يهدف إلى إطالة عمر نزاع مفتعل على حساب آلام اللاجئين الأفارقة.
تجنيد قسري تحت غطاء الإغراءات
تستخدم ما يسمى جبهة البوليساريو، بتواطؤ جزائري واضح، سياسة ممنهجة تقوم على تجنيد الشباب القادمين من دول الساحل الإفريقي.
تبدأ العملية بتقديم الوعود، منازل، مكافآت مالية، وفرص تعليم في الجزائر أو الخارج، لكن سرعان ما تتحوّل تلك الوعود إلى سلاسل من الخداع والاستغلال.
من لاجئ يبحث عن الأمان، يُصبح المجند رقماً في إحصاءات ” المقاتلين الصحراويين” ، ضمن سردية تُسوّقها الجزائر أمام المجتمع الدولي لتبرير استمرار وجودها العسكري والسياسي في تندوف.
الجزائر… من دولة مضيفة إلى طرف مباشر في التجنيد
المسؤولية هنا لا تقع على ما يسمى الجبهة وحدها، بل على النظام الجزائري الذي يحوّل بلده إلى فضاء لتجنيد المرتزقة وتزييف الهويات.
فالقانون الدولي الإنساني يحمّل الدولة المضيفة مسؤولية حماية اللاجئين وضمان عدم تجنيدهم في النزاعات المسلحة، لكن الجزائر تغضّ الطرف، بل وتدعم لوجيستيًا عمليات التجنيد داخل مخيمات تندوف.
وفي ذلك خرق فاضح لاتفاقية جنيف الخاصة بوضع اللاجئين لسنة 1951، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان الأساسية.
صناعة الوهم باسم “التحرير”.
موديبو دومبيا ليس سوى وجه من وجوه عديدة لضحايا سياسة استغلال ممنهجة.
تعمل الجزائر و ما يسمى البوليساريو على صناعة “مقاتلين وهميين” من أصول إفريقية مختلفة، يمنحونهم أسماء مغربية، ليظهروا أمام الرأي العام وكأنهم ” أبناء الصحراء يطالبون بالاستقلال”.
بينما في الحقيقة، هؤلاء مجرد لاجئين فقراء حُرموا من التعليم، حُبسوا في مخيمات مغلقة، وزُجّ بهم في صراع لا يعنيهم.
مأساة إنسانية تُخفي مشروعاً سياسياً
قصة موديبو دومبيا تختصر مأساة جيل كامل من اللاجئين الذين تحوّلت معاناتهم إلى وقود لمشروع جزائري متجاوز للشرعية.
إنها ليست فقط قصة شاب فقد اسمه الحقيقي وهويته الأصلية، بل قصة دولة توظّف الفقر والنزوح لصناعة ” قضية” لم تعد تُقنع أحدًا.
لقد آن الأوان للمجتمع الدولي، وللمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن تفتح تحقيقاً مستقلاً في ممارسات الجزائر و ما يسمى البوليساريو داخل تندوف، وأن تضع حدّاً لاستغلال البشر باسم السياسة.
فالقضية هنا لم تعد ” نزاعاً إقليمياً ” ، بل جريمة إنسانية مكتملة الأركان ترتكب بحق اللاجئين الأفارقة، الذين تحوّلوا من ضحايا الإرهاب إلى ضحايا الدعاية الجزائرية.
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر أكتوبر 2025 مشهداً سياسياً متقلباً وحافلاً بالتناقضات حول الرئيس دونالد ترامب، الذي يبدو أنه لا يزال يعرف كيف يفرض حضوره في قلب الجدل، مهما كانت الأرقام أو الانتقادات. فبين استطلاعات رأي تشير إلى تراجع في شعبيته على المستوى الوطني، وصور جماهيرية تُظهر مؤيدين يهتفون باسمه في تجمعاته، يظل ترامب الزعيم الأكثر قدرة على تحريك المشهد الأمريكي بطريقته الخاصة.
