Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات سياسة طالع

نداء إلى الضمير: ناصر الزفزافي بين القضبان والوطن

بقلم حسيك يوسف

في لحظة مؤثرة، وقف ناصر الزفزافي، الشاب المغربي الذي قضى سنوات طويلة في السجن، ليُلقي كلمة قصيرة في جنازة والده، لكنها كانت كافية لتجعلنا نتساءل عن معنى العدالة والوطنية في بلادنا. في كلمات قليلة، عبر الزفزافي عن وطنيته الصادقة، مؤكدًا أن “لا شيء يعلو فوق الوطن”، وأن الوطن ليس مقصورًا على منطقة معينة، بل يشمل كل شبر من البلد.

هذه الكلمات، التي ألقاها الزفزافي بكل نضج ومسؤولية، أثارت إعجاب الكثيرين، وأكدت على وطنيته الصادقة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: لماذا يظل هذا الشاب خلف القضبان؟ لماذا لا يُمنح الفرصة ليعود إلى حياته الطبيعية، ويُعيل أمه التي تحتاج إليه في هذا الظرف الصعب؟

إن استمرار اعتقال ناصر الزفزافي، رغم كلماته الوطنية الصادقة، يثير الكثير من التساؤلات حول العدالة في بلادنا. هل نحن حقًا نُقدر قيمة الوطنية والولاء للوطن؟ أم أن هناك معايير أخرى تُطبق في مثل هذه الحالات؟

ألا نرى في كلمات الزفزافي فرصة للتسامح والعدالة؟ ألا نرى في وطنيته الصادقة دليلًا على أنه يستحق الفرصة ليكون جزءًا من مجتمعنا، وليس خلف القضبان؟

إنني أطالب اليوم بإطلاق سراح ناصر الزفزافي، ليس فقط من أجل أمه التي تحتاج إليه، ولكن أيضًا من أجل الوطن الذي أحبه وأخلص له. إن كلماته في جنازة والده كانت رسالة واضحة إلى كل من يراهن على النعرة الانفصالية، مفادها أن الوطنية الحقة لا تعرف الحدود ولا المناطق.

فلنكن على مستوى الحدث، ولنُظهر التسامح والعدالة اللذين يُميزان المجتمعات الراقية. فلنُطلق سراح ناصر الزفزافي، ولنُعطِه الفرصة ليُكمل مسيرته في الحياة، وليُسهم في بناء وطنه الذي أحبه وأخلص له.

الحرية لناصر الزفزافي، هذا هو النداء الذي يجب أن نُطلقَه جميعًا، من أجل وطننا، ومن أجل قيم العدالة والتسامح التي يجب أن تُميز مجتمعنا. فلنُسمع صوتنا، ولنُطالب بحقوقنا، ولنُظهر أننا نقدر قيمة الوطنية والولاء للوطن.

في الختام، أود أن أقول إن إطلاق سراح ناصر الزفزافي ليس فقط مطلبًا إنسانيًا، بل هو أيضًا مطلب وطني. إننا نُطالب بالعدالة والمساواة، ونُطالب بأن نُعامل جميعًا بالتساوي، دون تمييز أو تفرقة.

فلنُطلق سراح ناصر الزفزافي، ولنُعطِه الفرصة ليُكمل مسيرته في الحياة. فلنُظهر أننا نقدر قيمة الوطنية والولاء للوطن، ولنُسهم في بناء مجتمعنا بشكل أفضل. الحرية لناصر الزفزافي.

Categories
ثقافة و أراء مجتمع

ذكرى رحيل مبارك أولعربي: فنان القضية الأمازيغية

بقلم: محمد أوراغ

في مثل هذا اليوم، 9 يناير، نستحضر بقلوب مليئة بالحزن رحيل الفنان الأمازيغي مبارك أولعربي، المعروف بـ “نبأ”. وُلِد عام 1982 في قرية “أمّلّعب” بإقليم الراشيدية، وحقق شهرة واسعة بفضل موسيقاه التي عكست هموم الشعب الأمازيغي وقضاياه.

أسس نبأ مجموعة “صاغرو باند” التي قدمت أغانٍ تحمل رسائل قوية عن الحرية والعدالة. من خلال ألبوماته، مثل “تيليللي” و”أوْسي إ تالا”، أصبح صوتًا للمعاناة والأمل، وقدم نداءات للحق والكرامة.

رحيله المفاجئ عام 2011 كان خسارة كبيرة للثقافة الأمازيغية، لكن إرثه الفني لا يزال حيًا، يستلهم منه فنانون وناشطون. اليوم، نُذكّر بمسيرته وأفكاره التي تظل تلهم الأجيال الجديدة في نضالهم من أجل الهوية والحرية.

رحم الله مبارك أولعربي، فنانًا، مناضلًا، ومصدر إلهام لا يموت.

Categories
خارج الحدود

لحظة تاريخية: إعلان سقوط نظام بشار الأسد في سوريا

حسيك يوسف

في ليلة لم تكن كغيرها، وفي تمام الساعة الرابعة فجراً، أعلن قادة المعارضة السورية عن سقوط نظام بشار الأسد، منهين بذلك أكثر من عقد من الصراع والمعاناة. تخلل حكم الأسد فصول من العنف والقمع، حيث استخدمت قواته كافة الوسائل لتثبيت سلطته على الشعب السوري، مما أدى إلى نزوح الملايين وتدمير واسع النطاق للمدن.

منذ بداية الثورة عام 2011، واجه الشعب السوري تحديات جسيمة، بدءاً من قمع الاحتجاجات السلمية وصولاً إلى اندلاع الحرب الأهلية. ومع تزايد الضغوطات من الداخل والخارج، وظهور قوى معارضة متعددة، بدأت ملامح التغيير تلوح في الأفق.

الساعات التي سبقت الإعلان عن سقوط النظام كانت مليئة بالتوتر والأمل. الجماهير احتشدت في الشوارع، تعبر عن فرحتها وتعبّر عن حلمها في بناء مستقبل أفضل. هذه اللحظة التاريخية تعكس إرادة السوريين في الحرية والكرامة، وتفتح الأبواب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار وبناء الوطن.

على الرغم من أن الطريق أمام سوريا الجديدة لا يزال مليئًا بالتحديات، إلا أن هذا الإعلان يمثل نقطة تحول، ويبعث برسالة قوية حول قوة الشعب في مواجهة الظلم. إن استعادة سوريا تتطلب الوحدة والتضامن، ولكن الأمل عاد لينبض في قلوب السوريين بعد سنوات من اليأس.