ورغم ما تقوله الأرقام، فإنها لا تروي القصة كاملة. فاستطلاعات الرأي الأخيرة، التي منحت ترامب نسب تأييد بين 39 و40 في المئة، قد تُقرأ كتراجع، لكنها في نظر أنصاره دليل على صمود غير مسبوق في بلد يعيش انقساماً سياسياً حاداً. فبينما فقد بعض القادة الأمريكيين بريقهم بعد أشهر قليلة من توليهم المنصب، لا يزال ترامب يحافظ على قاعدة صلبة من المؤيدين الذين يرون فيه “الرجل القوي” القادر على إعادة الاعتبار لأمريكا في الداخل والخارج.
في نيويورك، عاد اسم ترامب بقوة إلى واجهة الأخبار بعد دخوله في مواجهة علنية مع المرشح الديمقراطي زهران ممداني في سباق مثير على عمودية المدينة. تصريحات نارية واتهامات متبادلة أشعلت الأجواء، لكن اللافت أن هذه المعركة أعادت لترامب زخماً سياسياً كان البعض يعتقد أنه فقده. فمهما كانت المواقف من شخصه، لا أحد يستطيع إنكار أنه ما زال يعرف كيف يجذب الأضواء ويُحدث الجدل.
على الجانب الآخر، تتراكم التحديات الاقتصادية والسياسية أمامه. فالإغلاق الحكومي الذي بدأ منذ مطلع أكتوبر، والجدل حول الرسوم الجمركية الجديدة التي هزت الأسواق، كلها ملفات معقدة جعلت ترامب في مرمى الانتقادات. غير أن الرئيس الأمريكي لا يبدو معنيًّا كثيراً بما يقال، بل يواصل الدفاع عن سياساته باعتبارها “قرارات جريئة لحماية الاقتصاد الوطني”، مؤكداً أن “أمريكا القوية تحتاج قرارات صعبة لا شعارات سهلة”.
وفي خضم هذا الجدل الداخلي، يحاول ترامب أن يوجّه الأنظار نحو الخارج، معلناً عن اقتراب اتفاق تجاري جديد مع الصين يشمل ملف تطبيق “تيك توك”، ومتحدثاً عن وساطات أمريكية في الشرق الأوسط تعيد لواشنطن دورها القيادي. إنها تحركات يريد من خلالها أن يذكّر الداخل الأمريكي بأن العالم لا يزال ينظر إليه كزعيم قوي وصاحب نفوذ واسع.
اليوم، يبدو ترامب في موقع بين الصعود والتحدي، بين مؤيد يرى فيه الزعيم الذي لا يخاف، ومعارض يعتبره رمزاً للانقسام. لكن المؤكد أن الرجل ما زال يفرض إيقاعه الخاص على السياسة الأمريكية، ويُبقي اسمه في صدارة العناوين يوماً بعد آخر، كما لو أنه يقول للعالم مجدداً: “ترامب لم يغادر المشهد… هو فقط يعيد رسمه على طريقته.”
ليست الكلمات في جوهرها سوى جروح صوتيةٍ تُصيب المعنى فتترك فيه أثراً لا يُمحى، غير أن بعض الكلمات، مثل “كنبغيك” و“I love you”، تُحدث في النفس المغربية ما يشبه الزلزال الصامت، إذ تنتمي الأولى إلى الذاكرة الجماعية، والثانية إلى الغزو الرمزي للعولمة. كلتاهما تُعبّران عن الحب، لكنهما لا تخرجان من الجذر ذاته، ولا تسكنان الإحساس نفسه، بل تكشفان عن اختلافٍ في الكيفية التي يتنفس بها المغربي عاطفته، ويتصالح بها مع هشاشته، أو يخفيها خلف صمته.
في المجتمع المغربي، كلمة “كنبغيك” ليست مجرد لفظة حب، بل هي حدث لغوي يوقظ في المتكلم والمخاطَب شعورًا بالدفء والارتباك في آن واحد. إنها تُقال نادرًا، كأنها تخرج من حنجرةٍ تخاف أن تُدان بالضعف، أو أن تُتهم بالرقة الزائدة في مجتمعٍ يربط الرجولة بالتحفّظ، والأنوثة بالكتمان. “كنبغيك” كلمة تُقال بالعين أكثر مما تُقال بالفم، وحين تخرج، تخرج كاعترافٍ مهزوز، كدمعةٍ معلقة على حافة الشفة. فيها بقايا من الحياء البدوي، ومن الحذر الحضري، ومن ذلك الصمت الذي ربّى المغاربة على أن الحب لا يُعلن بل يُلمّح إليه.
أما “I love you”، فهي كلمة هجينة في السياق المغربي. تنتمي إلى لغةٍ لا تعرف الخوف من الإفصاح، ولا ترى في العاطفة عيبًا، بل طقسًا يوميًا للتعبير عن الذات. لهذا، حين يتلفظ المغربي بـ“I love you”، فهو لا يتحدث بلغته الأم، بل يتقمص هوية عاطفية مستوردة، فيها قدر من الحرية والتمرد، لكن أيضًا قدر من الاصطناع. إن نطقها في الشارع المغربي أشبه بتجربةٍ جسدية أكثر منها لغوية، لأنها تنقل المتكلم من دائرة الممنوع إلى دائرة “الممكن الخجول”. فهي كلمة تحررية من الخارج، لكنها غريبة من الداخل، تلامس ولا تُلامس، تقول ولا تُصدق.
الفارق بين “كنبغيك” و“I love you” ليس في الترجمة، بل في الإحساس بالزمن الذي تسكنه كل واحدة منهما. “كنبغيك” تنتمي إلى زمن الحنين، إلى ذاكرة البيوت القديمة، إلى النظرات المخبأة خلف الشبابيك، إلى رسائل مكتوبة بخطٍّ مرتجف تُطوى تحت الوسادة. أما “I love you”، فتنتمي إلى زمن السرعة، إلى الرسائل الفورية، إلى العواطف المؤقتة التي تُستهلك بسرعة الصور وتُنسى بسرعة الإشعارات. لذلك، فحين يقول المغربي “I love you”، يكون في الغالب يهرب من عمق “كنبغيك”، لأنها تُلزمه بالصدق، بالثبات، بالجرح. أما “I love you”، فهي تمنحه مساحة للهروب، للتجريب، للقول دون أن يُحاسَب.
من منظورٍ سوسيولوجي، يمكن القول إن “كنبغيك” تُعبّر عن الهوية العاطفية للمجتمع المغربي، حيث يتعايش الحب مع الحياء، والرغبة مع الخوف، والتعبير مع الرقابة. إنها كلمة تنتمي إلى ثقافة الغموض العاطفي، حيث لا يُقال الشيء صراحةً، بل يُلمَّح إليه، في لغةٍ مشبعة بالرمز والاستحياء. في المقابل، “I love you” تمثل نموذجًا من التحديث اللغوي-الوجداني الذي جلبته وسائل التواصل الاجتماعي، إذ سمحت للجيل الجديد أن يتكلم الحب دون أن يشعر بالخزي أو بالثقل التاريخي الذي تحمله كلمة “كنبغيك”.
من الناحية النفسية، يمكن قراءة هذه المفارقة كصراعٍ بين الهوية الأصلية والهوية المُمسرحة. فالمغربي حين يقول “كنبغيك”، فإنه يعيش اللحظة بكل صدقها، يضع قلبه في يد الكلمة. أما حين يقول “I love you”، فهو يضع الكلمة في يد الصورة. الأولى تخرج من باطن الوجدان، والثانية تخرج من سطح الثقافة. ولهذا فإن وقع “كنبغيك” في الأذن المغربية لا يزال أقوى، لأنها تحمل معها طعم الأرض، ورائحة الحنين، وارتباك القلب حين يصدق.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الجيل الجديد بدأ يجد في “I love you” مساحة نفسية أكثر أمانًا، لأنها لا تُلزمه بالتقليد، ولا تضعه تحت ضغط الأعراف. إنها تمنحه إمكانية التعبير دون انكشافٍ كامل، كأنها قناع جميل يخفي ارتباك الهوية. لكن هذا القناع نفسه يُسهم في خلق تبلّد عاطفي، حيث تُختزل المشاعر في كلماتٍ خفيفة لا تنزف، في حين أن “كنبغيك” تنزف حتى وهي تُقال بابتسامة.
يبدو إذن أن العلاقة بين الكلمتين ليست لغوية فحسب، بل وجودية. فـ“كنبغيك” تشبه جذور شجرةٍ ضاربة في الأرض، لا تُثمر إلا في صمت، بينما “I love you” تشبه زهرةً صناعية تُعجب العين لكنها لا تفوح. المغاربة يعيشون اليوم بين هاتين الحقيقتين: بين الوفاء للأصل والانجراف نحو السطح، بين دفء العاطفة وبرد التعبير. وكأن القلب المغربي، في زمن العولمة، بات يتكلم بلغتين: واحدة تحفظه من الذوبان، وأخرى تُنسيه من يكون
وفي النهاية، حين يقول المغربي “كنبغيك”، فهو لا يقولها فقط لمن يحب، بل يقولها أيضًا لذاته المفقودة، لتاريخه، لقدرته على الإحساس. أما حين يقول “I love you”، فهو يحاول أن يكون جزءًا من عالمٍ لا يتكلم بلغته، لكنه يُغريه بحداثةٍ عاطفيةٍ بلا جذور.
وفي تلك المسافة بين الكلمتين، بين “كنبغيك” و“I love you”، يقف المغربي حائرًا بين ذاكرةٍ تجرّه إلى الداخل، وثقافةٍ تدفعه إلى الخارج.
وهناك بالضبط، في ذلك الشقّ العاطفي الذي لا يُلتئم، تتجلى دراما
الهوية المغربية الحديثة.
في النهاية، حين نصغي جيدًا إلى الكلمتين — “كنبغيك” و“I love you” — نكتشف أننا لا نستمع إلى لغتين، بل إلى قلبين مختلفين في درجة الصدق والوجع. “كنبغيك” تنتمي إلى ذاك الصوت الداخلي الذي لا يتكلم إلا حين يختنق، إلى الارتجاف الأول ليدٍ تلامس يدًا في الخفاء، إلى دفءٍ قديم يسكن الذاكرة ولا يُنسى. أما “I love you”، فهي ابنة الضوء السريع، ابنة العالم الذي لا يعرف الانتظار، تُقال كما تُرسل صورة، تُحب كما يُضغط على “إعجاب”.
المغربي اليوم، وهو يعيش بين الكلمتين، يشبه كائنًا عالقًا بين جغرافيتين عاطفيتين: إحداهما تحنّ إلى الأصالة، والأخرى تغريه بالحداثة. بين “كنبغيك” التي تُوجعه بصدقها، و“I love you” التي تُريحه بزيفها، يتأرجح كيانه كمن يبحث عن لغةٍ ثالثة، لغةٍ تستطيع أن تقول الحب دون أن تخاف منه، وأن تحفظ الصدق دون أن تُدفنه تحت رماد التقاليد.
ربما ما نحتاجه اليوم ليس أن نختار بين “كنبغيك” و“I love you”، بل أن نستعيد قدرة القلب على الإحساس قبل الترجمة، أن نعود إلى تلك اللحظة البدائية حيث الكلمة لم تكن بعدُ مفهوماً لغويًا بل رعشةً وجودية، أن نقولها كما لو كنا نخلق العالم من جديد.
وحين يحدث ذلك، حين يقول المغربي “كنبغيك” دون خوف، وحين يشعر أن “I love you” ليست استعارة بل امتدادٌ لصدقٍ داخلي، حينها فقط سيصالح لغته مع قلبه، وسيفهم أن الحب ليس ما يُقال، بل ما يترك فينا أثراً لا يزول، مهما تغيّرت اللغة.